رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

د. مصدق العلي يكتب: احتلال فليح وشركاه للعراق

نشر
الأمصار

لازال العراق يعاني من اغلب المشاكل التي تمر بها الدولة، بل ان الوضع يزداد سوء بطرق ممنهجة لحد ان صرح القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الوزراء وصاحب السلطة التنفيذية دستوريا انه " معقب معاملات"، وفوق ذلك كله، استهدف منزلة بطائرات العاب مسيرة تحمل متفجرات حربية. وبسبب هذا الهجوم تعرض العراقيون في الخارج والداخل لسيل من الاستهجان الممزوج بالاستخفاف " عساها بحظك وبختك فليح".

ولازال العراق يعاني من نقص حاد في الطاقة والوقود الاحفوري رغم انه من العشر الاكابر " اعلى الهة الطاقة أسعار نفطهم" في انتاج النفط. فمع بداية كل فصل يعاني المواطن من ازمة انوع مختلفة من المشتقات النفطية، كذلك ازمات غاز الطبخ. ومن الطريف ان أحد تلك الازمات تزامنت مع فوز العراق بكأس اسيا في كرة القدم ليستبدل العراقيون صورة الكأس الذي رفعه الكابتن الفريق العراقي بصورة قنينةِ غاز مسال مع عبارة " جيب الغاز جيبة"," فعساها ببختك فليح".

 بل وصل الحال المأساوي الى ان العراق ذو النهرين العظيمين الذين شكلا الحياة الإنسانية والحضارة صار مستوردا لكل احتياجاته ومنها ماء الشرب من دول لا انهار ولا مياه جوفية فيها. دول تسد حاجتها وحاليا حاجة السوق العراقي العطش للماء بتحلية مياه الخليج. ترى المسؤول الحكومي مثل الصبي او الفتاة المُعَنَّفة , لا حول ولا قوة له ولا يفكر ولا يهتم, بل فقط يطيع ويسكت. 

لكن من يطيع؟ أيطيع الطرف الثالث وهو المصطلح التافه الذي أطلقته حكومة عادل عبد المهدي الذي يشير الى جزء فاعل من أطراف العملة السياسية، ام يطيع " البعض" وهو اختراع العبادي وخذ من هذه المصطلحات الرنانة الكثير. الإنجاز الوحيد للحكومات العراقية المتعاقبة هو الدأب على إطلاق مصطلح جديد يُضاف الى مصطلحات القاموس السياسي العراق الشاذ. او يقوم بتصريح او فعل كوميدي سمج ومنها تصريح الخاص بالعدس وقبلها تصدير الكهرباء وصخرة بغداد والكثير من هذه المشاهد الكوميدية المهينة. انها المؤامرة (وهذا أيضا مشهد كوميدي لاحد رؤساء الوزراء السابقين).
كل الاطروحات التي تحاول تفسير ظاهرة تخريب الدولة العراقية وخنق المواطن وتسطيح أحلامه وطموحاته متيقنة من ان السبب هو الاحتلال الذي يعانيه العراق، اذ ان الامعان في تدمير مفاصل الدولة واطرافها وقتل الحريات بسلاح القانون او بالسلاح الخارج عن القانون، لا يصدر الا (وفي رواية أخرى "الى" كما في اللافتة التي علقت في بغداد البارحة) من محتل ذو تصميم سابق ونية معقودة وخطة مرسومة لنهب ثروات العراق وتدميره. وتدلي السلطة بدلوها في بئر الاحتلال لتقول ان قوى الاحتلال الدولي هي من تتحكم في مقدرات العراق ومنع خطط التنمية الحكومية (هذا الكلام يحتاج الى تفصيل سيتم التطرق له لاحقا بأذن القدير).   لكن من هذا المحتل يا ترى؟
هل ان القاء اللوم على المجهول هربا من مواجهة تحديات الواقع ووضع الحلول لها هو سبب هذا الاتهام المبهم الموضوع بصيغة متغير رياضي غير محدد لكنه منتمي للمجموعة الإنسانية في كوكب الأرض. فنحن محظوظين ان تعدد الالهة منعدم عقائديا في العراق والا لاتهم البعض عشتار أو انليل وربما زوجته ننليل او زيوس وربما حورس باستهداف الدولة العراقية. لم يسلم من تهمة التأمر غير الجن والملائكة. 

وعودة لأصل السؤال: هل ان المصاب بسبب وجود احتلال في الأساس؟


جوابي هو نعم. انه احتلال الماضي. انه احتلال يتفق مع نظرية اينشتاين في النسبية الخاصة والتي تدل على إمكانية السفر للمستقبل لا للماضي، فالماضي قفز الى الحاضر واحتل العراق بأيدي بعض من شاءت الاقدار الرعناء ان يتسلموا مقاليد العراق بالواجهة كانوا ام كحاشية لا تظهر للعلن. فمن انصار وذرية بعض ممن تسيدوا في العهد الملكي مرورا بالقاسمي والقومي ثم البعثي ومن انضوى تحته من متحالفين تم الغدر بهم كحزب الدعوة (تحالف ضد الشيوعيين) والشيوعيين (في تحالف ضد القوميين والإسلاميين) والحزب الإسلامي و و و . كلهم تم قتلهم والتنكيل بهم من قوى مسلحة للأحزاب المنافسة. ان الانتقام يحتاج الى ضحية لتكون حطبا تذكي نار الكره في قلب من يدعيه. أيا كانت الضحية وان لم تفعل شيء غير الموت على ايدي ابائهم، فكل وريث فرح بما ورثه من" نضال" من اجل الشعب العراقي قد ثمل ابائه من دماء هذا الشعب. 

وشاءت نفس الاقدار الرعناء ان تكون من مقررات المصلحة ان يتعاون اخوة كرومازف العراق فيما بينهم لاقتسام حصص النهب لخزينة الدولة العراقية، فمال العراق كنز عالمي. ومن الأدلة على وفرت المال اختفاء ما يربوا على الترليون و300 مليار دولار خلال العقد الماضي وبدون اي إثر او تحرك حكومي او دولي (غير التوافه من التصريحات واخرها المشهد الكوميدي الذي ابتدأ بجملة "كلنا لصوص"). فالترليون ان اختفى سيتبعه ترليون فالخير كثير والشعب تائه في قرائته لكتاب السياسة الشاذ الذي يزداد ثخناً يوما بعد يوم بتوافه الخرافات السياسية ((Pseudo political science ذلك ملهي بتتبع الكوميديا الوزارية السمجة واخرها أتهام حارس في أحد مديريات التربية بتسريب ونشر أسئلة الامتحانات النهائية لامتحانات عام 2022. نعم يا عزيزي القارئ، العراق محتل من رعاع الماضي وان علت مرتبتهم في مجلس الاعيان او الشعب العراقي. كل المجرمين المتهمين بالفساد والقتل في المشهد العراقي هم ورثة قادة العصور التي يصفها العصر الذي يلها بالبائدة والرجعية. وكل منهم وجد المصلحة الشخصية ان يضع يده في يد قاتل ابيه ومن ثم يوجه حقده وامراضه النفسية باتجاه الشعب العراقي. وزد على ذلك ان بعض المصالح الدولية رأت فرصة ذهبية لدعم اقتصادها المثخن بالصراعات في استثمار الأموال المنهوبة المهولة التي يسرقها معالي وسيادة ومحترمي محتلي العراق الاكارم زادت قداستهم واكثرت الهة النفاق "الجهلة" من اتباعهم.