رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

حرب القمح.. كيف تدير روسيا أزمة تصدير الحبوب بالعالم؟

نشر
الأمصار

أثرت الحرب الأوكرانية على تصدير الحبوب بالعالم، خاصة بعد قيام الجيش الروسي بحصار الموانئ الأوكرانية الرئيسية التي تصدر القمح أو السيطرة عليها مثل ميناء ماريوبول.

وتلعب أوكرانيا دوراً كبيراً في  تصدير الحبوب بالعالم، حيث تساهم بتوفير 42 في المئة من زيت عباد الشمس الذي يتم تداوله في السوق العالمية، و 16 في المئة من الذرة و 9 في المئة من القمح.

لدى المزارعين الأوكرانيين حالياً 20 مليون طن من الحبوب، لكنهم لا يستطيعون إيصالها إلى الأسواق الدولية، كما أن موسم الحصاد الجديد على وشك البدء. فما الذي يمكن فعله لإمداد العالم بمنتجاتهم الغذائية التي تمس حاجة العالم إليها.

بعض الدول تعتمد بشكل كبير على أوكرانيا. فلبنان مثلاً يستورد 80 في المئة من قمحه منها، كما تستورد منها الهند 76 في المئة من زيت عباد الشمس.

ويقوم برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، بتوفير 40 في المئة من الحبوب للبلدان التي على وشك المجاعة مثل إثيوبيا واليمن وأفغانستان من أوكرانيا أيضاً.

وحذرت قطاعات صناعية من أن دول الاتحاد الأوروبي تواجه نقصا في زيت عباد الشمس، وذلك بعد  أزمة تصدير الحبوب بالعالم، حيث يأتي ما مجموعه 46.9 في المئة من الصادرات من أوكرانيا بينما يأتي 29.9 من روسيا، وفقا لمنطمة S&P Global ، لكن مع إغلاق الموانئ الأوكرانية فإن البلد يواجه صعوبات في التصدير.

وباستخدام إفريقيا كمثال في أزمة  تصدير الحبوب بالعالم، وقالت وزيرة التجارة النيجيرية السابقة إن 35 بلدا من أصل 55 في القارة تستورد القمح وحبوبا أخرى من روسيا ووكرانيا، و 22 دولة تستورد الأسمدة من البلدين.

وأضافت أنه يتضح من الدراسات التي يجريها حاليا بنك التنمية الإفريقي أن أسعار المواد الغذائية سوف ترتفع بنسبة 20-50 في المئة في الكثير من البلدان بعد أزمة  تصدير الحبوب بالعالم.

لكن د أوكونجو قالت إنها تأمل بوجود حلول لمشاكل الإمداد، حيث بإمكان البلدان تغيير نظامها الغذائي على المدى القصير بحيث تعتمد على المنتوجات المحلية.

وأضافت أن إفريقيا تستثمر في محاصيل القمح والمحاصيل الأخرى التي تحتمل الحرارة على المدى البعيد، ضمن سياسة التكيف مع التغير المناخي.

وبالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية فإن تكلفة بعض السلع الأخرى قد وصلت مستويات قياسية وسط مخاوف من أن تؤدي الحرب وفرض عقوبات على روسيا إلى خلل في التوريد.

 

وقبل اندلاع هذا الصراع، كان حوالي 40 في المئة من القمح الذي تستهلكه دول أفريقيا يأتي من روسيا وأوكرانيا.

روسيا أكبر مصدر للقمح

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين،، أن روسيا ستظل أكبر مصدر لتصدير القمح في العالم.

وقال بوتين في الجلسة العامة للمنتدى الاقتصادي الأوراسي عبر الفيديو: "لقد أصبحنا منافسين على المستوى العالمي، في الأسواق العالمية. تظل روسيا، إذا تحدثنا عن القطاع الزراعي، أكبر مصدر للقمح في العالم، رقم واحد".

كما أكد إن روسيا مستعدة لزيادة صادراتها من الحبوب إلى 50 مليون طن في 2022-2023، وأضاف: "في العام الزراعي الحالي، سنصدر 37 مليون طن من الحبوب، وفي العام المقبل، أعتقد أننا سنرفع هذه الصادرات إلى 50 مليون طن".

بوتين والموانئ الأوكرانية

وذكر الرئيس الروسي: "نحن لا نمنع تصدير الحبوب الأوكرانية، ويمكن تصديرها عبر الموانئ التي تخضع لسيطرة أوكرانيا".

وأضاف: "لكننا لم نقم بوضع ألغام في الطرق المؤدية إلى الموانئ، بل أوكرانيا فعلت، لقد قلت مرات عديدة: اسمحوا لهم بإزالة الألغام ودعوا السفن المحملة بالحبوب تخرج، ونحن نضمن مرورهم دون أي مشاكل".

وكانت أوكرانيا اتهمت الروس بزرع ألغام في البحر الأسود.

واقترح بوتين أيضًا أن يتم تصدير الحبوب الأوكرانية عبر بيلاروسيا ورومانيا والمجر وبولندا، لكن أي حركة مرور عبر بيلاروسيا ستشمل رفع الغرب للعقوبات المفروضة على حكومته، وهي أقرب حليف لروسيا.

كما قال الرئيس الروسي إن بلاده أوشكت على الانتهاء من إزالة الألغام من الموانئ الأوكرانية الواقعة تحت احتلالها: "هناك إمكانية أخرى لتصدير الحبوب تتم عبر موانئ بحر آزوف بيرديانسك وماريوبول الخاضعة لسيطرتنا، ونحن على استعداد لضمان التصدير السلس، بما في ذلك الحبوب الأوكرانية، عبر جميع هذه الموانئ".

وأضاف: "نحن نستكمل بالفعل إزالة الألغام التي زرعتها القوات الأوكرانية هناك، وسنقوم بتوفير اللوجيستيات اللازمة".

سرقة القمح الأوكراني

وفي الوقت نفسه، يبدو أن روسيا تكثف جهودها لسرقة كميات كبيرة من الحبوب الأوكرانية، كما ذكرت شبكة CNN، في وقت سابق، نقلا عن مصادر متعددة قالت إن القوات الروسية تسرق أيضًا معدات زراعية وآلاف الأطنان من الحبوب من المزارعين الأوكرانيين في المناطق التي احتلوها، فضلاً عن استهداف مواقع تخزين المواد الغذائية بالمدفعية.

وقالت المصادر إن الوحدات الروسية شددت قبضتها على أجزاء من منطقتي خيرسون وزاباروجيا الزراعيتين في جنوب أوكرانيا.

تصدير القمح بالروبل

زراعة القمح في روسيا (أرشيف)

 

 

كشف عضو مجلس الفيدرالية الروسي أندريه كليشاس، اليوم الأحد أن توريد الحبوب والأسمدة الروسية إلى دول العالم ستكون مقابل الدفع بعملة الروبل الروسية.

واوضح المسؤول الروسي على صفحته الخاصة على منصة "تلغرام" بحسب وكالة سبوتنيك اليوم الأحد، أن توريد الحبوب والأسمدة الروسية إلى مختلف دول العالم سيكون عبر الدفع بالروبل الروسي وكل الصفقات يجب أن تتم وفق هذه الآلية".

وكان وزير الزراعة الروسي، دميتري باتروشيف، قد أعلن أن روسيا تنوي التفاوض مع دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على إمكانية التحول إلى صفقات التسليم المناقصات بالروبل الروسي.

اللقاء بين بوتين ورئيس الإتحاد الأفريقي

ماكي سال وفلاديمير بوتين

 

شدد ماكي سال، رئيس الاتحاد الأفريقي، على ضرورة استثناء الإمدادات الغذائية من العقوبات المفروضة على روسيا

قال رئيس الاتحاد الأفريقي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الدول الأفريقية ضحايا أبرياء للحرب، وعلى روسيا وأوكرانيا أن تعملا على التخفيف من معاناة تلك الدول، وذلك أثناء اجتماع بين الزعيمين في مدينة سوتشي الروسية، وأدت الحرب إلى تفاقم العجز في تلك السلع بسبب سوء موسم الحصاد وغياب الأمن.

وقال بوتين إنه يمكن نقل الصادرات إما عبر البحر الأسود أيضا من ميناء أوديسا، لكن سال يرى أن هذا "صعب لأن الأوكرانيين عليهم تطهير المنطقة من الألغام"، أو عبر ميناء ماريوبول على بحر أزوف الذي يسيطر عليه الروس.

وقبيل الاجتماع، قال الرئيس الروسي إنه دائما يدعم دول أفريقيا، لكنه لم يذكر أزمة الغذاء في القارة السوداء تحديدا أثناء تلك التصريحات.

بعد ثلاث ساعات من المحادثات، قال ماكي سال، رئيس الاتحاد الأفريقي، إن الرئيس بوتين وعد بتخفيف القيود على صادرات الحبوب والمخصبات من المنطقة إلى باقي أنحاء العالم، لكنه لم يوضح أي تفاصيل عن ذلك.

أمين عام الأمم المتحدة غوتيريش

الأمم المتحدة

حذرت الأمم المتحدة من أن العالم قد يواجه مجاعات تستمر لسنوات بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقال الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش إن الحرب أدت إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي في الدول الفقيرة بسبب ارتفاع الأسعار.

وأضاف أن العالم قد يواجه نقص إمدادات الغذاء عالميا في الأشهر المقبلة، إذا لم يتم إعادة الصادرات الأوكرانية إلى مستويات ما قبل الحرب.

وأدى الصراع إلى قطع الإمدادات من موانئ أوكرانيا، التي كانت تصدر في السابق كميات هائلة من زيت عباد الشمس وكذلك الحبوب مثل الذرة والقمح.

وقد أدى ذلك إلى تراجع المعروض عالميا وبالتالي ارتفاع في أسعار البدائل. وارتفعت أسعار المواد الغذائية العالمية بنسبة 30 بالمئة تقريبا مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، بحسب تقارير للأمم المتحدة.

الموقف الأوكراني

يوليا سفيرينكو

 

قالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إنه يجب على المجتمع الدولي المساعدة في إنشاء "ممر آمن" لتمكين أوكرانيا من تصدير ملايين الأطنان من الحبوب العالقة في البلاد.

وقالت يوليا سفيرينكو، النائبة الأولى لرئيس وزراء أوكرانيا، لبي بي سي إن هناك حاجة إلى "ممر".

وأدى عدم قدرة أوكرانيا على تصدير حبوبها إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية العالمية.

كما زاد ذلك احتمال حدوث مجاعات في الدول التي تعتمد على صادراتها.

وحثت سفيرينكو، وزيرة الاقتصاد الأوكرانية، المجتمع الدولي على المساعدة في رفع الحصار عن الموانئ البحرية في البلاد.