رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

الصين تفشل في إبرام الاتفاق الأمني مع جزر المحيط الهادئ

نشر
الأمصار

فشلت مباحثات وزير خارجية الصين، وانج يي، مع قادة عشر دول جزرية في المحيط الهادئ في التوصل إلى اتفاق الإثنين بشأن مقترح أمني واسع النطاق، بعد تحذيرات من أنه قد يدخل المنطقة في "محور بكين".

وكان من المتوقع بأن تناقش قمة القادة ووزراء الخارجية المنعقدة عبر الإنترنت مقترحات صينية ترتبط بزيادة الانخراط الصيني بشكل كبير في الأمن والاقتصاد والسياسة في جنوب الهادئ.

لكن يبدو أن الجهود الصينية لم تثمر عن نتائج بعدما أعرب بعض القادة الإقليميين عن قلقهم العميق.

وقال رئيس وزراء فيجي فرانك باينيماراما بعد الاجتماع "كالعادة، نمنح الأولوية للتوافق"، ما يؤكد على أن التوصل إلى اتفاق واسع بين دول المنطقة سيكون ضروريا قبل التوقيع على أي "اتفاقيات إقليمية جديدة".

ويزور وانج سوفا عاصمة فيجي في إطار جولة في المنطقة مدتها عشرة أيام تأتي في وقت تتنافس بكين مع واشنطن وحلفائها على النفوذ في منطقة الهادئ الاستراتيجية.

التدخل في الأمن الإلكتروني 

وقبيل الزيارة، اقترحت بكين اتفاقا ينص على تدريب الصين أجهزة الشرطة المحلية ويتيح لها التدخل في الأمن الإلكتروني إضافة إلى توسيع العلاقات السياسية وإجراء عمليات مسح بحري حساسة. كما يمنح الاتفاق بكين إمكانية أكبر للوصول إلى الموارد الطبيعية سواء البرية أو البحرية.

في المقابل، ستقدّم بكين مساعدات مالية بملايين الدولارات، وإمكانية إقامة اتفاق للتجارة الحرة بين الصين ودول المحيط الهادئ الجزرية، التي يمنحها الاتفاق كذلك إمكانية الوصول إلى السوق الشاسعة للقوة الاقتصادية الصينية التي تعد 1,4 مليار نسمة.

وقدّمت الصين نفسها لدول جنوب الهادئ على أنها "دولة نامية كبرى" تقف إلى جانب الدول الصغيرة والمتوسطة.

وقبيل الاجتماع، بعث الرئيس الصيني شي جينبينج رسالة مفادها بأن الصين ستكون "شقيقة جيّدة" للمنطقة التي يربطها بها "مصير مشترك"، وفق ما أفادت شبكة "سي سي تي في" للبث.

لكن في رسالة إلى باقي قادة المنطقة، حذّر رئيس ولايات مايكرونيسيا المتحدة ديفيد بانويلو من أن الاتفاق المقترح "مخادع" و"يضمن نفوذا صينيا في الحكم" و"سيطرة اقتصادية" على القطاعات الأهم.

بعد اجتماع الاثنين المغلق، لم يتطرق وانغ مباشرة إلى وثيقة "رؤية التنمية المشتركة" التي تتضمن المقترح، لكنه قال إن الطرفين "سيواصلان المناقشات والمشاورات الجارية والمعمّقة للتوصل إلى توافق على التعاون".

وأضاف أن "الصين ستنشر وثيقة بشأن موقفها الخاص" لتأكيد "مواقفنا ومقترحاتنا ومقترحات التعاون مع دول الهادئ الجزرية".

وأعلن وانج في المقابل بأن دول الهادئ الجزرية العشر اتفقت على مذكرات تفاهم بشأن مبادرة "حزام وطريق" الصينية للبنى التحتية وحض الأطراف التي تشعر بقلق حيال نوايا بكين على ألا تكون "قلقة ومتوترة جدا".