رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

بعد انتشاره خارج أفريقيا.. فيروس جدري القرود يثير الرعب في العالم

نشر
الأمصار

أنتشر في العالم خلال الأيام القليلة القادمة فيروس جدري القرود، وبدأت العديد من الدول حول العالم تسجل حالات بشكل متسارع، وخرج المرض من المناطق التقليدية لانتشاره في غرب ووسط أفريقيا إلى أوروبا والولايات المتحدة، مما يدق أجراس الخطر حول وجود مشكلة جديدة.

 

كشف موقع" كليفت كلينيك" أن فيروس جدري القرود مرض نادر يسببه فيروس جدري القرود. يؤدي إلى ظهور طفح جلدي وأعراض تشبه أعراض الأنفلونزا مثل الفيروس المعروف الذي يسبب الجدري ، فإنه يصنف على أنه فيروس أورثوبوكس،  تم اكتشاف جدري القرود في عام 1958 عندما حدث فاشيتان لمرض يشبه الجدري في مجموعات من القرود المستخدمة في البحث على الرغم من اسمه ، لم يعد فيروس جدري القرود يأتي من القرود، ويُعتقد أنه ينتشر عن طريق القوارض الصغيرة والسناجب في الغابات المطيرة في إفريقيا، حيث أن  هناك نوعان (سلالات) من فيروس جدري القرود - إفريقيا الوسطى وغرب إفريقيا،  يتسبب فيروس جدري القرود في أفريقيا الوسطى في حدوث إصابات أكثر خطورة ومن المرجح أن يتسبب في الوفاة أكثر من فيروس جدري القرود في غرب إفريقيا.

 

وصف الخبراء تفشى فيروس جدري القرود بأنه "غير معتاد" لأنه كان يُعتقد أن انتقال جدرى القرود من شخص لآخر كان نادرًا للغاية، حتى الآن، وهناك نحو 80 حالة مؤكدة حتى الآن في 11 دولة، فضلا عن 50 حالة أخرى قيد التحقيق، نعمل مع البلدان المتضررة وغيرها لتوسيع نطاق رصد الأمراض للعثور على الأشخاص الذين قد يتأثروا ودعمهم، وتقديم إرشادات حول كيفية التعامل مع المرض.

 وارتفع عدد الدول خارج إفريقيا التي لديها حالات مؤكدة أو مشتبه بها إلى 7دول، كما تم تسجيل حالات إصابة مؤكدة بجدرى القرود في الولايات المتحدة وإسبانيا والبرتغال، بينما تحقق كندا فى الحالات المحتملة.

إيطاليا والسويد

وأصبحت إيطاليا والسويد أحدث دولة تسجل حالات إصابة بفيروس جدري القرود، حيث جاءت نتائج الاختبار إيجابية للمريض الإيطالي في مستشفى فى روما بعد عودته من جزر الكناري، وتم تشخيص حالة السويدى فى ستوكهولم، لم يتم اعطاء مزيد من التفاصيل، 

 

 

وقالت وكالة الصحة العامة السويدية فى بيان "تأكدت إصابة شخص واحد فى منطقة ستوكهولم بجدرى القرود، وبحسب الوكالة، فإن الشخص المصاب "ليس مريضا بشكل خطير، ولكن تم توفير الرعاية له".

 

وقالت كلارا سوندين، طبيبة الأمراض المعدية والمحقق فى الوكالة، فى بيان أن التحقيق جار حاليًا، مضيفة، أن هيئة الصحة تحقق الآن مع المراكز الإقليمية لمكافحة العدوى فيما إذا كان هناك المزيد من الحالات فى السويد.

 

قال المستشفى، أن المريض الإيطالى كان يقضى عطلته فى جزر الكنارى وهو الآن فى عزلة فى مستشفى سبالانزانى فى روما، مؤكدة، إنه تتم متابعة حالتين أخريين مشتبه بهما.

 

المملكة المتحدة

وحذرت منظمة الصحة العالمية من أنها تتوقع المزيد من الحالات فى مزيد من الدول فى الأسابيع المقبلة، حيث توجد 6 حالات من أصل 9 حالات فى المملكة المتحدة فى لندن، اثنتان فى جنوب شرق إنجلترا وواحدة فى الشمال الشرقي.

 

يبدو أن جميع المرضى فى المملكة المتحدة باستثناء واحد، الأول الذى سافر من نيجيريا، أصيبوا بالعدوى فى المملكة المتحدة، ومعظمهم غير مرتبطين.

 

وأكتشف حالتين في أمريكا، حيث أبلغت الولايات المتحدة عن أول حالة إصابة بفيروس جدرى القرود بين عشية وضحاها، لرجل من ماساتشوستس عاد مؤخرًا من كندا، يتم التحقيق فى ما لا يقل عن 13 حالة محتملة فى كندا، مع إجراء الاختبارات لتأكيد الفيروس، تم تشخيص 7 أشخاص فى إسبانيا ويتم مراقبة واختبار العشرات غيرهم للمرض، وقالت البرتغال إنه تم تأكيد 9 حالات.

 

بينما أعلنت ولاية "نيويورك" اليوم، تسجيل أول إصابة بـجدري القرود، حسبما نقل موقع أكسيوس.

 

وبحسب الموقع، تعد تلك الإصابة هي الأولى من نوعها في المدينة، والثانية في الولايات المتحدة خلال العام 2022.

 

وفي وقت سابق من اليوم، أعلنت سويسرا، وألمانيا، تسجيل أول حالة من جدري القرود، فيما أعربت النرويج عن تخوفها الشديد من تفشي الفيروس في العاصة "أسلو".

إسرائيل

بينما سجلت إسرائيل حالتين، حيث كانت أول حالة إصابة مؤكدة بجدري القرود، لرجل في الثلاثينيات من عمره عاد من رحلة في غرب أوروبا، وفقاً لمركز تل أبيب الطبي سوراسكي (إيخيلوف) حيث يخضع للحجر الصحي ويعاني آلاماً بسيطة.

وقال وزير الصحة نيتسان هورويتز، إنه قد يتم شراء بضع مئات من اللقاحات، وخصوصا للعاملين في القطاع الطبي الذين يعالجون مرضى محتملين، من أجل منع المزيد من العدوى. وأضاف للقناة 12 الإسرائيلية «هذا ليس وباء، إنه ليس مثل فيروس كورونا».

كما أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية، صباح اليوم الأحد، أنه تم اكتشاف  اشتباه إصابة حالة ثانية بمرض جدري القردة في إسرائيل  لشخص عائد إلى إسرائيل من رحلة إلى أوروبا الغربية، وفقًا لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية.

وذكر مسؤولو الصحة، أن الشخص المشتبه بإصابته يبلغ من العمر 27 عام، ونقل إلى مركز برزيلاي الطبي بمدينة عسقلان في عزلة تامة، وحالته خفيفة للغاية. 

وتصف منظمة الصحة العالمية جدري القرود بأنه مرض فيروسي نادر له أعراض تشمل الحمى والصداع وآلام العضلات وتضخم الغدد الليمفاوية وطفح جلدي وآفات على الجلد.

 

 العلامات والأعراض

وبين الموقع، أنه عادة ما تتراوح فترة الحضانة (الفاصل الزمني من الإصابة إلى ظهور الأعراض) لجدري القرود من 6 إلى 13 يومًا ولكن يمكن أن تتراوح من 5 إلى 21 يومًا.

 

يمكن تقسيم العدوى إلى فترتين:

 

فترة الغزو (تستمر ما بين 0-5 أيام) تتميز بالحمى والصداع الشديد واعتلال العقد اللمفية (تورم الغدد الليمفاوية) وآلام الظهر وآلام العضلات (آلام العضلات) والوهن الشديد (نقص الطاقة). اعتلال العقد اللمفية هو سمة مميزة لجدري القرود مقارنة بالأمراض الأخرى التي قد تظهر في البداية متشابهة (جدري الماء ، الحصبة ، الجدري)

يبدأ الاندفاع الجلدي عادة في غضون 1-3 أيام من ظهور الحمي، حيث يميل الطفح الجلدي إلى أن يكون أكثر تركيزًا على الوجه والأطراف وليس على الجذع. يصيب الوجه (في 95٪ من الحالات) ، وراحتَي اليدين وباطن القدمين (في 75٪ من الحالات)،  كما تتأثر الأغشية المخاطية للفم (في 70٪ من الحالات) ، والأعضاء التناسلية (30٪) ، والملتحمة (20٪) ، وكذلك القرنية.

 يتطور الطفح الجلدي بالتتابع من لطاخات (آفات ذات قاعدة مسطحة) إلى حطاطات (آفات صلبة مرتفعة قليلاً) ، حويصلات (آفات مليئة بسائل صافٍ) ، بثور (آفات مليئة بسائل مصفر) ، وقشور تجف وتسقط. يختلف عدد الآفات من بضعة إلى عدة آلاف. في الحالات الشديدة ، يمكن أن تتجمع الآفات حتى تتلاشى أجزاء كبيرة من الجلد.

عادة ما يكون جدري القرود مرضًا محدودًا ذاتيًا تستمر أعراضه من 2 إلى 4 أسابيع. تحدث الحالات الشديدة بشكل أكثر شيوعًا بين الأطفال وترتبط بمدى التعرض للفيروس والحالة الصحية للمريض وطبيعة المضاعفات،  قد تؤدي أوجه القصور المناعي الكامنة إلى نتائج أسوأ.على الرغم من أن التطعيم ضد الجدري كان وقائيًا في الماضي ، فإن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 إلى 50 عامًا (حسب البلد) قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بجدري القرود بسبب وقف حملات التطعيم ضد الجدري على مستوى العالم بعد القضاء على المرض. 

 يمكن أن تشمل مضاعفات جدري القرود الالتهابات الثانوية والتهاب الشعب الهوائية والإنتان والتهاب الدماغ وعدوى القرنية مع فقدان البصر. مدى حدوث العدوى عديمة الأعراض غير معروف.

وتراوحت نسبة إماتة حالات جدري القرود تاريخيًا من 0 إلى 11٪ في عموم السكان وكانت أعلى بين الأطفال الصغار، وفي الآونة الأخيرة ، كانت نسبة الوفيات بين الحالات حوالي 3-6٪.