رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

من بلينكن للكونجرس.. كواليس التحركات الأمريكية في قضية شيرين أبو عاقلة

نشر
الأمصار

لم تتوقف تبعات حادث مقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، وهي الجريمة التي هزت مشاعر ووجدان العالم وكان أبرز تلك المواقف هو الموقف الأمريكي الذي بدأ بموقف وزير الخارجية الأمريكي، وصولاً إلى فتح تحقيق داخل الكونجرس.

رفض من وزارة الخارجية

بدأت ردود الفعل الأمريكية من داخل وزارة الخارجية حيث أعرب بلينكن عن "الانزعاج العميق" للولايات المتحدة من تدخّل الشرطة الإسرائيليّة في جنازة الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة ودعت الخارجية الأمريكية إلى تحقيق شفاف في مقتلها.

التحدث إلى أسرة “أبو عاقلة”

ولم يكتفي بالموقف السابق ولكن تحدّث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع عائلة الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة بعدما انتقد استخدام إسرائيل القوة خلال جنازتها، وفق ما أفاد مسؤول.

وأعرب بلينكن عن "تعازيه العميقة" في اتصال هاتفي مع أفراد عائلة الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، وذلك أثناء توجهه السبت إلى برلين للمشاركة في اجتماع لوزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي، وفق ما قال مسؤول في الخارجية الأمريكية.

وأفاد المسؤول شرط عدم الكشف عن هويته أن بلينكن أشار إلى "عمل أبو عاقلة الصحافي وأهمية الصحافة الحرة والمستقلة".

وأكد على دعم الدبلوماسيين للأمريكيين في القدس لعائلة الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، التي كانت تحمل الجنسية الأمريكية.

حملة جمع توقيعات داخل الكونجرس

بدأت حملة جمع تواقيع اعضاء من الكونجرس الأمريكي على رسالة تقدم بها عضوان عن الحزب الديموقراطي تطالب مكتب التحقيقات الفيدرالي بإجراء تحقيق في مقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة.

وتقول الرسالة التي يقف خلفها العضوان في الكونجرس أندريه كارسون، ولو كوريا "نظرًا للوضع الهش في المنطقة والتقارير حول وفاة الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، نطلب من وزارة الخارجية ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) فتح تحقيق".

والرسالة موجهً إلى مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي، ووزير الخارجية أنطوني بلينكين، وتطلب مسودة الرسالة إجراء تحقيق من مكتب التحقيقات الفيدرالي وكذلك وزارة الخارجية حول ما إذا كان مقتل الصحفية الأمريكية ابو عاقلة في الأراضي التي تحتلها إسرائيل ينتهك أي قوانين أمريكية.

وتقول الرسالة: "نكتب إليكم بشأن شيرين أبو عقله، وهي فلسطينية أمريكية تبلغ من العمر 51 عامًا وتعمل صحافية في قناة الجزيرة، برصاصة قاتلة في مدينة جنين بالضفة الغربية في 11 ايار 2022. نطلب من وزارة الخارجية ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) فتح تحقيق في وفاة السيدة أبو عاقله".

واضافت الرسالة: "في 11 ايار 2022، أفادت وكالة أسوشيتد برس أن السيدة أبو عاقلة أصيبت برصاصة في رأسها على أطراف مخيم جنين للاجئين في شمال الضفة الغربية.  ونُقل منتجها الصحفي الفلسطيني علي السمودي إلى المستشفى في حالة مستقرة بعد إصابته برصاصة في ظهره.  كما أفادت التقارير أن الصحفيين الفلسطينيين الذين كانوا برفقة السيدة أبو عقلة والسيد سمودي في ذلك الوقت قالوا إنهم أبلغوا الجنود الإسرائيليين بوجودهم، وأنهم لم يروا مسلحين في المنطقة".  واشارت الرسالة الى زعم الجيش الإسرائيلي أن الضحايا وقعوا بين إطلاق نار بين مسلحين فلسطينيين وقوات الدفاع الإسرائيلية".

وتابعت الرسالة: "مع ذلك، فإن وسائل الإعلام وشهود العيان الحاضرين ووردت تقارير متضاربة.  وقالت شذى حنايشة، وهي صحفية فلسطينية أخرى من بين الصحفيين، إنه لم تقع اشتباكات أو إطلاق نار في المنطقة المجاورة.  كما تسلط التقارير الواردة من واشنطن بوست ونيويورك تايمز و(سي إن إن) والجزيرة الضوء على هذه التقارير.

 

وقتلت أبو عاقلة، الصحافية البارزة العاملة في قناة الجزيرة برصاصة الأربعاء في جنين بالضفة الغربية المحتلة لدى تغطيتها عملية عسكرية إسرائيلية.

وحمّلت شبكة "الجزيرة" القطرية الحكومة الإسرائيلية مسؤولية قتل أبو عاقلة "بدم بارد" ووصفته بـ"الاغتيال"، وبعدما اعتبر الجيش الإسرائيلي الجمعة أن الصحفية قد تكون قتلت بنيران فلسطينية، ذكر لاحقا أنه لا يستبعد أن يكون أحد جنوده قد أطلق النار.

وخلال تشييعها الجمعة، كاد نعشها يسقط أرضا عندما انهال عناصر الشرطة على حامليه بالضرب بالهراوات، قبل أن يتمّ تقويمه ورفعه في اللحظة الأخيرة، وفق مشاهد نقلتها المحطات التلفزيونية المحلية.

الغعتراف بالنكبة

ولم تقتصر التحركات الأمريكية على مستوى شيرين أبو عاقلة، ولكن قدم عدد من أعضاء الكونجرس الأميركي، مشروع قرار للكونجرس للاعتراف بالنكبة الفلسطينية باعتبارها جريمة كارثية لا تزال آثارها متواصلة على الفلسطينيين حتى اليوم.

ويعترف مشروع القرار الذي قدمه عدد من أعضاء الكونغرس ومن بينهم رشيدة طليب، والهان عمر، وبيتي ماكولم، وماري نيومان، وأوكاسيا كورتز بالطرد الجماعي للفلسطينيين العام 1948، وأزمة اللاجئين، ودور الولايات المتحدة في دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

ويدعو القرار إلى اعتراف الكونغرس بالنكبة، وإحياء ذكرى النكبة من خلال الاعتراف الرسمي بها والتذكير كل عام، ويطالب برفض "الجهود المبذولة لتجنيد أو إشراك أو ربط حكومة الولايات المتحدة بإنكار النكبة، ويشجع على" التثقيف والفهم العام لحقائق النكبة"، وباستمرار دعم الأونروا عبر "دعم تنفيذ القرارات المتعلقة بحقوق اللاجئين الفلسطينيين المنصوص عليها في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 والإعلان العالمي لحقوق الإنسان".