رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

عمرو عبدالمنعم يكتب: عقل الإرهاب في عملية سيناء الأخيرة

نشر
الأمصار

سألني متابع لصفحتي لماذا قلت أن العملية الإرهابية الأخيرة تدل على فشل التنظيم رغم أنها قضت علي 17 من خيرة رجالنا بالقوات المسلحة المصرية . 
ولك إجابتي موثقة سيدي الكريم : 
كانت معظم العمليات الإرهابية الكبيرة قبل ثلاث أعوام تتم فى رمضان أو العيد، وخلال الشهر الفضيل من هذا العام قام تنظيم داعش الإرهابي المارق  بعمل 346 عملية في 14 دولة ،  زيادة طفيفة مقارنة بالعام الماضي (+3) عمليات  . 
وكان الهجوم الأكثر دموية هو علي مسجد شيعي في مزار الشريف بالعراق، وتوسعت عمليات التنظيم ثأراً كما يردد اعلام التنظيم  لأمراء التنظيم الإرهابي  ( البغدادي وابو الحسن) فيما تأتي ولاية نيجيريا الجديدة ثم الأراضي الأوزبكية في المرتبة الثالثة ، ولم ينفذ التنظيم أي عمل طوال شهر رمضان في سيناء ولا العيد نظراً لضغط الكبير الذي تعرض له التنظيم في قلب بئر العبد والحصار الشديد هناكن خلال الثلاث اشهر الماضية، وهذا يعد فشل تكتيكي لأهداف التنظيم  . 
منذ أيام قليلة كشفت قناة العربية بالوثائق قيام التنظيم باستهداف بعض الشركات التنموية في سيناء وكذلك اعدام بعض المقاولين ، ووجود وثائق واوراق ثبوتية تتحدث عن دماء جديدة تحاول الانضمام للتنظيم بدون تزكية من القيادات القديمة بما يعني فقد التنظيم لكثير من قياداته والعناصر المؤثرة لديه . 
لكن ما هي استراتيجية التنظيم في عملية القتال داخل سيناء ولماذا نقول فشل ، ويمكن نستطيع ان تلخيصها في الاتي:   التنظيم عنقودي سري عملياته غير متوقعة لأنها تعتمد على "قتال الأشباح " ، "البرغوت والكلب"  أو "حرب الغوريلا والديناصور"  أو “المصيدة والتنين"  وهي أسماء لطرق قتال الشوارع وحرب العصبات الميدانية ولمن لا يعرفها . 
قواعد حرب العصابات واستراتيجية داعش في سيناء هي حرب لخص قواعدها بابا محمود أو محمود عزت القيادي  الإخواني الشهير والأشهر في هذا المجال  في عمل إرهابي يسمي  "فقه المقاومة الشعبية"  لخصها بالآتي : "هي حرب العصابات لا تعرف الذين يخافون علي رواتبهم كل شهر ، هي حرب تعرف كيف تستغل حرية الصحافة ولجان حقوق الإنسان والفضائيات الممولة ، هي حرب هدفها الطبقة المالكة الخائف من رجال الأعمال ،  هي حرب هدفها خلق مناخ الانهيار، المبدأ الاساسي لها هو" عندما تتقدم  السلطة نتراجع،  وعندما يخيم نناوش ، وعندما يتعب نهاجم ، وعندما يتراجع نطارد" هو يكمن لك لمعرفة هدفك ويأتي لك من عكس ما تتوقع أنت،  قل لي على حركتك أقول لك  كيف يفكر هؤلاء.  
خلاصة القول حرب العصابات التكتيكية تحتاج شباب واعي مثقف يعرف قواعد اللعبة جيدا، عنده ولاء للوطن وللدين ويعرف التضحيات ولا يخاف الموت، يستعد للموت أكثر من  استعداده للحياة الدنيا من أجل رفعة دينة ووطنه . 
حقيقة العملية الإرهابية ستظهر خلال أيام وقد أشارت بعض الأوراق لانضمام شخص من المنوفية لديون الإعلام حاصل علي لسانس أداب قسم إعلام حديثاً ، مما يدلل علي حاجة التنظيم لقدرات ودماء إعلامية جديدة وهو ما يستدعي نسف كل وسائل الإعلام القديمة التي تتعامل مع الملف، ودراسة وتدريب ثلة من المتخصصين علي وسائل التنظيم الحديثة والمبتكرة والتي تنال من شبابنا بكل الطرق الممكنة . 
خلاصة قولنا "المعركة الفكرية لمواجهة حرب التنظيمات السرية" هي الأساس لأن العمليات لن تتوقف بسهولة بدون استراتيجية قومية إعلامية ثقافية .  
سوف أدلل على خطورة ما أقول أيها القارئ الكريم ببعض عناوين ما يدرسه المتطرف لكي يتخرج من كهوف ومغارات الإرهاب حتي نواجه انفسنا بالحقيقة وهي " تحريض المجاهدين الأبطال علي احياء سنة الاغتيال " الفتاوى الندية في العمليات الاستشهادية " ، "تقرير الأدلة الشرعية لمشروعية العمليات الاستشهادية " ، "حكم العمليات الاستشهادية"، "الفدائية في الإسلام" ، " قاعدة في الانغماس في العدو" ، " فدائيون من عصر الرسول إلى الآن  "، " العمليات الفدائية انتحار أم شهادة" ،" أبواب السعادة في أسباب الشهادة" ، "البشرة المهدية في منفذي العمليات الاستشهادية" ، "اشكاليات العمليات الاستشهادية" ، "الدلائل الجلية علي مشروعية العمليات الاستشهادية"، "العمليات الفدائية صورها وأحكامها" ، "القول المحتد على من لم يكفر المرتد "، "الكاوي علي من لم يكوي المرتد "  ونظر ما هي الردود علي هذه الافكار  المتطرفة لتعرف أين موقعنا الآن ؟ . 
العمليات فى طريقها للانحسار لكن تحتاج إلى وقت، ولأن مشوار الألف ميل بدأ في المواجهة، فأهل الغلو لا ينتهون ولكن ينحصرون، وكما قال الإمام الكوثري " إن التلطف مع أهل الزيغ بعد ثبوت تعنتهم .. ليس من شأن أهل العلم الغيورين الذابين عن حرم الدين، وللتاريخ المجرد شأن ولحراسة الحق شأن آخر ". 
فلنتقي لله في الوطن ولنستعد  للمواجهة في سبيل الله.