رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

بمشاركة 80 دولة.. التحالف الدولي ضد “داعش” يجتمع بمراكش لأول مرة بإفريقيا

نشر
الأمصار

 يستعد المغرب، لأول مرة في القارة الإفريقية، يجتمع التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، وذلك في ظل تزايد المخاطر الإرهابية بالمنطقة.

وذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء، أن ذلك الحدث الدولي، الذي سيعقد في مدينة مراكش، سيحضره ممثلون عن أكثر من 80 دولة ومنظمة دولية، وأنهم "سيبحثون سبل مواجهة التهديدات التي تطرحها إعادة تموقع التنظيم بالقارة السمراء"،  وسيترأس الاجتماع،  وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن.

من المتوقع أن يتيح الاجتماع "الفرصة لتسليط الضوء على التحديات الأمنية التي تواجهها القارة، خاصة في ظل التوترات والنزاعات العرقية التي تشهدها بعض مناطقها، وخاصة منطقة الساحل، وهو ما يمكن استغلاله من قبل تنظيم داعش لجعل هذه المناطق منطلقا جديدا للعمليات الإرهابية ونشر الفكر المتطرف".

وقالت الوكالة إن الاجتماع سيشكل "مناسبة لبحث سبل العمل المشترك لمواجهة هذه الأخطار الإرهابية بشتى أشكالها، وكذلك تعزيز الاستراتيجيات والقدرات الأمنية لبلدان القارة، من أجل إضعاف قدرات تنظيم داعش ودحره".

وكان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة المكلف بمحاربة الإرهاب، فلاديمير فورونكوف، وصف تعاون المملكة مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب بأنه "استثنائي"، وأضاف أن المغرب "يعد شريكا متميزا في دعم وتعزيز مهمة مكافحة الإرهاب".

موعد الاجتماع

ويعقد الاجتماع ابتداءا من يوم الأربعاء  11 مايو/ أيار الجاري، ويُعقد هذا الاجتماع، في وقت يعرف تنظيم داعش الإرهابي، تراجعاً كبيراً على مستوى قوته ونفوذه، إلا أنه في نفس الوقت، تنشط تنظيمات إرهابية أخرى، بشكل متزايد داخل القارة الإفريقية.

ويأتي هذا الاجتماع بالتزامن مع إعادة انتشار المنظمات الإرهابية في العديد من الدول الإفريقية، وهو الأمر الذي يحذر منه الخبراء، معبرين عن خشيتهم من أن تصبح القارة "بؤرة جديدة لتوسع داعش".

مكانة مهمة

وقال الخبير في العلاقات الدولية والمحلل السياسي المغربي حسن بلوان، إن اجتماع التحالف الدولي لمحاربة "داعش" بمراكش يأتي نظرا للمكانة التي يحتلها المغرب في محاربة التطرف والإرهاب بكافة أشكاله.

ونقل موقع "Le360" عن مصدر مطلع قوله: "لقد حققنا بالتأكيد نجاحات كبيرة ضد داعش في سوريا والعراق، لكن الحرب لم تنته بعد. وعلى العكس من ذلك، فنحن نشهد إعادة انتشار لداعش، لا سيما في إفريقيا".

وخلال الاجتماع الوزاري الأخير للتحالف المناهض لداعش في روما، دعا بوريطة إلى ضرورة تحرك التحالف في القارة الإفريقية لمنع الجماعات الإرهابية من الانتشار.

وسجل وزير الخارجية المغربي، في عام 2017، ما يقرب من 343 هجوما إرهابيا في القارة السمراء، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 2600 شخص.

وتشهد دول منطقة الساحل وليبيا توترات أمنية وخصومات عرقية في بعض المناطق، وهو ما يمكن استغلاله من قبل داعش تحت مسمى "الجهاد"، بحسب مراقبين.

وفي ضوء كل هذه التطورات، يكشف المصدر أن اجتماع مراكش سيخصص إلى حد كبير للقارة الإفريقية، مبرزا "سيكون اجتماعا شبه إفريقي، وستخصص الجلسة المهمة لإفريقيا، وسيديرها بوريطة بشكل مشترك مع بلينكن".

عقوبات

فرضت واشنطن، عقوبات على شبكة من 5 أفراد يساعدون في تسهيل تمويل تنظيم داعش الإرهابي.

واتهمت الخزانة الأمريكية، في بيان، هؤلاء بلعب دور رئيسي في تسهيل سفر المتشددين إلى سوريا ومناطق أخرى ينشط فيها تنظيم داعش، وإجراء تحويلات مالية لدعم جهود التنظيم في مخيمات النازحين في سوريا.

وقالت الوزارة إن الشبكة تجمع الأموال في إندونيسيا وتركيا "واستخدمت بعضها لدفع تكاليف تهريب أطفال من المخيمات وتسليمهم لعناصر داعش الأجانب كمجندين محتملين".

 

وقال برايان نيلسون، وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية، في البيان، إن "الولايات المتحدة، في إطار التحالف الدولي لهزيمة داعش، ملتزمة بحرمان التنظيم من القدرة على جمع ونقل الأموال عبر أنظمة قضائية متعددة".

واستهدف الإجراء الذي اتخذ، الإثنين، كلا من "دوي داهليا سوسانتي، ورودي هريادي، وآري كارديان، ومحمد داندي أديجونا، وديني رمضاني، ويقضي بتجميد أي أصول لهم في الولايات المتحدة كما يحظر على الأمريكيين بصفة عامة التعامل معهم.

وقالت وزارة الخزانة الأمريكية، إنهم "يعملون في إندونيسيا وسوريا وتركيا لدعم أعضاء الجماعة الإرهابية، في سوريا".

التحالف الدولي لمحاربة "داعش"

التحالف الدولي لمحاربة "داعش"

تم تشكيل التحالف الدولي ضد داعش في سبتمبر عام 2014 وللتحالف تميز بعضويته ومجال عمله والتزامه. يلتزم أعضاء التحالف الدولي جميعاً بإضعاف تنظيم داعش وإلحاق الهزيمة به في نهاية المطاف.

يلتزم أعضاء التحالف الدولي الـ 84 بمواجهة تنظيم داعش على مختلف الجبهات وتفكيك شبكاته ومجابهة طموحاته العالمية. وبالإضافة إلى الحملة العسكرية التي ينفذها التحالف في سوريا والعراق، يلتزم التحالف بما يلي: تدمير البنى التحتية الاقتصادية والمالية لتنظيم داعش ومنع تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب عبر الحدود ودعم الاستقرار واستعادة الخدمات الأساسية العامة في المناطق المحررة من داعش ومجابهة الدعاية الإعلامية للتنظيم.

ما هو تنظيم داعش؟

تنظيم داعش

انبثق تنظيم داعش الإرهابي من الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، وازدهر في العراق اعتبارًا من عام 2006، ثم في سوريا بفعل حالة الفوضى الناجمة عن القمع الذي لم ينفك النظام السوري يمارسه منذ عام 2011. ثم سعى التنظيم إلى نشر نظام الرعب الذي يتّبعه خارج المشرق العربي وصولًا إلى ليبيا ومصر وأفغانستان وجنوب شرق آسيا.
ويتّبع أفراد تنظيم داعش ممارسات وحشية منحرفة عن الدين الذي يجاهرون به كالإعدام بقطع الرؤوس والاسترقاق والقتل الجماعي.
والحقيقة أن المسلمين، شيعة وسنّة، يمثّلون النسبة الكبرى من ضحايا تنظيم داعش، إذ يفرض عليهم سياسة رعب لا ترحم لا النساء ولا الأطفال، كما يمارس اضطهادًا منهجيًا على أبناء الأقليات العرقية والدينية. وإضافةً إلى ذلك، خطط التنظيم عدّة اعتداءات إجرامية ونفّذها في الخارج، كالاعتداءات التي وقعت في باريس في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 وفي بروكسل في آذار/مارس 2016 وفي لندن في آذار/مارس 2017.

وتعمّد تنظيم داعش تدمير التراث العالمي للبشرية، كما يتضح من ممارساته الإجرامية في مدن تدمر ونمرود والحضر التاريخية، ومن تدمير متحف الموصل.

ما هي النتائج التي حققها التحالف الدولي ضد تنظيم داعش؟

قاد التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، الذي تشكّل في أيلول/سبتمبر 2014 والذي يضم 79 دولة إضافةً إلى منظمة حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، معارك حاسمة بهدف تفكيك التنظيم الإرهابي على عدّة أصعدة:

الصعيد العسكري

يقدم التحالف الدولي منذ أيلول/سبتمبر 2014 دعمًا عسكريًا حاسمًا للقوات المحلية الناشطة ميدانيًا من أجل دحر تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا. 

ومكن هذا الدعم القوات العراقية من إعلان تحرير كامل أراضيها في كانون الأول/ديسمبر 2017، في حين أتاحت العمليات في سورية الانتهاء من تحرير المناطق التي كان يحتلها تنظيم داعش في شمال شرق سورية في آذار/مارس من العام الجاري.

الصعيد التمويلي

يمثّل قطع موارد تمويل تنظيم داعش الإرهابي أولوية من أولويات فرنسا وشركائها الدوليين. والتزمت فرنسا بتوطيد التعاون وتكثيف الجهود الدولية بشأن هذه المسألة. ونظّمت في باريس الدورة الأولى لمؤتمر "لا لتمويل الإرهاب" في نيسان/أبريل 2018 وضمّ المؤتمر 70 دولة و20 منظمة دولية. وفي هذا الإطار، قطعت الدول التزامات من أجل مكافحة التستر على قنوات التمويل وتجنّب مخاطر إساءة استعمال منتجات وخدمات مالية جديدة على وجه الخصوص.
كما عُقدت الدورة الثانية لمؤتمر لا لتمويل الإرهاب في ملبورن في أستراليا يومَي 7 و8 تشرين الثاني/نوفمبر 2019.
وبادرت فرنسا أيضًا إلى حث مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على اعتماد القرار 2462 في 28 آذار/مارس 2019 بشأن مكافحة تمويل الإرهاب الذي يكمّل الإطار القانوني المتوافر في هذا المجال.
وبموازاة ذلك، اتُّخذت مجموعة من التدابير الرامية إلى مكافحة الشبكات غير الشرعية والإتجار المنظّم بالنفط والتحف الفنية والبشر، علمًا أن تنظيم داعش التجأ إلى هذه الأساليب للحصول على التمويل.

الصعيد العقائدي

سلّط تنظيم داعش الضوء منذ نشأته على قدرته على نشر الدعاية القاتلة الخاصة به. ويعي التحالف الدولي أهمية مكافحة الوجود الافتراضي للتنظيم الإرهابي، لذا عمل جاهدًا على رصد المحتويات الجهادية المتوافرة على الإنترنت وتفكيكها وإزالتها.
وتنشط فرنسا كثيرًا في مجال مكافحة استخدام الإنترنت لأغراض إرهابية، وتقيم حوارًا على المستوى الوطني مع منشآت الإنترنت لتناول هذه المسألة، بغية النهوض برصد المحتويات الإرهابية المتوافرة على الشبكة وإزالتها نهائيًا وعلى وجه السرعة.
وعلاوة على ذلك، بادر رئيس الجمهورية الفرنسية ورئيسة وزراء نيوزيلندا بمعية عدّة رؤساء دول وحكومات آخرين وممثلين عن منشآت الإنترنت إلى استهلال "نداء كرايستشيرش" في باريس في 15 أيار/مايو 2019. وينطوي هذا النداء على إزالة المحتويات الإرهابية والمتطرفة العنيفة عن الإنترنت ويلزم الحكومات والجهات الفاعلة في مجال الإنترنت بمنع تحميل المحتويات الإرهابية وبتحسين الشفافية في رصد هذه المحتويات وإزالتها بغية التخفيف من انتشارها.