رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

عند منابع النيل وأكبر عرقيات إثيوبيا.. أسرار عادات رمضان لشعب الأورومو

نشر
الأمصار

يتشح العالم الإسلامي بثوب مضيء في رمضان، ويختلف مذاق الشهر الفضيل من مكان لآخر، عادات رمضان لشعب الأورومو عند منابع النيل لها نكهة  مميزة، ولا سيما لعرقية الأورومو أكبر القوميات الإثيوبية، والتي يدين معظم أبنائها بالدين الإسلامي، وينتمي لها رئيس الوزراء الحالي أبي أحمد، ويتميز الشهر الفضيل في أوروميا بعادات وتقاليد مميزة.

الإفطار الأورومي

كشف عبد السلام عبد المؤمن رئيس شبكة "أورومو ميديا" الأورومية، أن عادات رمضان لشعب الأورومو تبدأ في الإفطار، وهناك عدة اطباق على مائدة الإفطار الأورومية و اشهر ما يتم اعداه في رمضان شوربة الشعير ويتم اعداده بعدة طرق و يتكون من الشعير و يضاف اليه اللحم و يستغرق وقتا لإعداده

وأكد عبد المؤمن لـ"الأمصار"، أنه كعادة رمضان في كل مكان عادات رمضان لشعب الأورومو، حيث تكثر الموائد الجماعية للإفطار وتكثر دعوات الافطار وتكون مناسبة للزيارات و صلة الأرحام.

 

وبين رئيس شبكة "أورومو ميديا" الأورومية، أنه بدأت مؤخرا في رمضان الماضي، في عادات رمضان لشعب الأورومو الموائد الكبيرة التي يقوم بها الأوروميين، وغالبا ما تنظمها جهات و تيارات اسلامية تسعى للحفاظ على مكتسبات المسلمين وحقوقهم الدينية و السياسية في دولة عانى فيها المسلمين الكثير من الويلات.

ونظم هذا العام موائد ضخمة في الإقليم، ومنها الافطار الجماعي في مدينة هرر العريقة بشرق اوروميا، و الفطور الجماعي للمسلمين بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا/فينفني.

صلاة التراويح

وبالنسبة التراويح تؤدى في المساجد، واشهر مسجد يوجد في العاصمة فينفني هو مسجد الأنوار وتم بناءه اثناء تواجد الاحتلال الايطالي في اثيوبيا وهو اضخم مسجد في البلاد و يتكون من عدة مباني و طوابق و يتسع لآلاف المصلين ويقع في وسط العاصمة في السوق المركزي ميركاتو وهو اكبر سوق في اثيوبيا وكذلك افريقيا، ومن عادات رمضان لشعب الأورومو أنه يكون مركز المصلين في ليلة القدر.

 

المنظومة

وأردف عبد المؤمن، أنه يتميز رمضان في اوروميا بكثرة مجالس الذكر و كذلك مجالس المديح النبوي المعروف عند سكان إقليم أوروميا باسم “ المنظومة “ و عادة ما تبدأ هذه المجالس بعد صلاة التراويح و تستمر الى وقت السحور.

 

السحور الأورومي

وأوضح  رئيس شبكة "أورومو ميديا" الأورومية، أنه  من عادات رمضان لشعب الأورومو أن تتسحر الاسرة مع بعض و السحور من اساسيات رمضان و نادرا ما بتم تفويته

بينما تطرق الإعلامي الأورومي إلى وجبة السحور، مبينًا أن هناك عدة اطباق تقدم في السحور و لكن اهمها العصيدة بالسمن و الزبادي و قد يستبدل باللبن و تتكون من دقيق القمح او الشعير ويسمى الطبق بالأورومي "مرقا".

المشروبات والحلويات الأورومية

وأردف رئيس شبكة "أورومو ميديا"، أنه توجد مشروبات وحلويات اورومية خاصة، تعتبر من عادات رمضان لشعب الأورومو والمشروبات عادة ما تكون عصائر طبيعية كعصير المنغو –وهي فاكهة المانجو المعروفة في مصر- و الباباي او الاناناس، اما الحلويات التي تصنع و تتميز بها مدينة هرر و ديردوا الأورميتين تسمى المشبك

وبين أن المنظومة تكون في المنازل و في بعض المساجد خاصة المساجد الصوفية، ومسجد الانوار تقام فيه المنظومات كذلك

صدامات سياسية على موائد رمضان

وشهدت موائد الإفطار في العام الماضي صدامات بين الأورومو وبين الجماعات المتطرفة في إثيوبيا والتي تدعمها الحكومة الإثيوبية الحالية برئاسة رئيس الوزراء أبي أحمد، ومن تلك الحوادث منع الحكومة الإثيوبية لإفطار في أحد الميادين العامة بل وقامت بمطاردة الصائمين وملاحقتهم بالغاز المسيل للدموع.

 يوضح عبد المؤمن، أن هناك ميدان عام في العاصمة اسمه (مسقل أدباباي) ويعني ميدان الصليب وفي العهد الشيوعي كان اسمه ميدان الثورة وهو من اكبر الميادين في العاصمة وتقام فيه الكرنفالات المختلفة والأعياد الدينية وتقام فيه صلاتا العيد ويطلق عليه المسلمون ميدان العيد بسبب ذلك، ولكن الاسم الرسمي الآن هو ميدان الصليب ، يذكر ان تسميته تغيرت عدة مرات في العهد الإمبراطوري كان يسمى ميدان الصليب وفي العهد الشيوعي تغير الى ميدان الثورة وفي عهد هذا النظام عاد الى تسميته السابقة ميدان الصليب

. وأردف الإعلامي الأورومي، أن سبب الأحداث ان المسلمين قرروا يقيموا إفطار جماعي فيه والحكومة سمحت بالأمر في البداية واصدرت لهم تصريح موافقة بذلك، واعلن المسلمون عن الحدث في التواصل وتجاهلوا التسمية الحالية وقالوا ان الإفطار سيقام في ميدان الثورة والبعض ذهب أبعد من ذلك وتحدث عن ميدان العيد، مما أثار حفيظة الكنيسة وأصدرت بيانا ترفض فيه إقامة الإفطار وان هذا سيسبب توترات دينية ويجب أن لا يقام الإفطار فيه مع ان الميدان ليس ملكا لها بل ملك عام، استجابت الحكومة للطلب في البداية واصدرت قرار بالمنع وذكرت اسباب واهية لذلك، أثير بسبب الرفض وضغطوا فتراجعت الحكومة مرة أخرى أيضا وسمحت بإقامته.

وأشار عبد المؤمن إلى، أنه بدأ المسلمون يحضرون للحدث وتوافدت جموع الصائمين والمدعوين الى الموقع، واذا بهم يفاجؤون بقوت أمنية كبيرة سبقتهم الى الميدان لمنعهم من الوصول اليه وطرد من دخل منهم اليه، طالبين تغيير المكان وإقامة الإفطار في ميدان جانبي، رفض المسلمون واصروا على موقفهم وهذا من أبسط حقوقهم وان الميدان ملك عام، وحصلت مواجهات وتم تفريق جموع الصائمين دون إقامة الإفطار.