رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

رمضان في ليبيا.. انتعاش للأسواق وفعل الخيرات

نشر
الأمصار

يجتمع أهل ليبيا على القيم والتقاليد الأصيلة في شهر رمضان المبارك وتبرز الأجواء الروحية خلال الشهر، وتتصاعد دفقات الحياة الاجتماعية لتؤلف بين الجميع في اتساق معهود من خلال إقامة الموائد الرمضانية في جميع أنحاء البلاد التي تستقبل الصائمين بكثافة.


خيم المسافرين

موائد الطرق

وتنظم عدد من الجمعيات الخيرية وشباب العمل التطوعي وأهالي المدن الليبية مجموعة من الخيم الرمضانية السنوية وموائد الرحمن على الطرق الرئيسية  لإفطار المسافرين وعابري السبيل.
وتستمر الموائد الرمضانية حتى نهاية الشهر الكريم بتقديم وجبات إفطار وسحور تحتوي على تمور ومياه وعصائر ووجبات جاهزة يقدمها يوميا أهل البر والاحسان من سكان المدن الليبية وضواحيها الممتدة  لجميع المسافرين وسائقي السيارات ونقل البضائع وكذلك الأسر المسافرة.

يحتفي أبناء الشعب الليبي بشهر رمضان الكريم ويستقبلونه بفرحة غامرة تعظيماً لأيامه المباركة، فهو شهر الخير والبركة والروحانيات والعبادة والتنافس في الطاعات والخيرات، وهناك العديد من العادات والتقاليد تتوافق مع روحانية الشهر المبارك والتي لا تزال موجودة ويحافظ عليها أبناء ليبيا، فهي جزء من هويتهم وتقديرهم لشهر رمضان.

استعداد الليبيون لشهر رمضان 

يستعد الليبيون لاستقبال شهر رمضان من منتصف شهر شعبان، وتبدأ التجهيزات سواء بالاستعداد الروحي أو بشراء الطعام و الحلويات.

التسوق الليلي

وتزدحم الأسواق بالمتسوقين لشراء المواد الغذائية، وغير ذلك مما يحتاجونه في هذا الشهر الكريم، وتقوم ربات البيوت بتجديد الأدوات الكهربائية ومستلزمات المطبخ من أواني جديدة وأفرشة وأغطية، كما يقمن بتحضير كل أنواع التوابل والبهارات التي يتميز بها المطبخ الليبي وتقطيع الخضار واللحوم البيضاء منها والحمراء والأعشاب العطرية المجففة ثم تجميدها في البراد حتى يتسنى لهن تحضير الأكلات الرمضانية بدون تعب خلال فترة الصيام. 
وتعتبر الأسرة الليبية مسرفة جدا في شهر رمضان رغم ارتفاع كبير في أسعار المواد الاستهلاكية وشح سيولة المالية بالبنوك في السنوات الأخيرة.


عادات رمضانية 

في أول أيام الشهر الكريم عادة ما يجتمع الليبيون في منزل رب الأسرة أو منزل العائلة، فاليوم الأول دائما وأبدا يكون يوم التلاقي وتبادل التهاني بين الأقارب والجيران، حيث إن هذا التجمع العائلي الكبير من العادات الأصيلة لدى الليبيين.
وتبدأ نسمات رمضان مع قدوم رجب وشعبان حيث تجد أغلب العائلات في ليبيا تحرِص على الصيام في شهر شعبان ورجب استعدادا للشهر الكريم، كما تقسم الأدوار بين أعضاء العائلة لاستقبال الشهر الفضيل بشكل لائق.
وفور الإعلان عن حلول الشهر المبارك تتحول شوارع وأحياء المدن الليبية إلى نشاط وحركة حيث يبدأ الليبيون للخروج للأسواق لشراء ما تتطلبه الأسرة الليبية من مواد غذائية ، غير أن مظاهر هذا الشهر الدينية تظهر مباشرة منذ اليوم الأول.

النشاطات الثقافية

 في شهر رمضان على عكس الأشهر الأخرى تنطلق في ليبيا نشاطات ثقافية مكثفة في كل منطقة وحي حيث البرامج الثقافية للجان الثقافة والإعلام، والأمسيات الشعرية التي تقيمها رابطة الكتاب والأدباء في ليبيا، وأنشطة الأحياء الجماهيرية وبيوت الثقافة وندوات أدبية في القصة والشعر والفن التشكيلي.

الاحتفالات الليلة

وتنظم الحفلات والرقصات الشعبية التي أحيانا تطوف الشوارع حتى الساعات من اليوم التالي وحفلات الفن الشعبي من خلال الرقصات الشعبية وإقامة المعارض الشعبية التي تحوى التراث والأكلات الشعبية.
 
الحرب الليبية 
أثرت سنوات الحرب فى ليبيا، وارتفاع سعر الدولار المفجع، وأزمة السيولة في البنوك، وجنون الأسعار، على المواطن وعجز لسنوات عن توفير الاحتياجات الضرورية فى شهر رمضان، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، ما تسبب في تراجع قائمة رمضان وانخفاض نسبة استهلاك الكثير من الاحتياجات التي كانت على سلم الأولويات. 
ورغم الحرب والأزمات، بقى الجانب الإنساني هو بصيص الأمل، واستمرت أعمال الخير وموائد الرحمن في الشهر الكريم، وحرص الجميع على التواصل والتعاضد وتبادل الزيارات الرمضانية بين الأقارب والجيران.

وبعد سنوات من الحرب، عادت احتفالات رمضان في ليبيا من جديد، وشهدت الأسواق الليبية انتعاشة كبيرة وذلك منذ سنوات عديدة بسبب الحرب.