رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

كيف سيؤثر دور روسيا بالحرب الأوكرانية على المشهد في الوطن العربي؟

نشر
الأمصار

تتصاعد الآحداث بين روسيا وأوكرانيا يوم بعد يوم وتتحول الحرب الأوكرانية إلى مسرح جديد لاستقطاب القوى الكبرى، ولكن السؤال الأخطر كيف ستؤثر سياسيًا على الوطن العربي.

 

الأزمة الإقتصادية

كشفت زينب قنبر، الإدارية في مجلس سوريا الديمقراطي، أن تأثيرات الحرب هي تحدي خطير بالنسبة لهم لأنه في احتداد الحرب يترك اثر على المواد الغذائية وأسعارها في العالم وخاصة القمح.

كون روسيا وأوكرانيا تمثلان المصدر الأول عالمياً لمادة القمح والتي تصدر عبر البحر الأسود.

وأكدت قنبرفي تصريحات خاصة لـ "الأمصار"، أنه بحال تصاعد الازمة ستكون العواقب وخيمة على الأمن الغذائي وكذلك من ناحية توريد المواد المتعلقة بالإعمار مع اوكرانيا. وسوريا تعيش ضغوطات اقتصادية فإن الاحتياط من المواد الغذائية والنفط لا تكفي سوى لأشهر، اي أن هذه الحرب تثير الذعر في الاسواق وهذا ما أدى لارتفاع في الأسواق. 

وأضافت الإدارية في مجلس سوريا الديمقراطي، أن شمال وشرق سوريا جزء من سوريا وحتى هذه اللحظة لم يفتح المجتمع الدولي أي معبر لمرور المساعدات الغذائية والصحية والإنسانية.

 لذلك نرى ان العقوبات ستؤثر حتى على شمال وشرق سوريا وتزيد حالة الخناق نتيجة الحصار المفروض، وشمال وشرق سوريا تأخذ الاحتياط بهذا الجانب بعين الاعتبار لكن الحصار المفروض وخاصة من الجانب التركي هو من اكبر العراقيل التي تؤدي لتأزم الحالة.

وبينت قنبر، أنه من ناحية أخرى التراجع بقيمة العملة السورية يؤثر سلبًا على حياة المواطنين التي ينتج عنها الغلاء في الأسعار.

 

الناحية الجيوسياسية في سوريا

بينما كشف إبراهيم كابان، الباحث الكردي وريس موقع “الجييوإستراتيجي”، أن المشكلة القائمة بين الدول الغربية وروسيا سيكون لها تأثير على الوضع السوري لأن الوضع في سوريا حاليًا هو عباره عن تقسيم الدولي بين الدول الكبرى، والمناطق السورية أصبحت مقسمة بين القوى الكبرى، ولذلك ما يحصل في أوكرانيا سيؤثر على الوضع الروسي في سوريا.

 وأكد كابان في تصريحات خاصة لـ"الأمصار"، أن الحرب لها تاثير مباشر على الأزمة السورية ولن يتم السماح  بالتوسع الروسي في سوريا وبوجود الاستراتيجية في إعطاء المجال من قبل دول الغربية لروسيا للقيام بدور الآمر الناهي في الأراضي السورية، ولم تعد القوات الأمريكية لديها نية الخروج من سوريا وترك سوريا عرضة للتوسع الروسي، وأصبح الانسحاب ضرب من الخيال، وذلك بحكم عدم الثقه بين الطرف الامريكي وروسيا، فلم تعد الولايات المتحدة طفق في موسكو ولم تعد روسيا تثق في الولايات المتحدة.

 

ازدواجية المعايير

 بينما كشف المحلل السياسي الكردي بير رسم، أن نفاق السياسات الروسية تتبين واضحاً من خلال موقفها من الملفين السوري والأوكراني حيث في الأخير يطالب باستقلال الأقاليم الأوكرانية؛ لوغانسك ودونيتسك اعتماداً على الجانب اللغوي الأثنوثقافي، بينما ترفض ذلك لـ "روجآڤا" بسوريا وذلك بحجة الانفصال والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، ويمكن استثمار هذه النقطة أيضاً من جانب الكرد في الحوارات القادمة مع الجانب الروسي، إن حصل طبعاً

وأكد رستم، أن روسيا ورئيسها بوتين خاسر في الحرب الأوكرانية، حتى لو أفترضنا إنه احتل كل أوكرانيا وفرض على شعبها نظام على المقاس البوتيني “القيصري”. 

وبالمناسبة خسارة بوتين وروسيا ليست فقط عسكرية ولوجستية، بل الأهم هي اقتصادية، سياسية دبلوماسية حيث أستطاع الأمريكان والغرب جره للمستنقع الأوكراني وسيعاني فيه الكثير وذلك كلما طالت به الحرب بحيث يتم استنزاف لقدرات روسيا العسكرية وخسارة في الأرواح والعتاد ولكن الخسارة الأهم، هي في السياسة والاقتصاد حيث في السياسة وقفت أغلب دول العالم بوجه الغزو الروسي الغاشم وأدانوه. 

وأضاف المحلل السياسي الكردي، أنه باتت روسيا مكروهة عالمياً وفي وضع أشبه بوضع “هتلر” مع غزوه للقارة الأوربية، بل أستطاعت أمريكا بجر بوتين لهذه المعركة؛ أن جعلت منه ومن روسيا بعبعاً يهدد أمن بلدانهم، وبالتالي حشرهم في حظيرة “الناتو".

 

التأثير على الوضع السوداني

بينما عن الوضع في السودان، وخاصة بعد زيارة نائب رئيس مجلس السيادة إلى روسيا، كشف محمود إبراهيم، القيادي في الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال، أن روسيا حليف استراتيجي للنظام الحاكم في السودان وتربطهم مصالح تجارية مشتركة وتعمل على  البحث عن  موطئ قدم لها في السودان بصورة أوسع ليكون السودان واحد من الدول الحليفة لها

وأكد إبراهيم في تصريحات خاصة لـ"الأمصار"، السلطة في السودان ليس لها خطة استراتيجية في إدارة الدولة والعسكر الذين على رأس السلطة الآن ليس لديهم الخبرة الكافية بالعلاقات الدولية ولا يجيدون إدارة الازمة والعالم الآن كله متجه إلى التكتلات.

وأضاف القيادي في الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال، أن القيادة الحاكمة في السودان الآن قد وضعوا أنفسهم في متاهة ودوامة سياسية ربما تعرقل عليهم وتعيدهم إلى المربع الأول من الحصار كمان كان السودان إبان حكم البشير، وايضأ نتوقع من الدول الغربية فرض عقوبات على الشخصيات القائمة على إدارة الشئون السودانية.