رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

إثيوبيا.. يد تستهدف الديموقراطية ويد تستهدف المدنية (تفاصيل)

نشر
الأمصار

تتسم الأفعال والتحركات الإثيوبية بالتناقضات، مابين القيام بضربات جوية سفر عن قتلى وجرحي من المدنيين، وبين التصريح بسلمية العملية الإنتخابية، وأنها تجري على قدم وساق، وبمثابة رسالة للعالم عن مدى تحضر الإثيوبين، وفق ما قاله المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية.

الخارجية الإثيوبية تصف الانتخابات الإثيوبية برسالة للعالم أجمع

تأتي البداية مع تصريحات دينا مفتي، المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإثيوبية، في المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم، بتصريحات من شأنها أن تدافع عن الانتخابات الإثيوبية.

وصرح دينا، بأن الانتخابات التي أجريت الإثنين الماضي، اتسمت بالسلمية بالرغم من انعقادها في ظل متغيرات وتحديات ومؤمرات تعمل على عرقلة وفشل العملية الإنتخابية الإثيوبية.

ويرى دينا، أن الانتخابات الإثيوبية، بعثت رسالة واضحة للعالم حول مدى تحضر وتعطش الإثيوبيين للديمقراطية، وسيتم الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات الإثيوبية في غضون عشرة أيام.

وفي نفس الوقت الذي تتواصل فيه عمليات فرز الأصوات في الانتخابات العامة التي أجريت في البلاد الإثنينن واستثنيت منها منطقة تيجراي، تأتي الغارة الجوية للجيش الإثيوبي على سوق إقليم تيجراي، لتسفر عن قتلي ومصابين من المدنيين.

الجيش الإثيوبي يدافع عن نفسه

ليخرج جيتنيت أدانا، المتحدث باسم الجيش الإثيوبي، في مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس، ليعلن عن أن غارات الثلاثاء الماضي الجوية، استهدفت عناصر من جبهة تحرير تجراي الإرهابية، وأن هذه الغارة جاءت بعد استغلال قوات جبهة تحرير تجراي، نقل قوات الجيش الإثيوبي من إقليم تجراي, إلى وسط وشرق وغرب وجنوب البلاد، بأمر من الحكومة الفيدرالية، من أجل المشاركة في تأمين الانتخابات.

وأوضح أدانا، أن الغارة استهدفت عناصر جبهة تحرير تجراي، وأن الضربات الجوية تكتيك عسكري شائع، ولم تستهدف القوات المدنيين.

 مؤكداً على أن الجيش الإثيوبي ساعد الأهالي على العودة إلى حياتهم الطبيعية، وتم القيام بالكثير من الأعمال والجهود، حتى يتمكن المزارعين والتجار من عملهم والطلاب من مواصلة تعليمهم.

وطالب أدانا، النشطاء على منصات التواصل الإجتماعي بتحري الصدق وعدم نشر ما يثير القلق، خاصة أن شعب تجراي يستحق الراحة والمساعدة في التنمية والبناء.

بينما تجاهل آبي أحمد، رئيس الوزراء، ورئيس الفريق الحكومي المعني بتيجراي، التعقيب على الواقعة.

استهداف المدنيين في تيجراي ومنع إسعافهم

أسفرت الغارة الجوية التي قام بها الجيش الإثيوبي، أول أمس الثلاثاء، على سوق للمدنيين في إقليم تيجراي، الذي يشهد معارك دامية منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بين القوات الإثيوبية، والجبهة الشعبية، لتحرير الإقليم، أسفرت عن قتل ما لا يقل عن 43 شخصا، وإصابة مالا يقل عن 50 مصاب في حالة حرجة، من المدنيين.

وأفاد شهود عيان، طالبوا بعدم ذكر اسمائهم خوفا من الانتقام، بأن السوق كان مكتظاً بالأسر، ولم يكن به قوات مسلحة، مؤكدين على دخول قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، لعدة بلدات في الأيام الثلاثة الماضية، وانسحبوا من إحدى البلدات بعد ساعات فقط.

وأشار مسؤول طبي، إلى منع قوات الجيش الإثيوبي، 6 سيارات إسعاف، ومالا يقل عن 20 مسعف، حاولوا الوصول إلى المصابين لكن تم إيقافهم  عند نقطة تفتيش، بينما أستطاعت سيارتي إسعاف الوصول للبلدة عبر طريق خلفي، في وقت متأخر، ولم تكن فيهما المعدات اللازمة ولم يُسمح لهما بالمغادرة.

الولايات المتحدة الأمريكية المتحدة تنذر إثيوبيا

في سياق الإدانات العالمية للحادث، أدانت الولايات المتحدة الأمريكية، في بيان رسمي أعلنه نيد برايس، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، و دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار في تيجراي، وفتح تحقيق فوري، للوقوف على اسباب ونتائج النزاع الذي تشهده المنطقة منذ سبعة أشهر.

وأوضح برايس أن التقارير تفيد منع قوات الأمن لطواقم الرعاية الطبية من الوصول إلى ضحايا هذا الهجوم، واصفاً حرمان الضحايا من الرعاية الطبية الطارئة مشين وغير مقبول .

وأكد البيان على محاسبة المسؤولين عن هذا الهجوم، ومحاسبة من أعطى الأمر بعدم  السماح لطواقم الإغاثة لدخول المنطقة، وشددت على ضرورة حماية المدنيين.

جبهة تحرير تيجراي تكبد الجيش الإثيوبي خسائر فادحة

على الجانب الآخر، جاء الرد من قوات تحرير جبهة إقليم تيجراي، بإعلانها المسئولية عن إسقاط طائرة تابعة للجيش الإثيوبي، تحمل متفجرات وذخائر، من نوع “C130” وهي واحدة من أهم طائرات النقل العسكري للجيش الإثيوبي.

وموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، بأن آبي أحمد يصب غضبه من علق قيتشوا رضا، المتحدث باسم جبهة تحرير تيجراي، في تغريدةٍ عبر حسابه الرسمي على جبهة التحرير على المدنيين، كما حدث في الهجوم الجوي الوحشي على أحد الأسواق في توجوجا.

يذكر أن إقليم تيجراي في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، شهد عملية عسكرية ضد “جبهة تحرير تجراي”، بعد مهاجمتها القاعدة العسكرية الشمالية، حيث وجه الجيش الإثيوبي، ضربات متتالية للجبهة، وهزيمتها في الكثير من المواقع، حتى وصل بعد 24 يوم من المواجهات إلى “مقلي” عاصمة الإقليم، وسط اتهامات لأديس أبابا، بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وهو ما أستنكره، المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإثيوبية، واصفاً إنكار التقدم الذي أحرزه الجيش في إقليم تجراي، والتمسك بمزاعم لا أساس لها من الصحة، هو أمر غير مقبول أخلاقياً وسياسياً وقانونياً، وأن الحكومة الإثيوبية تعمل بجهود مضاعفة لتلبية الاحتياجات الإنسانية لـ 4.5 مليون شخص.