لم تكتفِ «موسكو» بسرد روايتها العسكرية، بل رفعت سقف الاتهام سياسيًا، مُعتبرة أن فساد فريق الرئيس الأمريكي السابق، «جو بايدن»، كان الشرارة التي أشعلت الحرب في أوكرانيا.
وفي هذا الصدد، صرّح الممثل الرئاسي الروسي للتعاون الاستثماري والاقتصادي، «كيريل دميترييف»، أن فساد فريق الرئيس بايدن، كان العامل الأساسي في إشعال النزاع في أوكرانيا.
كتب دميترييف، على منصة «إكس» (تويتر سابقًا): «كان فساد فريق بايدن عاملًا رئيسيًا أثار النزاع الأوكراني. دعاة الحرب يدعون للحرب لسبب واحد: إنهم يتربحون منها».
وفي وقت سابق، شن الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، هجومًا حادًا على سلفه «جو بايدن»، واصفًا إياه بـ «الأحمق» بسبب الإسراف في الإنفاق على أوكرانيا، مُؤكّدًا أن إدارته أوقفت «خسارة الأموال» في هذا الملف.
عاد «ملف أوكرانيا» ليُشعل السجال السياسي داخل «الولايات المتحدة»، مع تصاعد الانتقادات المُوجّهة للسياسات السابقة، في وقت تتحدث فيه الإدارة الحالية عن تغيير المسار ووضع حد لنزيف الموارد الأمريكية.
قال «ترامب»، في تصريحات من مقر إقامته في مار-أ-لاغو بولاية فلوريدا: «نحن لا نخسر الأموال كما كان الحال مع بايدن. لقد كان ينفق الأموال كالأحمق. كان أحمق».
وتابع الرئيس ترامب، أن الولايات المتحدة لم تعد «تخسر أموالًا» في النزاع الأوكراني، مُبررًا ذلك بآلية جديدة تقوم على «بيع الأسلحة لحلف الناتو»، والتي تُنقل جزئيًا بعد ذلك إلى كييف.
وفي وقت سابق، أفادت صحيفة «بوليتيكو»، بأن واشنطن أكّدت خلال اجتماع وزراء مالية «مجموعة السبع» نيتها تقليص تمويل أوكرانيا بعد صرف الدفعة الأخيرة من قرض المجموعة المُتفق عليه مع الإدارة الأمريكية السابقة.
مع احتدام النقاش داخل «الولايات المتحدة» حول أولويات الإنفاق العام، تتزايد الأصوات المطالِبة بإعادة توجيه البوصلة نحو الداخل، بعيدًا عن الالتزامات الخارجية المُتزايدة.
وفي هذا الصدد، أكّد نائب الرئيس الأمريكي، «جي دي فانس»، اليوم الإثنين، أن واشنطن تضع مساعدة كبار السن الأمريكيين المتقاعدين في مرتبة أعلى من الدعم المالي المُقدّم لأوكرانيا.
قال «فانس»، خلال خطاب ألقاه في فعالية للمنظمة المحافظة «تورنينغ بوينت يو إس إيه»: «نحن نُساعد كبار السن الأمريكيين المتقاعدين، بما في ذلك إلغاء الضرائب على مدفوعات الضمان الاجتماعي، لأننا نعتبر تكريم الأب والأم أمرا مُهمًا، وليس إرسال كل أموالهم إلى أوكرانيا».
جاءت تصريحات «جي دي فانس» في وقت أعلنت فيه الإدارة الأمريكية عن تطوير «خطة للتسوية الأوكرانية»، وأكّد الكرملين الروسي، أن موسكو تُحافظ على انفتاحها على التفاوض وتظلّ مُنخرطة في منصة المناقشات.
وسط أجواء سياسية مُحتدمة في «واشنطن»، صعّد الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، من نبرته مُخاطبًا الداخل والخارج، مُؤكّدًا أنّ العالم «لم يكن ينظر إلى أمريكا بِجِدية» خلال عهد سلفه الديمقراطي «جو بايدن»، وأن الاحترام الذي افتقدته الولايات المتحدة «قد عاد الآن».