رغم حساسية التوقيت وسقوط ثلاثة أمريكيين في هجوم بسوريا، اختار الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، أن يتمسك بعلاقته الوثيقة مع نظيره السوري، «أحمد الشرع»، واصفًا إياه بـ«الرجل القوي»، في موقف يعكس عُمق التنسيق والثقة المُتبادلة بين الجانبين.
وفي التفاصيل، صرّح دونالد ترامب، أن الرئيس السوري، أحمد الشرع، «يشعر بأسف شديد» حِيال الهجوم الذي وقع في «تدمر» وأسفر عن مقتل اثنين من أفراد الحرس الوطني ومدني أمريكي واحد.
أوضح الرئيس ترامب، أن الهجوم وقع في منطقة من سوريا «لا تخضع لسيطرة الحكومة الجديدة».
وقال الرئيس الأمريكي عن الشرع: «هذا ليس له أي علاقة به». وكان ترامب قد استضاف الشرع في البيت الأبيض خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
تابع ترامب: «يشعر بأسف شديد حِيال ذلك، وهو يعمل على الأمر. إنه رجل قوي، وهذا لم يكن له أي علاقة بالحكومة السورية».
وكان الجيش الأمريكي وترامب قد حملا مسؤولية الهجوم لتنظيم «داعش»، وهدد الرئيس دونالد ترامب بالرد على الحادث.
يعكس موقف «ترامب» أن العلاقة مع الرئيس «الشرع» تتجاوز تداعيات الحوادث الأمنية، لتبقى قائمة على قناعة أمريكية بدوره وقدرته على إدارة المرحلة، في وقت لا تزال فيه «سوريا» ساحة مفتوحة للتحديات الإقليمية والدولية.
في ظلّ تعقيدات «المشهد السوري» وتشابك الملفات الدولية، بعث الرئيس «أحمد الشرع»، برسالة تعزية إلى نظيره «دونالد ترامب»، عقب مقتل جنود أمريكيين داخل سوريا.
وشدد «الشرع»، على إدانة سوريا لهذا الحادث «المؤسف» وعلى التزامها بالحفاظ على الأمن والسلامة وتعزيز الاستقرار في سوريا والمنطقة.
أكّد الرئيس أحمد الشرع تضامن الجمهورية العربية السورية مع عائلات الضحايا.
وفي وقت سابق من يوم السبت، أعلن «البنتاجون»، مقتل جنديين أمريكيين ومُترجم مدني، خلال عملية «جبانة» أقدم عليها تنظيم «داعش» في مدينة تدمر السورية، بالإضافة إلى إصابة ثلاثة آخرين.
وأفادت «القيادة المركزية الأمريكية»، بأن ذلك جاء نتيجة كمين نصبه مسلح من تنظيم «داعش» في سوريا، وقد تم الاشتباك معه وتصفيته.
هذا، وكان الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، قد صرّح، أمس الأحد، بأن الحكومة السورية والرئيس أحمد الشرع قاتلوا إلى جانب الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» الإرهابي.
من ناحية أخرى، في ذكرى لحظةٍ صنعتها الإرادة والعزيمة، يعود الرئيس السوري، «أحمد الشرع»، ليُخاطب شعبه برسالة تحمل صدى الانتصار، مُستعيدًا تفاصيل «ردع العدوان» التي رسمت فصلًا جديدًا من الصمود في وجه التحديات.
وفي التفاصيل، هنأ الرئيس الشرع، في كلمة مساء الخميس، الشعب السوري في الذكرى الأولى لانطلاق عملية «ردع العدوان».
قال أحمد الشرع في رسالة التهنئة: «أيها الشعب السوري العظيم أبارك لكم اليوم ذكرى بدء معركة تحرير سوريا بأكملها معركة ردع العدوان التي عملت على إسقاط النظام المُجرم بكامل أركانه».
وأضاف الرئيس الشرع: «أدعو في هذه المناسبة العظيمة كامل أطياف الشعب السوري بكل فئاته ومكوناته للنزول إلى الساحات والميادين للتعبير عن فرحتهم بهذه المعركة العظيمة وإظهار اللحمة والوحدة الوطنية وسلامة التراب السوري».
ويُحيي «السوريون» ذكرى انطلاق المعركة التي غيرت مسار بلادهم، إذ انطلقت مع فجر السابع والعشرين من نوفمبر 2024، عملية عسكرية واسعة غربي حلب وريف إدلب، حملت اسم «ردع العدوان».
وشكّلت المعركة نقطة تحوّل حاسمة أفضت إلى سقوط «نظام الأسد» بعد أكثر من خمسة عقود من الحُكم فجر الأحد (8 ديسمبر 2024)، وفتحت الطريق أمام مرحلة جديدة جاءت امتدادًا وتتويجًا لثورة السوريين التي اندلعت في مارس 2011.
من جهة أخرى، في لحظة تاريخية مليئة بالرمزية، وبينما تتغير موازين السياسة العالمية، يُكشف عن تفاصيل جديدة حول اللقاء بين الرئيس السوري، «أحمد الشرع»، ونظيره الأمريكي، «دونالد ترامب». هدية رمزية، قد تبدو بسيطة للوهلة الأولى، تحمل وراءها الكثير من التساؤلات حول ما إذا كانت هذه اللفتة مُجرد دلالة على تحوّل في العلاقات أم بداية لمرحلة جديدة من التفاهمات.