مع احتدام الأزمات وتداخل المصالح الدولية، تُبرز «بيلاروسيا» كلاعب سياسي جديد في «الملف الفنزويلي»، عبر إعلان استعدادها لاحتضان الرئيس «نيكولاس مادورو» إذا ما قرر الرحيل عن بلاده.
وفي التفاصيل، أعلن الرئيس البيلاروسي، «ألكسندر لوكاشينكو»، عن استعداد بيلاروس لمنح اللجوء للرئيس الفنزويلي «نيكولاس مادورو»، في حال قرر مغادرة بلاده، قائلًا في حديث لقناة «نيوزماكس» الأمريكية: إن «مادورو لم يكن عدوًا أو خصمًا لنا أبدًا. وإذا كان يرغب في الوصول إلى بيلاروس فإن أبوابنا مفتوحة هنا».
أوضح الرئيس لوكاشينكو، أنه لم تكن لديه أي مناقشات مع الرئيس الفنزويلي حول هذا الموضوع، لأن مادورو «ليس الشخص الذي سيترك كل شيء وسيهرب».
وشكك ألكسندر لوكاشينكو، في صحة التصريحات الأمريكية حول ضلوع «مادورو في تهريب المخدرات». وقال: «لا تُوجد لديكم مثل هذه الحقائق ولا لدي أيضًا. ولا أعتقد أن هذا الادعاء صحيح».
كان الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، قد أعلن في وقت سابق، أن الولايات المتحدة قد تُوجّه ضربات إلى عصابات المخدرات على الأرض في أمريكا اللاتينية، وذكر في هذا السياق فنزويلا وكولومبيا، ووجّه اتهامات للرئيس الفنزويلي، رفضتها كاراكاس بشكل قاطع.
وكانت التقارير الإعلامية تُفيد بأن «ترامب» طالب «مادورو» في نوفمبر الماضي بمغادرة فنزويلا خلال مُهلة زمنية مُعينة، قائلًا: «إن أيام مادورو في المنصب معدودة»، لكن الأخير رفض العرض الأمريكي.
من ناحية أخرى، بين لغة التحذير ورسائل الردع، قدّم الرئيس الفنزويلي، «نيكولاس مادورو»، ملامح خطة دفاعية جديدة، في خطوة تعكس قلق «كاراكاس» من تهديدات خارجية مُتزايدة، وتُعيد رسم ملامح المشهد الأمني في البلاد.
وفي التفاصيل، أعلن نيكولاس مادورو، أن بلاده قامت بتعديل وتعزيز استراتيجيتها الدفاعية الوطنية ردًا على ما وصفه بـ«الإجراءات والضغوط العدوانية» التي تُواجهها.
جاء ذلك في كلمة ألقاها أمام قمة رؤساء دول وحكومات تحالف بوليفار لشعوب أمريكا (ألبا) الخامسة والعشرين، حيث قال الرئيس مادورو: «لقد عدلنا وحسنا رؤيتنا لنظام الدفاع الوطني، الموروثة عن أسلافنا، عن الزعيم العظيم غوايكايبورو ومقاومة الهنود الكاريبيين».
وأشار «مادورو»، إلى أن فنزويلا واجهت في الأسابيع الأخيرة سلسلة من الإجراءات العدوانية، بما في ذلك تهديدات عسكرية، بالإضافة إلى الإستيلاء على سفينة تحمل نفطًا فنزويليًا. ووصف هذه الإجراءات بأنها تُمثّل «انقطاعًا تامًا للطرق القانونية والدبلوماسية» في المنطقة، مُؤكّدًا أن كاراكاس اضطرت إلى تكييف أساليبها لضمان الأمن الوطني.
اقترح رئيس فنزويلا على دول تحالف «ألبا» اعتماد استراتيجية استجابة مشتركة للتحديات الحالية. ووصف هذه الاستراتيجية بأنها مبنية على أساس «مقاومة مُوحدة وطويلة الأمد لشعوب التحالف»، وأيضًا على سياسة مُتسقة للبناء المشترك وتنمية اقتصاد تعاوني للمنفعة المتبادلة، مُوضحًا أن هذا التوجه يهدف إلى تعزيز النموذج الاجتماعي الإقليمي، المبني على أفكار محرري أمريكا اللاتينية وضمانات الحق في التعليم، والصحة، والحماية الاجتماعية.
وشدد نيكولاس مادورو، على أن تحالف «ألبا» يجب أن يكون مثالاً لحماية القانون الدولي والاستقرار الإقليمي، في ظل ما وصفه بأنه «فترة تصاعد التجاوزات الإمبريالية».
تحت ظلّ أزمة مُحتدمة وطبول تصعيد تدقّ من بعيد، أعلن الرئيس الفنزويلي، «نيكولاس مادورو»، انتشار القوات المسلحة في أنحاء «فنزويلا»، مُعتبرًا أن «التهديدات الأمريكية» باتت تُحتم على البلاد اتخاذ أعلى درجات الجاهزية لحماية سيادتها.