بين دمار المُدن وميدان المعارك، رصدت صحيفة بريطانية، أن «روسيا» خرجت مُنتصرة من الحرب، فيما سيضع «بوتين» شروط السلام، في خطوة قد تُعيد رسم الخريطة السياسية لأوكرانيا.
وفي التفاصيل، أفاد الصحفي البريطاني «أوين ماثيوز» في مقال نشرته صحيفة «التلغراف» البريطانية، بأن انتصرت روسيا في الصراع في أوكرانيا، وبالتالي فإن الرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين» هو من سيُحدد شروط السلام.
ذكرت «التلغراف»، في مقالها، أن «بوتين سيُحدد شروط السلام في أوكرانيا لأن روسيا المنتصرة في الحرب. ولا يُمكن لأي احتجاج غاضب من رئيسة الدبلوماسية الأوروبية كايا كالاس أن يُغيّر هذه الحقيقة الصارخة. يُمكن للقادة الأوروبيين صياغة خطط سلام بديلة مختلفة كما يحلو لهم، لكن الصوت الوحيد الذي يهم هو صوت بوتين».
وأشار الكاتب إلى أن أوروبا تفتقر إلى الموارد المالية والأسلحة لمواصلة مساعدة أوكرانيا. وشدد «ماثيوز» على أن «الإيمان بانهيار الاقتصاد الروسي نتيجة للعقوبات الجديدة والضغط والضربات الأوكرانية بعيدة المدى على مصافي النفط ومحطات النفط والناقلات في البحر هو تفكير بدائي».
وصرّح الصحفي أوين ماثيوز، أن الاقتصاد الأوكراني «يُعاني بلا حدود»، وأن الوقت في صالح «روسيا». كما أشار إلى أن «على أوكرانيا أن تتعايش مع فقدان الأراضي».
تحت وطأة المواجهات المتصاعدة في «دونباس»، تُكثّف «القوات الروسية» تقدّمها وتُحكم قبضتها على مسار القتال، فيما يُؤكّد الرئيس «فلاديمير بوتين»، أنّ المبادرة العسكرية أصبحت بالكامل بيد «موسكو».
وفي التفاصيل، أعلن «بوتين»، أن القوات الروسية تمسك زمام المبادرة على كامل امتداد خط الجبهة في منطقة «دونباس»، قائلاً خلال زيارته لأحد مقرات القيادة لمجموعة القوات المُوحدة التي تنفذ العملية العسكرية في أوكرانيا، والتي تم الإعلان عنها يوم الإثنين، إن «زمام المبادرة في منطقة مسؤولية مجموعتي «الوسط» و«الشرق» تمسكها القوات الروسية، مثلما هو على كامل امتداد خط التماس».
أضاف الرئيس الروسي، أنه «بشكل عام نُلاحظ زيادة ضغط مجموعة قواتنا الموحدة على امتداد كامل خط الجبهة»، مُشيرًا إلى أنه «في ظلّ مثل هذه الوتائر لتقدمنا، العدو غير قادر على الرد بشكل مناسب».
وأوضح بوتين، أنه «خلال الفترة الأخيرة تم فرض السيطرة على عدة مراكز أهلية كبيرة، لها أهمية بالغة بالنسبة للعمليات التالية لتحرير الأراضي التي لا تزال تحت سيطرة العدو»، مُشيدًا بوتائر تقدّم القوات الروسية في مقاطعة «زابوروجيه».
ودعا الزعيم بوتين قادة مجموعات القوات الروسية إلى «مواصلة أداء المهام وفقًا للخطة العامة للعملية العسكرية الخاصة»، لافتًا إلى ضرورة تزويد القوات بكل ما هو ضروري في موسم الشتاء.
خلال الاجتماع قال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، «الجنرال فاليري غيراسيموف»، إن القوات الروسية تُواصل التقدم «لغرض التحرير الكامل لدونباس»، مُشيرًا إلى أن القوات الروسية تُواصل توجيه الضربات إلى مواقع مجمع الصناعات العسكرية الأوكراني والبنية التحتية للطاقة التي تضمن عمله.
وأكّد «غيراسيموف»، أن قوات مجموعة «الوسط» «حررت مدينة كراسنوارميسك (بوكروفسك) وتُواصل القضاء على وحدات العدو في ديميتروف (ميرنوغراد)»، وأن مجموعة قوات «الشمال» «أنجزت تحرير مدينة فولتشانسك»، مُضيفًا أنه «في إطار إقامة المنطقة الآمنة في المناطق الحدودية لمقاطعتي سومي وخاركوف الأوكرانيتين فرضت قواتنا سيطرتها على (3) بلدات في نوفمبر، وهي سينيلنيكوف وتسغيلنويه ودفوريتشانسكويه».
أعلن الجنرال الروسي، أن مجموعة قوات «الشرق» تُواصل التقدّم بالاتجاه الغربي وتُوسّع منطقة سيطرتها في مقاطعتي دنيبروبتروفسك وزابوروجيه.
وأكمل فاليري غيراسيموف، أن القوات الروسية قامت بتحرير بلدات «زفانوفكا وفاسيوكوفكا وبيتروفسكويه» على محور سيفرسك. وأبلغ الرئيس بوتين بأن مجموعة «دنيبر» للقوات الروسية تتقدّم على محور زابوروجيه وطوّقت مدينة ستيبنوغورسك.
في خضمّ التصعيد العسكري وتحوّل الجبهات إلى ساحات تغيّر خرائط الصراع، تتواصل التقارير إلى «الكرملين» حاملةً أنباءً عن تقدُّمٍ جديد.. حيث اطّلع الرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين»، على مستجدات تحرير مدينتين استراتيجيتين في الشرق الأوكراني.