بين تعقيدات المشهد واشتداد الحاجة لتسوية عاجلة، كشف وزير الخارجية الأمريكي، «ماركو روبيو»، عن بوادر اتفاق وشيك، قد يطوي صفحة الحرب ويبدأ مرحلة جديدة من الاستقرار الهش في «أوكرانيا».
وفي التفاصيل، عبّر ماركو روبيو، اليوم الإثنين، عن تفاؤله بإمكانية إنهاء النزاع في أوكرانيا بعد «محادثات مُثمرة» أجراها مسؤولون أمريكيون مع نظرائهم الأوكرانيين في جنيف.
قال «روبيو» للصحفيين عقب الجلسة الأولى: «كانت هذه المحادثات على الأرجح الأكثر عُمقًا وإنتاجية حتى الآن».
وأشار الوزير الأمريكي إلى أن «خطة السلام» المُؤلفة من (28) نقطة، التي كان الرئيس «ترامب» قد قدّمها سابقًا، «لا تزال قيد التطوير»، حيث يعمل الوفدان على صياغة شروط يُمكن أن تُرضي كلًا الطرفين - أوكرانيا وروسيا.
تابع ماركو روبيو: «الخطة وثيقة حية، تتطور يومًا بعد يوم استنادًا إلى الملاحظات والمقترحات المُقدّمة. والبنود التي لا تزال قيد النقاش ليست مُستعصية، بل تحتاج فقط إلى مزيد من الوقت أكثر مما هو مُتاح حاليًا».
وفي ظلّ الانتقادات التي وُجهت مُؤخرًا للخطة الأمريكية، أكدت وزارة الخارجية أن الاقتراح «أُعد من ِقبل الولايات المتحدة، مع مُراعاة الملاحظات الصادرة عن الجانبين الروسي والأوكراني».
وسط مشهد دولي يزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم، عادت «الدبلوماسية الأمريكية» لتتقدم الصفوف في محاولة لالتقاط أنفاس الحرب الدائرة في «أوكرانيا». وفي خطوة تعكس حجم القلق المُتصاعد، خرج وزير الخارجية الأمريكي، «ماركو روبيو»، ليُعلن سعي واشنطن نحو «سلام عاجل»، مع فتح الباب أمام «لقاء رئاسي» قد يُغيّر مسار الصراع.
وفي التفاصيل، أكّد ماركو روبيو، اليوم الإثنين أن الولايات المتحدة تعتزم تحقيق تسوية سلمية بأوكرانيا في «أسرع وقت مُمكن»، مُشيرًا إلى إمكانية عقد لقاء بين الرئيس «دونالد ترامب»، وزعيم نظام كييف، «فولوديمير زيلينسكي».
جاء ذلك ردًا على سؤال حول الموعد النهائي لاتفاق السلام خلال مؤتمر صحفي في جنيف يوم 23 نوفمبر، حيث قال روبيو: «نُريد تحقيق هذا في أسرع وقت مُمكن. نحن مُتفائلون للغاية بأننا سنتمكن من تحقيق ذلك في غضون فترة زمنية معقولة، قريبًا جدًا. لكننا نحتاج إلى بعض الوقت الإضافي».
ولم يستبعد الوزير الأمريكي إمكانية إجراء اتصال جديد بين الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، و«فلاديمير زيلينسكي»، ردًا على سؤال صحفي حول إمكانية إجراء محادثة بينهما، حيث قال: «لا أعرف. هذا مُمكن».
سلّط «روبيو» الضوء على أن دور كل من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) في تسوية الصراع لا يزال بحاجة إلى مزيد من المناقشة، مُوضحّا أن وثيقة التسوية «وثيقة حية تتغير كل يوم».
وأضاف الوزير الأمريكي: «هناك قضايا تتعلق، على سبيل المثال، بالأصول أو بدور الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو. لقد التقينا للتو بمستشاري الأمن القومي من الدول الأوروبية. نحتاج إلى مناقشة هذه القضايا معهم لأنها تخصهم»، لافتًا إلى استمرار التشاور مع الشركاء الأوروبيين حول تفاصيل الخطة.
كما أكّد «روبيو»، التزام واشنطن بـ«إنهاء هذه الأزمة بأسرع وقت مُمكن»، مُشيرًا إلى أنه «متفائل جدا»، وقال: «نحن مُتفائلون جدًا بتحقيق هذا الهدف في إطار زمني معقول جدًا، قريبا جدًا».
وأكمل وزير الخارجية الأمريكي، أنه «لا يستطيع تحديد موعد نهائي مُحدد لإنهاء النزاع»، فالعمل جار، لكن السرعة هي الأساس، مُضيفًا: «لا يهم إن كان الخميس، أو الجمعة، أو الأربعاء، أو الإثنين، أو الأسبوع المُقبل، نُريد أن يحدث ذلك قريبًا، لأن الناس يُعانون».
في لحظة سياسية تتقاطع فيها الحسابات الدولية مع ضغوط الميدان، أكّد «البيت الأبيض»، أنّ الرئيس «دونالد ترامب» ماضٍ بلا تردد في مساعيه لإنهاء «حرب أوكرانيا»، واضعًا ثُقله السياسي والعسكري خلف مشروع سلام يُعيد رسم خريطة الأزمة.