ناشدت الرئاسة الفلسطينية المجتمع الدولي والأطراف الفاعلة بالضغط على إسرائيل للإسراع في إدخال المنازل المؤقتة والخيام إلى قطاع غزة، في ظل الأوضاع الجوية القاسية التي ضربت القطاع خلال الأيام الأخيرة، وذلك وفق ما أوردته قناة «القاهرة الإخبارية» في نبأ عاجل.
وأوضحت الرئاسة أن ما تبقى من الخيام داخل القطاع بات متهالكًا وممزقًا، ولم يعد قادرًا على حماية آلاف الأسر النازحة من الأمطار الغزيرة وانخفاض درجات الحرارة، خاصة في ظل المنخفضات الجوية المتتالية التي فاقمت من معاناة السكان.
وأكدت الرئاسة الفلسطينية، أن غياب المأوى الملائم يهدد حياة الأطفال وكبار السن والمرضى، ويعرض النازحين لكوارث صحية وانتشار الأمراض الموسمية.
كما جددت الرئاسة الفلسطينية مطالبتها برفع القيود والعراقيل التي تفرضها إسرائيل، والتي تعطل دخول المنازل المتنقلة ومواد الإيواء والمعدات اللازمة لإقامة مراكز بديلة للنازحين.
وشددت على أن السماح بإدخال هذه الاحتياجات الإنسانية العاجلة يعد خطوة أساسية لاحتواء أزمة النزوح المتصاعدة، خاصة بعد تضرر مئات المخيمات وتدمير البنية التحتية بفعل العمليات العسكرية.
وأكدت الرئاسة أن الجهات الحكومية في رام الله جاهزة للتنسيق الكامل مع المؤسسات الدولية لتوزيع المساعدات وإقامة وحدات الإيواء فور السماح بدخولها، محذرة من أن استمرار الوضع الحالي قد يقود إلى أزمة إنسانية أعمق مع حلول فصل الشتاء.
في غزة، المدينة التي تحوّلت إلى أطلال بعد حربٍ مدمّرة استمرت شهورًا طويلة، لا يسمع اليوم سوى أصوات الأطفال الباحثين عن بقايا منازلهم بين الركام، وأمهات يحاولن نصب خيام فوق ما تبقّى من حجارة الذكريات.
عقب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، عاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى أحيائهم التي محاها القصف، ليكتشفوا أن العودة هذه المرة لا تعني الاستقرار، بل مواجهة واقع جديد من الدمار والعوز واليأس.
في شوارع المدينة الساحلية التي كانت تضجّ بالحياة، تبدو الصورة قاتمة. الأبنية منهارة، والطرقات مقطّعة، وشبكات الكهرباء والمياه والاتصالات خارج الخدمة بالكامل.
ومع ذلك، لم يمنع كل هذا سكان غزة من التمسّك بما تبقى من الأمل، إذ لجأ كثير منهم إلى نصب خيام صغيرة على أنقاض منازلهم، في مشهدٍ يختصر صمود الفلسطينيين وقدرتهم على مقاومة الانكسار.