شكلت زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن حدثًا تاريخيًا غير مسبوق، إذ تعد أول زيارة لرئيس سوري إلى الولايات المتحدة منذ استقلال سوريا عام 1946.
وتأتي هذه الزيارة في وقت حساس يشهد فيه الشرق الأوسط تحديات اقتصادية وسياسية وأمنية، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون بين سوريا والولايات المتحدة، بعد سنوات طويلة من القطيعة والعزلة الدولية. التقرير التالي يستعرض أبرز ما جاء في زيارة الشرع، والتوقعات المستقبلية لعلاقات دمشق وواشنطن، وتأثيرها على سوريا والمنطقة.

تعتبر زيارة الشرع غير مسبوقة في تاريخ العلاقات السورية الأمريكية، حيث وصف المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم براك، اللقاء بأنه "تاريخي" وسيشكل تحولًا ملموسًا في مكانة سوريا الدولية. وأكد براك أن الاجتماع بين الرئيسين كان "دافئًا وجوهريًا"، وأن الطرفين اتفقا على استبدال سنوات القطيعة بعلاقات شراكة حقيقية، تتيح لسوريا فرصة للتجديد السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
وشدد براك على أن هذه الزيارة تمثل بداية مرحلة جديدة، حيث يمكن لسوريا أن تتحول من دولة معزولة إلى شريك في جهود مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار الإقليمي، بما يخدم مصالح الشعب السوري والدول المجاورة.

شهد المكتب البيضاوي بحضور كبار المسؤولين الأمريكيين، التزام الرئيس الشرع بعدة نقاط رئيسية، أبرزها:
تؤكد هذه الالتزامات رغبة دمشق في الانخراط ضمن الجهود الدولية لتعزيز الأمن الإقليمي، واستعادة الثقة بين سوريا والدول الكبرى.
في إطار متابعة الزيارة، عُقدت جلسة ثلاثية محورية بين وزيري خارجية أمريكا وتركيا، ووزير الخارجية السوري، لرسم معالم المرحلة التالية من التعاون. وتتضمن هذه المرحلة:
وأشار براك إلى الدور الدؤوب الذي تلعبه تركيا في هذه العملية، مؤكداً أهمية التنسيق الثلاثي لتحقيق نتائج ملموسة على الأرض.
يعتبر إلغاء قانون قيصر خطوة محورية لإعطاء سوريا فرصة حقيقية للخروج من العزلة الاقتصادية والسياسية. وأوضح براك أن هذه الخطوة ستتيح للحكومة السورية إعادة تشغيل الاقتصاد، وجذب الاستثمارات، وتحسين الظروف المعيشية للشعب السوري، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الإقليمي مع الدول المجاورة.
وأكد المبعوث الأمريكي على ضرورة أن يكون هناك "دفعة أخيرة قوية" من الكونغرس لتمكين سوريا من استعادة مكانتها الإقليمية والدولية، بعد سنوات من العقوبات والقيود الاقتصادية التي أثرت على حياة ملايين السوريين.

تفتح زيارة الشرع آفاقًا جديدة للتعاون المستقبلي بين دمشق وواشنطن، تشمل:
ويشير المحللون إلى أن هذه الخطوة تمثل بداية عملية إعادة إدماج سوريا في المجتمع الدولي، مع التركيز على الحلول السياسية والاقتصادية للأزمات الداخلية، بما يخدم مصالح الشعب السوري والمنطقة.
زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن تمثل نقطة تحول تاريخية في العلاقات السورية الأمريكية، وتعكس رغبة الطرفين في تجاوز سنوات العزلة والتوتر.
ومع الالتزامات الاقتصادية والأمنية والسياسية التي أعلنها الشرع، يبدو أن سوريا أمام فرصة لإعادة بناء علاقاتها الدولية، وتعزيز استقرارها الداخلي والإقليمي. بينما يظل نجاح هذه المرحلة مرتبطًا بالخطوات العملية المقبلة، وأبرزها إلغاء قانون قيصر، وتحقيق تعاون مستدام بين دمشق وواشنطن والدول المجاورة، لتكون سوريا شريكًا فعالًا في تحقيق الأمن والتنمية في الشرق الأوسط.