مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

«روبيو» يكشف عن اتفاقيات «جيدة» مُرتقبة بين أمريكا والسعودية

نشر
الأمير محمد بن سلمان
الأمير محمد بن سلمان و الرئيس ترامب - أرشيفية

في وقت تشهد فيه «العلاقات الدولية» تحوُّلات مُستمرة، خرج وزير الخارجية الأمريكي، «ماركو روبيو»، ليُعلن عن اتفاقيات «مُرتقبة» بين واشنطن والرياض. تصريحات قد تفتح أبوابًا جديدة للتعاون بين الحليفين في وقت حساس على الساحة الدولية.

اتفاقات مُرتقبة بين واشنطن والرياض

وفي التفاصيل، صرّح وزير الخارجية الأمريكي، «ماركو روبيو»، اليوم الخميس، أن واشنطن ستُوقّع بعض الاتفاقات «الجيدة» مع الرياض، خلال زيارة ولي العهد السعودي، «الأمير محمد بن سلمان»، المُرتقبة لواشنطن الأسبوع المُقبل.

Rubio says steps agreed to end Syria fighting 'tonight'
 وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو

وأوضح «روبيو» للصحفيين قائلًا: «سنُوقّع بعض الاتفاقات الجيدة معهم... أشعر بالرضا بشأن ما وصلنا إليه. لا تزال هناك بعض الأمور التي تحتاج إلى ضبط ووضع اللمسات النهائية عليها، وسنعقد اجتماعًا جيدًا الأسبوع المُقبل».

زيارة بن سلمان لا تشمل التطبيع

وكانت وكالة  «رويترز» قد ذكرت في تحليل لها، أنه بالرغم من حديث الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، عن «احتمالية تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل»، فمن «المستبعد حدوث ذلك» خلال الزيارة القريبة  للأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن.

وبحسب «رويترز»، من المُتوقّع أن يُسفر الاجتماع المُرتقب بين «بن سلمان» و«ترامب»، عن إبرام اتفاقية دفاعية بالغة الأهمية تُحدد نطاق الحماية العسكرية الأمريكية لولي عهد أكبر دولة مُصدرة للنفط في العالم، وتعزيز موطئ القدم العسكري الأمريكي في منطقة الخليج.

اتفاقية الدفاع ليست معاهدة

وذكر مصدران خليجيان آخران وثلاثة دبلوماسيين غربيين لـ«رويترز»، أن «اتفاقية الدفاع» لا ترقى إلى مستوى معاهدة كاملة يُصادق عليها «الكونغرس» والتي سعت الرياض إليها في مقابل تطبيع العلاقات‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬مع إسرائيل الذي وعدت به منذ زمن.

وتهدف الاتفاقية، التي تمت صياغتها بشكل فضفاض على غرار ترتيب مع «قطر» تم وضعه من خلال أمر تنفيذي في سبتمبر، إلى توسيع التعاون ليشمل «التكنولوجيا المتطورة والدفاع»، وفق ذات الوكالة.

ضغط سعودي لرفع الاتفاق

وأفاد المصدران الخليجيان لـ«رويترز»، بأن الرياض ضغطت من أجل إدراج بنود تسمح للإدارات الأمريكية المُقبلة برفع مستوى الاتفاق إلى معاهدة كاملة، وهو ضمان لاستمرارية اتفاق غير ملزم معرض للإلغاء من قبل الرؤساء في المستقبل.

ونوه دبلوماسيون غربيون ومصادر خليجية في تصريحاتهم لـ«رويترز»، إلى أن الربط بين اتفاقية الدفاع والتطبيع مع إسرائيل وإقامة الدولة الفلسطينية أنتج معادلة «تفاوضية مُعقّدة»، مما دفع الرياض وواشنطن إلى الاكتفاء باتفاق دفاعي محدود في غياب التقدم على المسارين الآخرين، لافتين إلى أن «هذه التسوية قد تتطور في نهاية المطاف إلى معاهدة كاملة إذا تقدمت عملية التطبيع».

«ترامب» يُجدد آماله بتطبيع سعودي إسرائيلي رغم تمسك الرياض بشرط الدولة الفلسطينية

على الرغم من الجمود الذي يُحيط بملف «التطبيع الإقليمي»، يُواصل الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، التعبير عن تفاؤله بإمكانية ضم «المملكة العربية السعودية» إلى اتفاقيات السلام مع «إسرائيل». لكن هذا التفاؤل يرتطم بالجدار السعودي الثابت؛ فالرياض تُؤكّد أن أي تطبيع مشروط بالكامل بإحراز تقدم «لا رُجعة فيه» نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، مما يبقي هذا الملف ضمن أصعب التحديات الدبلوماسية.

وفي التفاصيل، جدد دونالد ترامب، أمله في أن تنضم المملكة العربية السعودية قريبًا إلى «اتفاقيات إبراهام»، التي أبرمتها إدارته عام (2020) لتطبيع العلاقات بين «إسرائيل ودول عربية». لكنه أقرّ في الوقت نفسه بأن هذا الملف يعد «قضية حساسة»، نظرًا للموقف السعودي الثابت الذي يربط التطبيع الكامل مع إسرائيل بـ«تحقيق تقدم ملموس نحو إقامة دولة فلسطينية مُستقلة».

تصريحات ترامب تُثير الجدل مُجددًا

جاءت تصريحات «ترامب» خلال كلمة ألقاها قبل انعقاد منتدى الأعمال الأمريكي في ميامي، حيث قال: «لدينا الكثير من الدول التي تنضم الآن إلى اتفاقيات إبراهام»، مُضيفًا: «نأمل أن تنضم السعودية قريًبا جدًا، لكنني لا أؤكّد ذلك. أنا لا أمارس ضغوطًا».

ووجّه الرئيس ترامب تحية إلى سفيرة السعودية لدى واشنطن، «الأميرة ريما بنت بندر آل سعود»، التي كانت حاضرة في القاعة.

وكان «ترامب»، قد أثار جدلا أوسع خلال مقابلة مع برنامج «60 دقيقة» على قناة (CBS) يوم الأحد، حين شكك في «جِدية المطلب السعودي المُعلن بشأن الدولة الفلسطينية».

السعودية تحسم موقفها وترد على ترامب

وكان الرئيس الأمريكي، أطلق تصريحًا مُماثلا في فبراير، فردت عليه الرياض فورًا بإصدار بيان رسمي في الساعة الرابعة فجرًا، نفت فيه ما ورد على لسانه، وشددت على أن موقفها من القضية الفلسطينية «ثابت ولا لبس فيه».

وتظل مسألة التطبيع مع «إسرائيل» في المملكة مرتبطة بشكل جوهري بـ«حل الدولتين»، وهو الموقف الذي حافظت عليه «السعودية» لعقود، باعتبارها راعية لمبادرة السلام العربية عام (2002)، التي عرضت التطبيع الكامل مع إسرائيل مقابل انسحابها الكامل من الأراضي المحتلة، بما في ذلك قطاع غزة والضفة الغربية، وقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس وعودة اللاجئين.

ترامب: «نأمل في انضمام السعودية إلى اتفاقيات إبراهيم»

في وقت تتزايد فيه التوقعات حول «مستقبل التحالفات الإقليمية»، أُثيرت تكهنات جديدة بشأن إمكانية انضمام «السعودية» إلى «اتفاقيات إبراهيم». خطوة قد تكون مفصلية في إعادة تشكيل ديناميكيات المنطقة وتعزيز العلاقات بين القوى الكبرى في الشرق الأوسط.