الشام الجديد

ترامب يطلب رسمياً من الرئيس الإسرائيلي العفو عن نتنياهو

الأربعاء 12 نوفمبر 2025 - 02:05 م
عمرو أحمد
ترامب ونتنياهو
ترامب ونتنياهو

كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن تطور لافت في المشهد السياسي بتل أبيب، حيث أعلن الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ أنه تلقى طلباً رسمياً من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للنظر في منح عفو خاص لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يخضع منذ سنوات لمحاكمات بتهم فساد ورشوة وخيانة أمانة.

عفو خاص لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو

وأوضح مكتب الرئيس هرتسوغ، في بيان مقتضب نقلته الصحيفة، أن الرسالة الرسمية من ترامب وصلت إلى مكتبه هذا الأسبوع، وجاء فيها دعوة إلى «تجاوز ما وصفه بالانقسامات السياسية الداخلية» ومنح نتنياهو فرصة «لخدمة بلاده دون قيود».

وأشار البيان إلى أن الرئيس الإسرائيلي يدرس الطلب في ضوء القوانين والإجراءات الدستورية التي تنظّم العفو الرئاسي، والتي لا يمكن تنفيذها إلا بعد تقديم طلب شخصي من المتهم ومشاورات مع وزارة العدل.

وكان ترامب قد دعا سابقاً للعفو عن نتنياهو علناً خلال خطابه أمام الكنيست في أكتوبر الماضي، قائلاً مازحًا: «أطلقوا سراح بيبي، السيجار والشمبانيا ليست جرائم حرب»، في إشارة إلى القضايا التي يواجهها نتنياهو والمتعلقة بتلقي هدايا فاخرة من رجال أعمال مقابل امتيازات سياسية.

ويُعدّ هذا الطلب سابقة دبلوماسية نادرة في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، إذ لم يسبق لرئيس أمريكي أن تدخّل بشكل مباشر في ملف قضائي داخلي في إسرائيل، وهو ما أثار جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والقانونية هناك.

من جانبه، لم يُعلّق نتنياهو رسميًا على الخطوة، بينما رأى مقربون منه أن الرسالة «تعكس وفاء ترامب لحليف قديم»، في حين اعتبر خصومه أن الطلب يمثل «محاولة للضغط على القضاء الإسرائيلي والتشكيك في نزاهته».

وتواجه حكومة نتنياهو منذ أسابيع انتقادات حادة داخل إسرائيل بسبب قضايا الفساد والانقسام السياسي، إلى جانب الأوضاع الأمنية المتوترة في غزة والضفة الغربية، ما يجعل هذا التطور مرشحًا لتأجيج الخلافات الداخلية حول مستقبل رئيس الوزراء.

وبحسب القانون الإسرائيلي، يملك الرئيس صلاحية منح العفو الكامل أو الجزئي، غير أن هذا الإجراء نادر جدًا ويُتخذ فقط بعد توصية رسمية من المستشار القضائي للحكومة ووزارة العدل، وهو ما يجعل استجابة هرتسوغ للطلب الأمريكي غير مرجحة في الوقت الراهن.

وتبقى الرسالة التي بعثها ترامب إلى تل أبيب حدثًا رمزيًا، لكنه يحمل رسائل سياسية واضحة مفادها أن التحالف الشخصي بين ترامب ونتنياهو لا يزال حاضرًا بقوة، وقد يلعب دورًا مؤثرًا في أي ترتيبات قادمة داخل إسرائيل أو في المشهد الأمريكي – الإسرائيلي الأوسع.