في ساحة المعركة الأكثر اشتعالاً، تُكابد «القوات الأوكرانية» في زابوروجيه تحت وطأة تدهور مُستمر في الوضع العسكري. مع تقدُّم «القوات الروسية» وتزايد الضغوط على الجبهة الجنوبية، تبدو آفاق الصمود ضبابية، فيما تتوالى التقارير عن تحديات كبيرة تُواجه «الجنود الأوكرانيين»، مما يُهدد بتغيير موازين القوى في المنطقة.
وفي التفاصيل، كشفت «هيئة الأركان العامة للقوات الأوكرانية»، عن تدهور كبير للوضع العسكري لقواتها في منطقة غوليايبولي بمقاطعة «زابوروجيه»، وعلى الحدود بين مقاطعة دنيبروبتروفسك وجمهورية دونيتسك الشعبية.
وذكرت الهيئة عبر قناتها على «تلغرام»: «تدهور الوضع بشكل كبير على محوري أليكساندروفكا وغولياي بولِه».
يُشار إلى أن محور أليكساندروفكا يُمثل المثلث الذي تلتقي فيه حدود جمهورية دونيتسك الشعبية مع مقاطعتي زابوروجيه ودنيبروبتروفسك.
جاء هذا، بعد أن أعلنت «وزارة الدفاع الروسية»، عن تحرير قواتها لبلدة «نوفوأوسبينوفسكويه» في مقاطعة زابوروجيه، وتطوير قوات مجموعة الشرق هجومها بعد تحرير بلدة نوفويه. وأقرّت القوات المسلحة الأوكرانية لاحقًا بالانسحاب من عدد من البلدات في المنطقة.
هذا وأفادت «الدفاع الروسية»، بأن تحرير تجمع قوات «فوستوك» (الشرق) لبلدة نوفوأوسبينوفسكويه، أتاح لها إمكانية السيطرة على قطاع جديد في محور زابوروجيه.
من ناحية أخرى، مع انفجار الوضع على الجبهة الشرقية، سلسلة من «الانفجارات» تعصف بعدد من «المناطق الأوكرانية»، بينما تتعالى إنذارات «الغارات الجوية» في خمس مناطق رئيسية. الأجواء تبدو مشحونة بمزيد من التصعيد، حيث تتسارع الأحداث نحو مُنحنى غير معروف.
وفي التفاصيل، شهدت عدة مناطق أوكرانية شمال شرقي البلاد، سلسلة من «الانفجارات» تزامنت مع تفعيل إنذارات الغارات الجوية في (5) مناطق، وسط تصاعد التوترات الميدانية، حسبما أفادت وكالة «تاس» الروسية، اليوم الإثنين.
وذكرت «خدمة الطوارئ الأوكرانية»، أن صفارات الإنذار دوّت في مناطق «سومي، دنيبروبيتروفسك، بولتافا، خاركوف، وتشرنيغوف»، داعية السكان إلى التزام الملاجئ.
وقال رئيس بلدية سومي، «أرتيوم سيمينخين»، عبر قناته على «تيليغرام»، إن «انفجارًا» وقع في منطقة سومي، دون أن يُقدّم تفاصيل إضافية حول طبيعة الحادث أو حجم الأضرار.
وفي وقت لاحق، أعلن رئيس بلدية كونوتوب التابعة لمنطقة سومي، عن وقوع انفجار جديد في المدينة.
وكانت التقارير الميدانية الأولى قد تحدثت في وقت سابق من يوم 26 أكتوبر عن سماع دوي انفجارات متتالية في سومي وكونوتوب شمال شرقي أوكرانيا، فيما لم تُؤكّد كييف بعد ما إذا كانت الضربات ناتجة عن قصف صاروخي أو طائرات مُسيّرة.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار «التصعيد العسكري» في عدد من المحاور الشرقية، وسط تكثيف الضربات الروسية ضد منشآت البنية التحتية العسكرية والطاقة داخل الأراضي الأوكرانية خلال الأيام الأخيرة.
بين محاولات التهدئة المُستمرة في «أوكرانيا» والتصعيد العسكري على الأرض، جاءت تحركات الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، الأخيرة لتقلب موازين المشهد وتُعيد خلط الأوراق. فعلى الرغم من عدم إدلائه بتصريحات مباشرة، فإن إشاراته السياسية واختياراته في الملف الأوكراني عكست تحوّلاً لافتًا في المقاربة الأمريكية، ما أثار تساؤلات حول مستقبل التسوية ومدى التزام واشنطن بخط الوساطات التقليدية. وبين نار الحرب واستحقاقات السلام، تتحرك الأزمة في مسار غير مألوف تقوده واشنطن بنَفَس مختلف.