الشام الجديد

الرئيس الشرع: «سوريا تتقدّم في مفاوضات مع إسرائيل نحو اتفاق مُرتقب»

الأربعاء 12 نوفمبر 2025 - 03:55 ص
مصطفى عبد الكريم
الرئيس السوري أحمد
الرئيس السوري أحمد الشرع

تصريح مُفاجئ من الرئيس السوري، «أحمد الشرع»، يُسلّط الضوء على تحوُّل غير مُتوقّع في السياسة السورية تجاه «إسرائيل». مع تقدُّم المفاوضات، تزداد الأسئلة حول جدوى هذه المحادثات وما إذا كانت ستُثمر عن «اتفاق تاريخي» بين البلدين. في وقت تتغيّر فيه موازين القوى في الشرق الأوسط، يُبرز السؤال: «هل ستتمكّن سوريا من تحقيق سلام دائم مع إسرائيل؟»

وفي التفاصيل، صرّح الرئيس أحمد الشرع، لصحيفة «واشنطن بوست»، أن «سوريا» مشاركة في مفاوضات مباشرة مع «إسرائيل»، مُؤكّدًا أنها «قطعت شوطًا كبيرًا نحو التوصل إلى اتفاق بين الجانبين».

تصريحات الرئيس الشرع خلال مقابلة مع واشنطن بوست

وخلال مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أعقبت زيارته التاريخية إلى البيت الأبيض، وردّاً على سؤال حول خطط القيادة السورية الجديدة لحماية سيادة سوريا ليس فقط من القوى الداخلية، بل أيضًا من التهديدات الخارجية، في ظلّ تعرّض سوريا لهجمات مُتكررة من قِبل الجيش الإسرائيلي، وكون إسرائيل تحتل أراضي سورية وتبدو وكأنها تسعى إلى تأجيج النزاعات الطائفية ولا سيما داخل الطائفة الدرزية، قال الشرع: «لقد خاضت سوريا حربًا مع إسرائيل قبل خمسين عامًا، ثم تمّ التوصل عام 1974 إلى اتفاق فصل القوات، وهذا الاتفاق صمد لمدة خمسين عامًا، لكن عندما سقط نظام الأسد، ألغت إسرائيل هذا الاتفاق. توسّعت في الأراضي السورية، وطردت بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام، واحتلت مناطق جديدة».

وأضاف أحمد الشرع: «منذ الثامن من ديسمبر الفائت، نفّذت إسرائيل أكثر من ألف غارة جوية على سوريا، شملت قصف القصر الجمهوري ووزارة الدفاع. لكن، لأننا نُريد إعادة إعمار سوريا، لم نردّ على هذه الاعتداءات».

الشرع يتحدث عن أطماع إسرائيلية في سوريا

وأكّد الرئيس السوري، أن التوغل العسكري الذي قامت به إسرائيل داخل الأراضي السورية «لا ينبع من مخاوف أمنية، بل من أطماع توسعية»، مُضيفًا: «لطالما ادّعت إسرائيل أن لديها مخاوف من سوريا بسبب ما تعتبره تهديدًا من الميليشيات الإيرانية وحزب الله اللبناني. ونحن من قمنا بطرد تلك القوات من سوريا».

وتابع الشرع: «نحن الآن مُنخرطون في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، وقد قطعنا شوطًا مُهمًا نحو التوصّل إلى اتفاق. لكن من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي، ينبغي على إسرائيل أن تنسحب إلى حدود ما قبل الثامن من ديسمبر».

واختتم رئيس سوريا بالقول: «الولايات المتحدة تقف إلى جانبنا في هذه المفاوضات، وكثير من الأطراف الدولية تدعم موقفنا في هذا الشأن. واليوم، وجدنا أن الرئيس ترامب يُؤيد وجهة نظرنا، وسيعمل على الدفع نحو التوصل إلى حل في أسرع وقت مُمكن».

صفقة شاملة مع سوريا

وكانت صحيفة «هآرتس»، قد أفادت يوم الأحد الماضي، قبيل زيارة لقاء «الشرع» مع «ترامب» بأن الرئيس الأمريكي يضع «اللمسات الأخيرة» على «صفقة شاملة مع سوريا حول تفاهمات أمنية مع إسرائيل»، و«انضمام دمشق إلى الاتفاقات الإبراهيمية»، مُشيرة إلى أن هذه الصفقة، التي لا تزال قيد التفاوض النهائي، تُعد جزءًا من جهود أمريكية لتعزيز الاستقرار في سوريا من خلال دمجها في إطار أمني وإقليمي أوسع، بما يشمل مشاركتها في التحالف الدولي لمكافحة تنظيم «داعش»، وتطبيع علاقاتها مع إسرائيل ضمن آلية غير مباشرة تُدار عبر الوساطة الأمريكية.

الرئيس السوري يتلقّى هدية من «ترامب» في البيت الأبيض ويكشف عن محتواها

من ناحية أخرى، في لحظة تاريخية مليئة بالرمزية، وبينما تتغير موازين السياسة العالمية، يُكشف عن تفاصيل جديدة حول اللقاء بين الرئيس السوري، «أحمد الشرع»، ونظيره الأمريكي، «دونالد ترامب». هدية رمزية، قد تبدو بسيطة للوهلة الأولى، تحمل وراءها الكثير من التساؤلات حول ما إذا كانت هذه اللفتة مُجرد دلالة على تحوّل في العلاقات أم بداية لمرحلة جديدة من التفاهمات.

الشرع يكشف عن هدية ترامب

وفي التفاصيل، أعلن الرئيس السوري، «أحمد الشرع»، أنه تلقّى من نظيره الأمريكي، «دونالد ترامب»، هدية رمزية خلال لقائهما مساء أمس في «البيت الأبيض»، وهي «قُبعة حملته الانتخابية التي تحمل شعار (MAGA)»، حيث صرّح بذلك خلال حوار أجرته معه قناة «فوكس نيوز» الأمريكية، اليوم الثلاثاء.

ووصف «ترامب»، في تصريحات مُصاحبة للقاء، الرئيس الشرع بأنه «قائد قوي للغاية» و«شخص صلب»، في إشارة إلى تقديره للدور الذي يلعبه في الظروف الراهنة.

قُبعة ترامب

وتشتهر هذه القبعة — التي تُباع رسميًا في «متجر ترامب» بسعر (55 دولارًا) — كرمز معروف لحملته الانتخابية التي تحمل شعار «اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى»، وتُعد من أكثر الهدایا رمزية وانتشارًا في السياق السياسي الأمريكي.

ويُعتبر تبادل «الهدية»، رغم بساطتها، إشارة سياسية لافتة تُقرأ كعلامة على تقارب في العلاقة بين أمريكا وسوريا، بعد أكثر من عقد من التوتر الدبلوماسي.

الرئيس الشرع: «محاسبة الأسد ما زالت على جدول الأعمال السوري»

من جهة أخرى، مع مرور الوقت وتغيير العديد من المعادلات السياسية في «سوريا»، يبقى الحديث عن «المحاسبة» حاضرًا بقوة. في مرحلة ما بعد «بشار الأسد»، تُطرح العديد من التساؤلات حول كيفية معالجة الملفات القديمة التي ما زالت تُطارد النظام الجديد.