العراق

حامد المالكي يوثق ذاكرة الألم في عمل درامي عبر شاشة العراقية

الإثنين 10 نوفمبر 2025 - 10:15 ص
عمرو أحمد
حامد المالكي
حامد المالكي

أكمل الكاتب والسيناريست العراقي الكبير، حامد المالكي، كتابة أحدث أعماله الدرامية بعنوان "اسمي حسن"، وهو من إخراج سامر حكمت، ومن المقرر عرضه عبر قناة العراقية الفضائية ضمن منحة رئيس الوزراء لدعم الدراما العراقية، إذ يتناول المسلسل واحدة من أكثر الحقب قسوة ومرارة في تاريخ العراق الحديث.

تصريحات الكاتب والسيناريست حامد المالكي:

وقال حامد المالكي، في تصريح خاص لوكالة الأنباء العراقية (واع): "أنجزت كتابة المسلسل الجديد (اسمي حسن)، الذي يأتي في إطار دعم الدولة للمشاريع الدرامية الوطنية في منحة رئيس الوزراء، وأنا أحرص دائماً على كتابة نصوص تُجسد معاناة العراقيين خلال حقب الظلم التي عاشوها، ولا سيما في زمن النظام السابق، لتبقى هذه القصص شاهداً للأجيال الجديدة على ما مرّ به أبناء هذا الوطن من قهر ومعاناة".

وأضاف: "أن أحداث المسلسل تدور في عام 1982، حيث توثق تفاصيل دقيقة من الحياة السياسية والاجتماعية للعراقيين آنذاك، لافتاً إلى أن العمل يستند إلى وثائق رسمية ستُعرض في نهاية الحلقات لتأكيد مصداقية الأحداث، اعتمدنا في كتابة المسلسل على وثائق حقيقية حصلنا عليها من جهات موثوقة، وسنُظهرها للجمهور كي يدرك أن ما يُعرض ليس خيالاً بل وقائع عاشها العراقيون بكل ما فيها من قسوة وألم، على حد قوله".

وبيّن المالكي أن "العمل لا يُصنف كمسلسل سياسي بحت، بل هو دراما اجتماعية رومانسية، غير أن الأجواء السياسية المتوترة في تلك المرحلة تفرض حضورها بقوة ضمن الأحداث.

لا نتناول الحروب بشكل مباشر، بل نسلط الضوء على تأثير السياسة في المجتمع والعلاقات الإنسانية، وكيف تحوّل الشك والخوف إلى سمة عامة للعراقيين في الثمانينيات".

وأشار إلى أن "المسلسل يسلط الضوء على حالة الاتهامات المجانية التي طالت المواطنين في تلك الحقبة، إذ كان كل عراقي متهماً بشكل أو بآخر بالانتماء إلى حزب الدعوة أو الإخوان المسلمين أو الحزب الشيوعي، مما خلق مناخاً خانقاً من الرعب والريبة".

كما أوضح المالكي، أن "هذه الصورة القاتمة سنراها من خلال تفاصيل حياة الأبطال، وكيف مزقت التهم الكيدية نسيج المجتمع العراقي"

ويرى الكاتب أن الجيل الجديد سيتفاجأ بالأحداث التي يعرضها العمل، لأنها تكشف واقعاً مختلفاً تماماً عن الصورة المثالية التي يطلقها البعض على تلك الفترة.

"كثيرون يصفون الثمانينيات بأنها (الزمن الجميل)، لكن الحقيقة أنها كانت زمناً قاسياً يملؤه الخوف وشظف العيش، وهذا ما نحاول توثيقه بصدق عبر هذا العمل".

وأضاف المالكي: "أن جميع أعماله الدرامية تحمل طابعاً اجتماعياً سياسياً، مستشهداً بمسلسلات مثل "السيدة"، و"الحب والسلام"، و"رسائل من رجل ميت"، و"أبو طبر" وغيرها من الأعمال التي شكلت بصمته الخاصة في الدراما العراقية".

واختتم قائلاً: "إن عنوان المسلسل "اسمي حسن" يحمل دلالة رمزية، إذ يمثل الثيمة الأساسية لفكرة العمل، حيث يتحول الاسم ذاته إلى تهمة في زمن كان مجرد الانتماء أو الاشتباه كفيلاً بتغيير مصير الإنسان".

"أردت من خلال الاسم أن أعبّر عن مأساة البسطاء الذين وجدوا أنفسهم متهمين فقط لأنهم وُجدوا في زمن لا يرحم".

بهذا العمل الجديد، يواصل حامد المالكي مسيرته في توثيق الذاكرة العراقية، مقدماً نصاً يزاوج بين الحس الإنساني والجرأة في تناول التاريخ القريب، ليمنح الدراما العراقية وجهاً يعكس حقيقتها ووجعها في آن واحد.