أكد مراسل قناة القاهرة الإخبارية في نبأ عاجل منذ قليل، وصول 600 نازح من شمال كردفان إلى أم درمان جراء التصعيد في السودان.
وكان قد قال سيف ماجانجو، المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إنّ الوضع في السودان كارثي للغاية، لا سيما في مدينتي الفاشر وكردفان، حيث ترتكب قوات الدعم السريع انتهاكات جسيمة ضد الإنسانية، تشمل القتل والتجويع والانتهاكات الجنسية.
وأضاف ماجانجو، في مداخلة مع الإعلامية دينا زهرة، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن المواطنين باتوا عالقين بين المطرقة والسندان، في ظل حصار خانق أدى إلى مجاعة ونقص حاد في الغذاء، مشيراً إلى أن الكارثة مرشحة للتفاقم في مناطق أخرى مثل الأبيض ودارفور إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة لوقفها.
وتابع، أنّ المساعدات الإنسانية تواجه عراقيل خطيرة في الوصول إلى المناطق المتضررة، وهو ما يعكس وضعاً مستمراً منذ اندلاع النزاع قبل نحو أربع سنوات. وأكد أن المفوضية تناشد جميع الأطراف بالسماح بدخول المساعدات دون عوائق لإنقاذ المدنيين.
ولفت، إلى أن المعونات متوفرة بالفعل لكنها لا تصل إلى مستحقيها بسبب المنع المتعمد من قبل أطراف النزاع، وهو ما يزيد من حدة الكارثة الإنسانية.
أفاد مراسل قناة العربية أن قوات الدعم السريع نفذت هجمات بطائرات مسيّرة انقضاضية استهدفت مدينتي أم درمان وعطبرة فجر اليوم، في تصعيد جديد طال ولايتي الخرطوم ونهر النيل.
ونقل المراسل عن شهود عيان سماع دوي انفجارات متتالية، بالتزامن مع إطلاق المضادات الأرضية التابعة للجيش السوداني من عدة نقاط في المدينتين، حيث تمكنت القوات من التصدي للمسيرات ومنعها من تحقيق أهدافها.
ويأتي هذا الهجوم في ظل استمرار المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط تحذيرات دولية من تفاقم الوضع الإنساني في المناطق المتأثرة بالنزاع.
أعلنت قوات الدعم السريع السودانية، اليوم الخميس، موافقتها على مقترح اللجنة الرباعية الدولية بشأن تطبيق هدنة إنسانية في السودان، بهدف الحد من آثار الحرب على المدنيين وتحسين الوصول للمساعدات الإنسانية.
وذكرت قوات الدعم السريع أن موافقتها تهدف إلى معالجة الآثار الإنسانية الكارثية التي خلفتها المواجهات المسلحة وتعزيز حماية السكان المدنيين، مشيرة إلى استعدادها لتنفيذ المقترح فورًا ومناقشة وقف الأعمال العدائية بشكل كامل. وأكدت القوات استعدادها أيضًا لمناقشة الإجراءات التي من شأنها معالجة جذور الصراع في السودان بما يضمن استقرار البلاد على المدى الطويل.

يأتي هذا الإعلان بعد تصاعد التوترات في السودان وسيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في ولاية دارفور، عقب حصار استمر أكثر من عام ونصف. وقد وثّقت تقارير متعددة ارتكاب قوات الدعم السريع انتهاكات جسيمة وجرائم حرب في المدينة، تضمنت إعدامات في الشوارع وترك المدينة ممتلئة بالجثث، ما أسفر عن كارثة إنسانية تعتبر من الأكبر على مستوى العالم.