مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

مجزرة جديدة.. "الدعم السريع" تقتل 12 مدنيًا بينهم أطفال في كردفان وكادوقلي بالسودان

نشر
الأمصار

ارتكبت قوات الدعم السريع المتمردة في السودان مجزرة جديدة بحق المدنيين، بعد تنفيذها هجمات جوية بطائرات مسيّرة على مناطق آهلة بالسكان في ولايتي جنوب كردفان وكادوقلي، ما أسفر عن سقوط 12 قتيلاً بينهم أطفال ونساء، وإصابة آخرين بجروح خطيرة.

وقالت شبكة أطباء السودان في بيان رسمي، إن الهجوم الأول وقع مساء أمس الجمعة عندما استهدفت ميليشيا الدعم السريع مقر منظمة الهجرة الدولية بمدينة كادوقلي، مستخدمة طائرات بدون طيار، ما أدى إلى مقتل خمسة أطفال كانوا بالقرب من الموقع، إضافة إلى تدمير أجزاء من المبنى وإصابة عدد من العاملين الإنسانيين.

وفي ساعات الصباح الأولى من اليوم السبت، شنت القوات ذاتها هجومًا جديدًا على مخيم للنازحين بمنطقة العباسية تقلي في ولاية جنوب كردفان، مما أسفر عن مقتل سبعة مدنيين آخرين، بينهم نساء وأطفال، في واحدة من أكثر الجرائم دموية خلال الأسابيع الأخيرة.

وأكدت الشبكة أن هذه الاعتداءات تُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، مشيرة إلى أن الدعم السريع تواصل استهداف المدنيين والمنظمات الإنسانية بشكل متعمد في إطار ما وصفته بـ"حرب إبادة ممنهجة" ضد الشعب السوداني، وسط صمت دولي مريب من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.

وطالبت شبكة أطباء السودان الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بـ"تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية" تجاه المدنيين، ومحاسبة قادة الدعم السريع على الجرائم التي تُرتكب بحق السكان العزّل، داعية إلى توفير حماية فورية للعاملين في المجال الإنساني ومقرات الإغاثة ومراكز النزوح التي تتعرض بشكل متكرر للقصف والتدمير.

كما شددت الشبكة على ضرورة فتح ممرات إنسانية آمنة لإجلاء الجرحى والمصابين، وضمان وصول المساعدات إلى المناطق المتضررة في كردفان ودارفور، التي تشهد أوضاعًا إنسانية متدهورة بسبب استمرار القتال ونزوح الآلاف.

يأتي ذلك فيما تتوسع رقعة الانتهاكات التي تنفذها ميليشيا الدعم السريع في مناطق متفرقة من السودان، خاصة في إقليم دارفور وجنوب كردفان، حيث وثّقت منظمات محلية ودولية خلال الأشهر الماضية مئات الجرائم ضد المدنيين، من بينها القتل الجماعي، والاغتصاب، ونهب الممتلكات، وتدمير القرى والبنية التحتية.

وتشير التقارير الحقوقية إلى أن استمرار هذه الاعتداءات يفاقم أكبر أزمة إنسانية يشهدها السودان في تاريخه الحديث، مع تجاوز أعداد النازحين داخليًا أكثر من 10 ملايين شخص منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع في أبريل 2023.

ورغم الإدانات المحلية المتكررة، فإن الاستجابة الدولية ما تزال ضعيفة، الأمر الذي يثير تساؤلات حول مدى جدية المجتمع الدولي في وقف الجرائم والانتهاكات التي ترتكب بحق الشعب السوداني يوميًا.