أفاد مراسل قناة العربية أن قوات الدعم السريع نفذت هجمات بطائرات مسيّرة انقضاضية استهدفت مدينتي أم درمان وعطبرة فجر اليوم، في تصعيد جديد طال ولايتي الخرطوم ونهر النيل.
ونقل المراسل عن شهود عيان سماع دوي انفجارات متتالية، بالتزامن مع إطلاق المضادات الأرضية التابعة للجيش السوداني من عدة نقاط في المدينتين، حيث تمكنت القوات من التصدي للمسيرات ومنعها من تحقيق أهدافها.
ويأتي هذا الهجوم في ظل استمرار المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط تحذيرات دولية من تفاقم الوضع الإنساني في المناطق المتأثرة بالنزاع.
أعلنت قوات الدعم السريع السودانية، اليوم الخميس، موافقتها على مقترح اللجنة الرباعية الدولية بشأن تطبيق هدنة إنسانية في السودان، بهدف الحد من آثار الحرب على المدنيين وتحسين الوصول للمساعدات الإنسانية.
وذكرت قوات الدعم السريع أن موافقتها تهدف إلى معالجة الآثار الإنسانية الكارثية التي خلفتها المواجهات المسلحة وتعزيز حماية السكان المدنيين، مشيرة إلى استعدادها لتنفيذ المقترح فورًا ومناقشة وقف الأعمال العدائية بشكل كامل. وأكدت القوات استعدادها أيضًا لمناقشة الإجراءات التي من شأنها معالجة جذور الصراع في السودان بما يضمن استقرار البلاد على المدى الطويل.

يأتي هذا الإعلان بعد تصاعد التوترات في السودان وسيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في ولاية دارفور، عقب حصار استمر أكثر من عام ونصف. وقد وثّقت تقارير متعددة ارتكاب قوات الدعم السريع انتهاكات جسيمة وجرائم حرب في المدينة، تضمنت إعدامات في الشوارع وترك المدينة ممتلئة بالجثث، ما أسفر عن كارثة إنسانية تعتبر من الأكبر على مستوى العالم.
ويذكر أن الصراع بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني مستمر منذ منتصف أبريل 2023، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وتهجير آلاف المدنيين داخليًا وخارج السودان. وقد أدت هذه الحرب إلى ضغوط دولية متزايدة على جميع الأطراف لإيجاد حلول عاجلة لحماية المدنيين وتمكين دخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة، خاصة في دارفور والفاشر بشكل خاص.
وتسعى اللجنة الرباعية الدولية إلى استقرار الوضع في السودان عبر هدنة شاملة تسمح بتخفيف حدة الأزمة الإنسانية وتوفير فرص للحوار بين الأطراف المتصارعة. وتشمل جهود اللجنة تنسيق دخول المساعدات الإنسانية، ومراقبة احترام حقوق الإنسان، وضمان وقف فوري للأعمال العدائية، وذلك ضمن إطار المساعي الدولية الرامية لإنهاء النزاع وإعادة الأمن والاستقرار للسودان.