الدعم السريع تقصف مستشفى أطفال في شمال دارفور وتوقع 7 قتلى
 
أفادت شبكة أطباء السودان، اليوم الإثنين، أن طائرة مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع قصفت مستشفى الأطفال بمدينة كرنوي في ولاية شمال دارفور، مما أدى إلى مقتل سبعة مدنيين، بينهم نساء وأطفال، وإصابة خمسة آخرين بجروح خطيرة، من بينهم طفلان كانا يتلقيان العلاج داخل المستشفى لحظة وقوع الهجوم.
وأكدت الشبكة في بيان رسمي، أن القصف استهدف المستشفى بشكل مباشر، مما تسبب في تدمير أجزاء من المبنى وإلحاق أضرار جسيمة بوحدات العناية والرعاية المركزة، مشيرة إلى أن هذه الجريمة تمثل "انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي، وجريمة حرب مكتملة الأركان".

وأضاف البيان أن استهداف منشأة طبية تُعنى بعلاج الأطفال "يكشف الوجه الحقيقي للعدوان الممنهج الذي تمارسه قوات الدعم السريع ضد المدنيين"، معتبرًا أن ما جرى في كرنوي هو "حلقة جديدة في سلسلة الجرائم التي ترتكب يوميًا في دارفور ومناطق أخرى من السودان".
ودعت شبكة أطباء السودان المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، إلى التحرك العاجل لوقف الاعتداءات على المرافق الطبية والمدنيين، مؤكدة أن صمت المجتمع الدولي بات "مشاركة ضمنية في الجريمة".
وتشهد ولاية شمال دارفور منذ أسابيع تصعيدًا عسكريًا خطيرًا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في وقت يعاني فيه السكان من أزمة إنسانية متفاقمة ونقص حاد في الغذاء والدواء، وسط نزوح عشرات الآلاف إلى المناطق الحدودية مع تشاد.
ويأتي هذا القصف بعد أيام قليلة من إدانات أممية سابقة لاستهداف مستشفيات ومراكز طبية في مناطق النزاع بالسودان، في حين تواصل المنظمات الحقوقية توثيق الانتهاكات ضد المدنيين والأطقم الطبية في مختلف الولايات، معتبرة أن ما يجري في دارفور يمثل واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
الحكومة السودانية: لا تفاوض مع الدعم السريع قبل الانسحاب من الفاشر
أكدت الحكومة السودانية، اليوم الاثنين، عدم وجود أي تفاوض مباشر أو غير مباشر مع ميليشيات الدعم السريع بشأن أي هدنة في البلاد، وذلك بعد سيطرتها الأخيرة على مدينة الفاشر بولاية دارفور وارتكابها انتهاكات مروعة بحق المدنيين.
وفي تصريحات لفضائية "العربية"، شددت الحكومة على أنه لن يكون هناك أي اتفاق على هدنة قبل انسحاب الدعم السريع من الأعيان المدنية، وفقًا لما تم الاتفاق عليه مسبقًا. وتأتي هذه التصريحات في وقت تصاعدت فيه التحركات الدولية للبحث عن تهدئة النزاع، وسط دعوات عربية ودولية لحماية المدنيين في مناطق الصراع.