مصرع 34 يمنياً في تصادم مأساوي بين حافلة وميكروباص بأبين جنوبي اليمن، وسط اشتعال المركبتين وصعوبات في الإنقاذ بسبب تضاريس المنطقة.
لقي 34 يمنيًا حتفهم فجر الأربعاء، إثر حادث تصادم مأساوي بين حافلة نقل جماعي قادمة من المملكة العربية السعودية وميكروباص صغير، أدى إلى اشتعال المركبتين في أحد المرتفعات الجبلية بمحافظة أبين، جنوبي البلاد، وسط صعوبة في عمليات الإنقاذ بسبب وعورة المنطقة.
وقالت مصادر أمنية في قوات "الحزام الأمني" بمحافظة أبين إن الحادث وقع في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، عندما اصطدمت سيارة من نوع "ميكروباص" بحافلة نقل جماعي كانت في طريقها من الأراضي السعودية إلى مدينة عدن، وذلك في أحد المنعطفات الحادة بعقبة "العرقوب" الجبلية وسط المحافظة، ما تسبب في اشتعال المركبتين فورًا بعد التصادم.
ذكرت المصادر أن الحافلة المنكوبة تعود ملكيتها إلى إحدى شركات النقل التجاري، وأن قوة الاصطدام تسببت في انقلابها وتعطل نظام فتح الأبواب، ما أدى إلى احتجاز الركاب والسائقين داخلها، بينما صُمِّمت النوافذ بحيث لا تُفتح حفاظًا على درجة التكييف الداخلي، وهو ما صعّب عملية الفرار عند اندلاع النيران.
وأشارت المعلومات إلى أن الحريق امتد بسرعة داخل المركبتين، وأدى إلى وفاة 34 شخصًا على الأقل، من بينهم 31 راكبًا كانوا على متن الحافلة و3 أشخاص من ركاب الميكروباص، فيما تمكن 13 شخصًا من النجاة بعد أن حطّموا بعض النوافذ وخرجوا منها، غير أن معظمهم أصيب بحروق بليغة نُقلوا على إثرها إلى مستشفيات محافظة أبين لتلقي العلاج.
قالت مصادر محلية إن ألسنة اللهب استمرت في الاشتعال داخل المركبتين لعدة ساعات حتى انطفأت من تلقاء نفسها، بسبب غياب سيارات الإطفاء عن موقع الحادث، مضيفة أن جثث الضحايا تفحمت بالكامل وظلت محتجزة داخل الحافلة حتى تمكن الأهالي من إزاحة الركام يدويًا بعد تأخر وصول المعدات اللازمة.
وتُعد عقبة "العرقوب" الجبلية من أخطر الطرق في محافظة أبين، إذ تشهد انحدارات شديدة ومنعطفات ضيقة، تسببت في وقوع العديد من الحوادث المميتة خلال الأعوام الماضية، ما دفع السكان إلى المطالبة مرارًا بتحسين البنية التحتية للطريق وتأمينه بعواكس ولوحات تحذيرية لتقليل الحوادث المتكررة.
