في ظل تصاعد العنف في مدينة الفاشر شمال دارفور، عبّرت الولايات المتحدة عن قلق بالغ إزاء ما وصفته بتدهور مروّع في الوضع الإنساني، مؤكدة أن الاستهداف المتعمد للمدنيين يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وداعية إلى تحرك فوري لوقف الهجمات ومحاسبة المسؤولين عنها، وسط دعوات لتحويل الوعود إلى إجراءات ملموسة على الأرض.
أعرب مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون أفريقيا والعالم العربي، عن قلق واشنطن العميق إزاء التصعيد المروع للعنف في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، مشيرًا إلى أن الهجمات المتكررة ضد المدنيين تمثل استهدافًا متعمدًا للفئات المستضعفة.
وفي تغريدة نشرها على منصة “إكس”، وصف بولس هذه الأعمال بأنها “مقيتة وغير مقبولة”، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تدين جميع انتهاكات القانون الإنساني الدولي بأشد العبارات الممكنة. هذا التصريح يأتي في وقت تتزايد فيه التقارير عن تدهور الوضع الأمني والإنساني في الفاشر، وسط مطالبات دولية بوقف فوري للقتال.
في ذات السياق، دعا بولس قيادة قوات الدعم السريع إلى وقف الهجمات فورًا، وضمان حماية المدنيين، وتأمين ممرات آمنة للفارين من مناطق النزاع، مشددًا على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الأعمال الشنيعة. وأكد أن استمرار هذه الانتهاكات يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية، ويستدعي تحركًا عاجلًا لوقف التصعيد. هذه الدعوة تأتي في ظل تصاعد الضغوط الدولية على الأطراف المتحاربة في السودان، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية في دارفور، وتحديدًا في مدينة الفاشر التي تشهد موجات نزوح واسعة وانهيارًا شبه كامل في الخدمات الأساسية.
أشاد بولس بالتصريحات الأخيرة الصادرة عن قيادة قوات الدعم السريع بشأن حماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، والمساءلة عن الانتهاكات، لكنه شدد على أن “الأقوال وحدها لا تُنقذ الأرواح”. وأوضح أن هذه الالتزامات يجب أن تتحول بشكل عاجل إلى إجراءات ملموسة على أرض الواقع، بهدف تخفيف معاناة الشعب السوداني، الذي يواجه ظروفًا إنسانية قاسية في ظل استمرار القتال. هذا الموقف يعكس توجهًا أمريكيًا واضحًا نحو تحميل الأطراف العسكرية مسؤولية مباشرة عن حماية المدنيين، ويؤكد أن أي جهود سياسية أو إنسانية لن تكون ذات جدوى ما لم تُترجم إلى أفعال ملموسة على الأرض.