دراسات وأبحاث

الفاشر بين الجيش والدعم السريع.. آخر معقل حضري في دارفور الغربية

الإثنين 27 أكتوبر 2025 - 01:21 م
عمرو أحمد
الفاشر
الفاشر

تشهد مدينة الفاشر، عاصمة غرب دارفور في السودان، تصاعدًا خطيرًا في التوترات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في ظل استمرار النزاع منذ أكثر من ثلاث سنوات. 

حصار مدينة الفاشر يفاقم الأزمة الإنسانية

المدينة، التي تُعد آخر معقل حضري كبير للجيش في الإقليم، تواجه حالة من الانقسام الأمني، مع تحذيرات من وقوع مجازر جديدة بحق المدنيين نتيجة توغل قوات الدعم السريع في أطرافها. 

وتشير التقارير المحلية والدولية إلى أن الحصار المستمر على الفاشر منذ نحو 19 شهرًا تسبب في أزمة إنسانية مأساوية، مع نقص حاد في الغذاء والخدمات الأساسية، فضلاً عن تعرض السكان لمخاطر يومية من القصف والمجازر.

 ومن جانبها، أكدت الأمم المتحدة ضرورة توفير ممرات آمنة للمدنيين، في حين يحذر الخبراء العسكريون من إمكانية حدوث تصفيات عرقية وأثنية، ما يعكس جرائم حرب وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان. 

الأزمة السودانية في الفاشر تظل "الماساة المنسية" في الصحافة العالمية، رغم حجم الخسائر البشرية والاقتصادية والاجتماعية التي خلفها الصراع المستمر.

تشهد مدينة الفاشر توترات متصاعدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط مخاوف من وقوع مجازر جديدة بحق المدنيين. وفقًا لصحيفة واشنطن بوست، دخلت قوات الدعم السريع المدينة بينما أعاد الجيش تمركزه في مواقع أخرى، دون تأكيد السيطرة الكاملة.

صحيفة نيويورك تايمز أضافت أن قوات الدعم السريع اقتحمت مقر الفرقة السادسة للجيش، في حين أن الوضع الإنساني يظل مأساويًا بسبب الحصار المستمر منذ أشهر، ونقص الغذاء والخدمات الأساسية.

أما صحيفة فاينانشال تايمز فأوضحت أن حصار الفاشر المستمر منذ نحو 19 شهرًا أدى إلى وفاة آلاف المدنيين، مع استمرار القصف اليومي والمجازر بحق السكان.

في المقابل، نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن تنسيقية لجان مقاومة الفاشر أن السيطرة الفعلية كانت محدودة على مبانٍ خالية بعد مغادرة الجيش منذ أكثر من عام ونصف، مؤكدة استمرار المعارك وتوغل قوات الدعم السريع في أطراف المدينة.

من القاهرة، أكد اللواء الدكتور أمين إسماعيل المجدوب أن الأزمة تمثل "الماساة المنسية"، مشيرًا إلى صعوبة عمليات الإغاثة بسبب الانقسامات الداخلية، وخطر حدوث تصفيات عرقية وأثنية. 

 

وأضاف أن استمرار الصراع يعكس جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان، بينما تتغاضى الصحافة العالمية عن هذه الانتهاكات تحت ضغوط سياسية واقتصادية من بعض الحكومات الداعمة لقوات الدعم السريع.

ويحذر الخبراء من أن استمرار النزاع في الفاشر يفاقم الأوضاع الإنسانية، ويستدعي تدخلات عاجلة لتأمين حماية المدنيين.