مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

الفاشر تسقط في قبضة الدعم السريع والغرب يشتعل.. معركة السودان تدخل منعطفاً خطيراً

نشر
الأمصار

في تطور ميداني يُعد الأبرز منذ اندلاع الحرب في السودان قبل نحو عامين، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بعد معارك ضارية استمرت لأكثر من 600 يوم، إلى جانب تحقيقها تقدماً جديداً في إقليم كردفان خلال اليومين الماضيين. 

 

هذا التطور يضعها في موقع المتحكم الفعلي بالعمق الغربي للبلاد، ويفتح الباب أمام تحولات عسكرية وسياسية قد تعيد رسم خريطة الصراع.

 

تمثل الفاشر آخر معاقل الجيش السوداني في دارفور، الإقليم الذي يضم ربع مساحة البلاد ويشكل جسراً جغرافياً حساساً يربط السودان بحدوده مع ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان. 

 

السيطرة على المدينة تُعد نقطة تحول في مسار الحرب، إذ تمنح قوات الدعم السريع سيطرة ميدانية على الشريط الغربي الممتد من دارفور إلى كردفان، ما يعني عملياً إحكام قبضتها على خط الدفاع الغربي للسودان، وهو ما قد يفرض واقعاً جديداً على المستوى الميداني والسياسي في آن واحد.

 

يرى مراقبون أن هذا التطور سيؤدي إلى تصاعد الهجمات الجوية المتبادلة بين الجيش والدعم السريع، خصوصاً عبر استخدام الطائرات المسيّرة، في محاولة لاستعادة التوازن الميداني. 

 

كما يعتقد محللون أن السيطرة على دارفور تضع الدعم السريع في موقع تفاوضي أقوى، نظراً لثروات الإقليم المعدنية والحيوانية وامتداداته القبلية والاقتصادية نحو أربع دول إفريقية.

 

المحلل العسكري محمد نور أوضح في تصريحات أبرزتها "سكاي نيوز عربية" أن "سقوط الفاشر يؤكد قدرة قوات الدعم السريع على الحفاظ على زخمها العسكري والإمدادي رغم طول أمد الحرب"، مضيفاً أن "الانتصار يمنحها دفعة معنوية كبيرة، في مقابل تراجع محتمل في معنويات الجيش".

 

ويتوقع نور أن تتجه قوات الدعم السريع إلى تكثيف عملياتها في كردفان، خصوصاً في مدينتي الأبيض وبابنوسة، مع محاولة فتح ممرات نحو الشمال، بينما قد يلجأ الجيش إلى تكثيف الضربات الجوية.

 

سياسياً، تشير السيطرة على دارفور إلى تحوّل استراتيجي في ميزان القوة داخل السودان، إذ يتيح للدعم السريع ورقة ضغط قوية في أي مفاوضات قادمة، وسط تعقيدات إقليمية محتملة قد تنشأ من تشابك المصالح والامتدادات القبلية عبر الحدود. بهذا المعنى، لا يُتوقع أن يكون سقوط الفاشر نهاية المعركة، بل بداية مرحلة جديدة من الصراع تُعيد رسم ملامح النفوذ داخل السودان وغربه.