ارتفعت الأسهم القيادية بقطاع البنوك في البورصة السعودية بمستهل تعاملات اليوم الإثنين ليختبر المؤشر العام مستوى 11700 نقطة مجدداً، بعد نتائج قياسية لأكبر بنك في المملكة من حيث الأصول.
قفز سهم "البنك الأهلي" القيادي بنحو 1.6% عند الفتح إلى 39.1 ريال، بعدما أعلن نمو أرباحه أكثر من 20% إلى 6.47 مليار ريال خلال الربع الثالث، وهي أعلى أرباح فصلية في تاريخه، متجاوزاً متوسط توقعات المحللين.
تواصل البورصة السعودية أداءها القوي هذا الأسبوع، مسجلةً ارتفاعًا للأسبوع الخامس على التوالي، في أطول سلسلة مكاسب منذ ما يقارب العامين، مع تحسن ثقة المستثمرين وتفاؤلهم بنتائج الشركات للربع الثالث من العام، إضافةً إلى مؤشرات إيجابية على قوة الاقتصاد السعودي ونمو القطاع غير النفطي.
ارتفع المؤشر العام “تاسي” صباح الخميس متجاوزًا مستوى 11700 نقطة، مدعومًا بمكاسب أسهم قيادية مثل أرامكو السعودية ومصرف الراجحي وسابك، بينما شهدت أسهم أخرى مثل البنك الأهلي وأكوا باور تراجعًا طفيفًا. ومنذ بداية الأسبوع، حقق المؤشر مكاسب تقارب 1%، ليُعزز مساره الصاعد المتواصل منذ سبتمبر الماضي.
وقالت ماري سالم، المحللة المالية لدى قناة “الشرق”، إن ما يحدث في السوق اليوم يُشبه السيناريو الذي شهدته السوق قبل عامين عندما استمرت سلسلة المكاسب لستة أسابيع متتالية، ممهّدةً الطريق أمام تحوّل إيجابي أنهى عام 2023 على ارتفاع.
وأوضحت أن “الارتدادة الحالية بدأت بعد قرار تحرير ملكية الأجانب، والآن تنتقل القيادة إلى نتائج الشركات التي ستحدد مدى استدامة الصعود.”
وأضافت سالم أن تفاعل السوق الإيجابي يعكس تحسّن معنويات المستثمرين وثقتهم في قدرة الشركات السعودية على تسجيل نتائج قوية رغم التحديات العالمية.
من جانبه، يرى إكرامي عبد الله، كبير المحللين في صحيفة “الاقتصادية”، أن المتعاملين في السوق يظهرون “تفاؤلاً أكبر من المؤسسات المالية” بشأن نتائج الربع الثالث.
وأشار في مداخلة تلفزيونية إلى أن رفع توقعات نمو الاقتصاد السعودي، خصوصًا في القطاع غير النفطي، يُخفف من أثر العوامل السلبية مثل الإغلاق الحكومي الأمريكي أو تذبذب أسعار النفط.
وأضاف عبد الله: “النشاط الاقتصادي المحلي يشهد توسعًا مدفوعًا بالاستثمار في القطاعات الإنتاجية والخدمية، وهذا يُترجم إلى تحسن أرباح الشركات المدرجة ودعم المؤشر العام.”
ورغم الأجواء الإيجابية، شهد سهم شركة المتقدمة للبتروكيماويات تراجعًا بنسبة تقارب 1% في تعاملات الخميس ليُغلق عند 35.28 ريالًا، رغم إعلان الشركة عن نمو أرباحها الفصلية بنسبة 56% على أساس سنوي، متجاوزةً توقعات المحللين بفضل انخفاض أسعار اللقيم وتحسن صافي الإيرادات.
وأوضح عبد الله أن “الشركة أظهرت كفاءة تشغيلية واضحة مع نمو الربح الإجمالي والتشغيلي بوتيرة أسرع من الإيرادات، لكن ارتفاع تكاليف التمويل ربما حدّ من انعكاس هذه النتائج على الأرباح الصافية.” وأضاف أن ارتفاع السهم بأكثر من 11% منذ بداية العام ربما دفع المستثمرين إلى جني الأرباح بعد الإعلان.