أحداث خاصة

صحيفة ألمانية: «دور أوروبي باهت في قمة شرم الشيخ أمام تصدُّر ترامب وحلفائه للمشهد»

الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 - 03:12 ص
مصطفى عبد الكريم
ترامب وقادة أوروبا
ترامب وقادة أوروبا في قمة شرم الشيخ

في لحظة مفصلية من تحولات «الشرق الأوسط»، انكشفت ملامح مشهد سياسي بدا كأنه يُدار من طرف واحد. في قمة شرم الشيخ، حيث تجمّع كبار القادة، خطف الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، وحلفاؤه الأضواء، بينما تراجع الحضور الأوروبي إلى مقاعد «المُتفرجين»، بدورٍ وصفه البعض بـ«الباهت».

وفي التفاصيل، وصفت صحيفة «دي فيلت» الألمانية، مستشار ألمانيا «فريدريش ميرتس»، والرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، وآخرين من القادة الأوروبيين بأنهم كانوا مجرد «مُتفرجين» خلال قمة السلام في شرم الشيخ.

تحالف جديد يُدير المشهد

وأشارت الصحيفة إلى أن المشهد في شرم الشيخ كان يُدار من قِبل تحالف مختلف، ضم إلى جانب الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» كبلد مُضيف، وأمير قطر «الشيخ تميم بن حمد آل ثاني»، والرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، وهم من وقعوا على الاتفاقية الختامية.

وبحسب التحليل، فإن «عالم ترامب الآخر» شمل حلفاء غربيين مُهمين مثل «ميرتس وماكرون»، ورئيس وزراء بريطانيا «كير ستارمر»، لكن دورهم كان «ثانويًا». كما ضم القادة الذين توسط ترامب سابقًا لتحقيق السلام بينهم، مثل وزير الخارجية الهندي ورئيس وزراء باكستان.

ونوهت «دي فيلت» إلى وجود سياسيين في شرم الشيخ «يعجبون ترامب ببساطة» مثل رئيس وزراء هنغاريا «فيكتور أوربان»، ورئيسة الوزراء الإيطالية «جورجا ميلوني»، مُعتبرة أنه «بالمعنى الدقيق للكلمة، لا علاقة لهم بهذا الأمر».

الحاضرون الغائبون عن التوقيع

ونقلت الصحيفة عن مقالها وصفًا لدور الوفود الغربية بأنها تُزين دورها بالادعاء أنهم يُراقبون العملية وكأنهم «كتاب عدل»، مُشيرة إلى أن «لكتاب العدل وظيفة أيضًا: فهم يُصدقون بما تم الاتفاق عليه بتوقيعاتهم. إلا أن ميرتس وماكرون وآخرين لا يُوقّعون. إنهم مُتفرجون».

يُذكر أن «قمة وقف إطلاق النار في قطاع غزة» التي عُقدت في شرم الشيخ قد شارك فيها قادة أكثر من (20) دولة، لكن الدور الفاعل والمُؤثر، وفقًا للتحليل الألماني، كان محصورًا في «محور ترامب وحلفائه الإقليميين».

البيت الأبيض يكشف عن «إعلان ترامب للسلام في غزة» المُوقّع في شرم الشيخ

من غزة الجريحة إلى «شرم الشيخ»، ومن أصوات الحرب إلى نبرة السلام، أطلّ الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، عبر إعلانٍ جديد، كُشف عنه رسميًا من البيت الأبيض: «إعلان ترامب للسلام في غزة»، وُقّع بحضور عربي شامل، فهل يُكتب له النجاح؟

وفي التفاصيل، نشر «البيت الأبيض»، نص «إعلان الرئيس ترامب للسلام في غزة» المُوقّع خلال قمة السلام المُنعقدة في شرم الشيخ بمصر.

وجاء في نص الإعلان:

«‏نحن، الموقّعين أدناه، نُرحّب بالالتزام التاريخي والتنفيذ الفعلي من قبل جميع الأطراف لاتفاقية السلام التي أبرمها الرئيس ترامب، والتي أنهت أكثر من عامين من المعاناة والخسائر العميقة — فاتحةً فصلًا جديدًا في تاريخ المنطقة، عنوانه الأمل والأمن والرؤية المشتركة للسلام والازدهار.

وندعم ونقف خلف الجهود الصادقة التي يبذلها الرئيس ترامب لإنهاء الحرب في غزة وتحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط. وسنعمل معًا على تنفيذ هذه الاتفاقية بما يضمن السلام والأمن والاستقرار والفرص لجميع شعوب المنطقة، بما يشمل الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.

‏ونُدرك أن السلام الدائم هو ذلك الذي يتيح للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء الازدهار في ظل حماية حقوقهم الإنسانية الأساسية، وضمان أمنهم، وصون كرامتهم.

و‏نُؤكّد أن التقدّم الحقيقي ينبع من التعاون والحوار المستمر، وأن تعزيز الروابط بين الدول والشعوب يخدم المصالح المستدامة للسلام والاستقرار الإقليمي والعالمي.

‏ونُقر بالأهمية التاريخية والروحية العميقة لهذه المنطقة بالنسبة للطوائف الدينية التي ترتبط جذورها بأرضها — ومن بينها المسيحية، والإسلام، واليهودية. إن احترام هذه الروابط المقدسة وحماية مواقعها التراثية سيبقى من أولويات التزامنا بالتعايش السلمي.

‏نحن متحدون في عزمنا على القضاء على التطرف والتشدد بجميع أشكاله. فلا يمكن لأي مجتمع أن يزدهر في ظل تطبيع العنف والعنصرية، أو حين تهدد الأيديولوجيات المتطرفة نسيجه المدني. ونلتزم بمعالجة الظروف التي تفضي إلى التطرف، وتعزيز التعليم، وتوسيع الفرص، وترسيخ الاحترام المتبادل كأسس للسلام الدائم.

و‏نلتزم بحل النزاعات المستقبلية من خلال الانخراط الدبلوماسي والتفاوض، بدلًا من اللجوء إلى القوة أو الانزلاق إلى صراعات مطوّلة. ونعترف بأن الشرق الأوسط لا يستطيع تحمل دورة دائمة من الحروب المستمرة، أو المفاوضات المتعثرة، أو تطبيق الاتفاقيات الناجحة بشكل جزئي أو انتقائي. ويجب أن تكون المآسي التي شهدناها خلال العامين الماضيين تذكرة عاجلة بأن الأجيال القادمة تستحق ما هو أفضل من إخفاقات الماضي.

و‏نطمح إلى ترسيخ التسامح والكرامة وتكافؤ الفرص لكل فرد، وجعل هذه المنطقة مكانًا يمكن فيه للجميع السعي وراء تطلعاتهم في ظل السلام والأمن والازدهار الاقتصادي، بغض النظر عن العرق أو الدين أو الانتماء الإثني.

و‏نُواصل السعي نحو رؤية شاملة للسلام والأمن والازدهار المشترك في المنطقة، قائمة على مبادئ الاحترام المتبادل والمصير المشترك.

‏وبهذه الروح، نُرحب بالتقدّم المحرز في إرساء ترتيبات سلام شاملة ومستدامة في قطاع غزة، وكذلك بالعلاقات الودية والمفيدة للطرفين بين إسرائيل وجيرانها في المنطقة. ونتعهد بالعمل الجماعي لتنفيذ هذا الإرث والحفاظ عليه، وبناء مؤسسات قوية تشكل أساسا يمكن أن تزدهر عليه الأجيال القادمة في ظل السلام.

‏نلتزم بمستقبل يسوده السلام الدائم.

‏دونالد جون ترامب
‏رئيس الولايات المتحدة الأمريكية».

قمة شرم الشيخ للسلام.. جهود دولية مشتركة لإنهاء الحرب وتعزيز الاستقرار في غزة

تحت سماء «شرم الشيخ» الصافية، تجتمع قلوب زعماء العالم وعقولهم على أرض «مصر»، في مشهد استثنائي يحمل في طياته آمال ملايين البشر الذين يُعانون من ويلات الحرب في «غزة». قمة شرم الشيخ للسلام ليست مجرد اجتماع دبلوماسي، بل هي محاولة جادة ومُوحدة لإنهاء النزاع المُستمر، واستعادة الأمن والاستقرار في قلب الشرق الأوسط. برئاسة مشتركة بين الرئيس المصري، «عبد الفتاح السيسي»، ونظيره الأمريكي «دونالد ترامب»، تتلاقى أكثر من عشرين دولة في لحظة تاريخية تشق طريقها نحو السلام، حاملين على أكتافهم أعباء الحاضر وطموحات المستقبل.