قمة شرم الشيخ للسلام.. جهود دولية مشتركة لإنهاء الحرب وتعزيز الاستقرار في غزة

تحت سماء «شرم الشيخ» الصافية، تجتمع قلوب زعماء العالم وعقولهم على أرض «مصر»، في مشهد استثنائي يحمل في طياته آمال ملايين البشر الذين يُعانون من ويلات الحرب في «غزة». قمة شرم الشيخ للسلام ليست مجرد اجتماع دبلوماسي، بل هي محاولة جادة ومُوحدة لإنهاء النزاع المُستمر، واستعادة الأمن والاستقرار في قلب الشرق الأوسط. برئاسة مشتركة بين الرئيس المصري، «عبد الفتاح السيسي»، ونظيره الأمريكي «دونالد ترامب»، تتلاقى أكثر من عشرين دولة في لحظة تاريخية تشق طريقها نحو السلام، حاملين على أكتافهم أعباء الحاضر وطموحات المستقبل.
السيسي وترامب يقودان السلام
وتستضيف «مصر» في مدينة شرم الشيخ قمةً دوليةً برئاسةٍ مشتركةٍ بين «السيسي وترامب»، بمشاركة قادة أكثر من (20) دولة، تحت عنوان «قمة شرم الشيخ للسلام»، لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وتستعد مدينة شرم الشيخ لاستضافة القمة، غدًا الإثنين، في خطوةٍ تعكس الجهود المصرية المُتجددة لإحياء مسار السلام في الشرق الأوسط، ووضع حدٍّ للتوترات المتصاعدة في المنطقة، وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
وتأتي الدعوة إلى القمة بهدف جمع الأطراف الفاعلة بالقضية الفلسطينية على طاولة واحدة لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإحياء مسار المفاوضات السياسية.
مشاركة قادة عرب وأوروبيين
ومن المقرر أن يُشارك في القمة العديد من قادة الدول الأوروبية والعربية، بالإضافة إلى ممثلين عن المنظمات الدولية المعنية بالسلام والإغاثة الإنسانية.
وستتناول القمة عددًا من الملفات المحورية، أبرزها «تثبيت التهدئة، وضمان تدفّق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين».
وتسعى «القاهرة» من خلال القمة إلى بلورة رؤيةٍ مشتركةٍ لإعادة الاستقرار إلى المنطقة، وإطلاق مسارٍ سياسيٍّ شاملٍ يضع حدًّا للأزمات المتكررة، ويؤسس لمرحلةٍ جديدةٍ من السلام والتنمية.
وتحظى القمة باهتمامٍ واسعٍ من المجتمع الدولي ووسائل الإعلام العالمية، التي ترى فيها فرصةً لإعادة إحياء الجهود الدبلوماسية بعد سنواتٍ من الجمود، وسط آمالٍ بأن تفتح مداولاتها صفحةً جديدةً من التفاهم الإقليمي والتعاون الدولي بما يخدم أمنَ واستقرارَ الشرق الأوسط.
قمة شرم الشيخ للسلام
وأعلنت الرئاسة المصرية عقد قمةٍ دوليةٍ تحت عنوان «قمة شرم الشيخ للسلام» بمدينة شرم الشيخ المصرية، بعد ظهر يوم الاثنين المُقبل، تهدف إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وفتح صفحةٍ جديدةٍ من الأمن والاستقرار الإقليمي، بحسب بيانٍ للسفير «محمد الشناوي» المتحدث باسم الرئاسة المصرية.
وتأتي هذه القمة في ضوء رؤية الرئيس الأمريكي «ترامب» لتحقيق السلام في المنطقة، وسعيه الحثيث لإنهاء النزاعات حول العالم.
وشملت قائمة المشاركين عددًا كبيرًا من الدول، منها: بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، كندا، اليابان، السعودية، قطر، تركيا، الإمارات، الكويت، البحرين، إيران، باكستان، الهند وغيرها.
مصر تستضيف اتفاق السلام
وأعلن الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، أنه سيزور مصر، وسيتم توقيع اتفاق غزة في مصر بحضور عددٍ من الزعماء والقادة الدوليين لمراسم توقيع الاتفاق النهائي بشأن غزة، مُوضحًا أن الاتفاق يُؤسس لمرحلةٍ جديدةٍ من الاستقرار في المنطقة، ويضع الأساس لجهود الإعمار وإعادة الحياة إلى القطاع.
وشدّد على أن العمل جارٍ لضمان صمود وقف إطلاق النار، مُؤكّدًا أن الولايات المتحدة تبذل جهودًا مُكثفة مع الأطراف كافة لضمان استمراره وتحويله إلى سلامٍ دائم.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية (الإليزيه) أن الرئيس «إيمانويل ماكرون» سيزور مصر، الإثنين المُقبل، لدعم تنفيذ خطة السلام في غزة التي توسط فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
فرنسا تدعم حل الدولتين
وأضافت الرئاسة الفرنسية، أن «ماكرون»، سيُناقش الخطوات التالية مع الشركاء في المنطقة بشأن تنفيذ خطة السلام في غزة، مُؤكّدًا دعم باريس لحل الدولتين والاستقرار في المنطقة على المدى الطويل.
وذكر مكتب رئيس الوزراء البريطاني، «كير ستارمر»، أن رئيس الوزراء سيتوجّه إلى مصر لحضور قمة شرم الشيخ للسلام، حيث من المتوقع أن يُوقّع قادةٌ على اتفاقٍ بوساطةٍ أمريكيةٍ يهدف إلى إنهاء حرب غزة.
كما يُشارك الأمينُ العام للأمم المتحدة، «أنطونيو جوتيريش»، غدًا الإثنين، في قمةٍ دوليةٍ حول غزة في مصر، برئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب.
وقال الناطقُ باسم مكتب جوتيريش، إن الأمينَ العامَّ للأمم المتحدة سيُسافر إلى مصر ليحضر قمةَ شرم الشيخ للسلام، مُشيرًا إلى أنه سيعود يوم الأربعاء المُقبل إلى مقر الهيئة الأممية.
جهود دولية لوقف حرب غزة
قادت مصر جهودًا حثيثةً لوقف إطلاق النار في «قطاع غزة»، استنادًا إلى اقتراحٍ للرئيس الأمريكي يدعو إلى وقف الحرب بين «إسرائيل وحماس»، وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين، إضافةً إلى تيسير تدفّق المساعدات إلى القطاع المُحاصَر منذ عامين كاملين.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد صادقت على اتفاقِ وقفِ إطلاقِ النار الذي تمّ التوصّل إليه مع «حماس» في مدينة شرم الشيخ المصرية، ما يُمهّد الطريق لوقف العدوان وإطلاق سراح المحتجزين، ضمن المرحلة الأولى من مبادرة ترامب لإنهاء الحرب.
ودخل اتفاقُ وقفِ إطلاقِ النار في قطاع غزة حيّز التنفيذ يوم أمس الجمعة، حيث بدأ آلافُ الفلسطينيين الذين نُزحوا قسرًا إلى وسط وجنوبيّ القطاع بالعودة إلى شماله، بعد أن أعلنت قواتُ الاحتلال الإسرائيلي فتحَ طريقي الرشيد الساحلي وصلاح الدين أمامهم للعودة، بالتزامن مع انسحابٍ تدريجيٍّ للآليات العسكرية الإسرائيلية من مناطق في عمق المدينة.
قمة شرم الشيخ بداية
في ختام هذه القمة التاريخية، يبقى الأمل مُعلقًا على إرادة الدول المشاركة ورغبتها الحقيقية في تحقيق السلام الدائم. «قمة شرم الشيخ» ليست مجرد لقاء، بل هي بداية فصل جديد يُكتب فيه مستقبل غزة والمنطقة بأسرها، نحو استقرار مستدام وحياة كريمة لشعوبها. التحديات كبيرة، لكن العزيمة والجهود الدولية المشتركة تُشكّل مُفتاحًا لإنهاء الحروب وفتح أبواب السلام التي طال انتظارها.