في وقتٍ تتكثف فيه الجهود الليبية لإنجاز ملف مفوضية الانتخابات قبل إحاطة المبعوثة الأممية أمام مجلس الأمن، شهد الساحل الغربي للعاصمة طرابلس مأساة إنسانية جديدة تمثلت في انتشال عشرات الجثث لمهاجرين غير نظاميين، في مشهد يعكس التناقض بين حراك السياسة وأوجاع الواقع.
وتتوقع مصادر ليبية أن يتم إنجاز ملف المفوضية قبل الإحاطة الأممية المرتقبة، رغم تأخر صدور القوانين الانتخابية، مؤكدةً أن البعثة الأممية ستعتبر هذه الخطوة مؤشرًا إيجابيًا لتمديد المرحلة الأولى من المسار السياسي.
وأعربت المصادر عن أملها في أن ينعكس التوافق النسبي حول المناصب السيادية على القوانين الانتخابية عبر تنازلات متبادلة بين المجلسين، مشيرة إلى أن توصيات لجنة خارطة الطريق ليست نهائية، بل قابلة للتفاوض، وأن التفاهمات الراهنة تهدف لإظهار تقدم سياسي أمام المجتمع الدولي.
وفي المقابل، شددت المصادر على أن الخلافات الحقيقية لا تزال ممتدة إلى القوى الفاعلة على الأرض شرقًا وغربًا، مؤكدة أن رفض ترشح مزدوجي الجنسية للانتخابات الرئاسية لا يستهدف أي شخصية بعينها في الشرق الليبي كما يُشاع، موضحةً أن قائمة المترشحين المحتملين قد تضم أسماء تحمل جنسيات ثانية، ويمكن لأي راغب في الترشح التنازل عن جنسيته الأجنبية لتجاوز هذا العائق القانوني.
وفي سياق منفصل، أعلن مركز طب الطوارئ والدعم التابع لوزارة الصحة الليبية، عن انتشال 61 جثة على الأقل لمهاجرين خلال الأسبوعين الماضيين على الساحل الغربي للعاصمة طرابلس، في المنطقة الممتدة من زوارة إلى رأس اجدير قرب الحدود التونسية.
وأوضح المركز في بيان له أنه "تم خلال الأسبوع الماضي مسح الساحل من زوارة إلى رأس اجدير، والعثور على أشلاء ثلاثة جثامين في مليتة، و(12) جثمانًا في زوارة، جميعهم لمهاجرين غير نظاميين"، مشيرًا إلى أنه جرى لاحقًا اكتشاف (34) جثة إضافية في زوارة وأبو كماش ومليتة، حيث تم دفن (12) منها ونقل باقي الجثث إلى المشرحة للتشريح والتوثيق.
ونشر المركز صورًا لمسعفين أثناء انتشال الجثث من الشواطئ، في مشاهد مؤلمة تلخص مأساة المهاجرين الباحثين عن حياةٍ أفضل، لكنهم انتهوا ضحايا لأمواج البحر.
وفي منتصف سبتمبر الماضي، كانت منظمة الهجرة الدولية قد أفادت بمصرع نحو (50) شخصًا بعد احتراق قارب يقل (75) لاجئًا سودانيًا قبالة السواحل الليبية، مؤكدةً أن نحو 895 ألف مهاجر من 45 جنسية يقيمون حاليًا في ليبيا، ما يعكس حجم التحدي الإنساني الذي يواجهه هذا البلد.
هل ترغب أن أجعل الخبر بصيغة تقرير تحليلي موسّع (أكثر من 700 كلمة ويشمل خلفية سياسية وإنسانية أعمق)، أم تفضل أن يبقى بصيغة خبر صحفي مباشر كما هو أعلاه