دراسات وأبحاث

عامان على حرب غزة.. عزلة إسرائيل تتعمق وخسائر اقتصادية 100 مليار دولار

الثلاثاء 07 أكتوبر 2025 - 12:15 م
مريم عاصم
الأمصار

شكّلت هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 التي تبعتها حرب واسعة في قطاع غزة، تحولا استراتيجيا في المشهدين الجيوسياسي والاقتصادي في العالم.

وبالتزامن مع مرور عامين على اندلاع حرب غزة، تبدو المنطقة وكأنها عالقة في لحظة لم تنتهِ بعد. 

فما بدأ في الساعات الأولى لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 كسلسلة قرارات طارئة، تحول فيما بعد إلى مسار يقيد جميع الأطراف.

تكبّد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر فادحة جراء الحرب على قطاع غزة التي أتمت عامها الثاني، لتتجاوز تكلفتها حاجز 100 مليار دولار. 

وطالت تداعياتها مختلف مفاصل الاقتصاد، بدءًا من تباطؤ النمو وارتفاع العجز، مرورًا بهروب الاستثمارات واهتزاز ثقة الأسواق، وصولًا إلى اتساع عزلة إسرائيل الاقتصادية.

وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية – في تقريرٍ لها اليوم – أن إسرائيل تكبّدت خسائر ضخمة بسبب هذه الحرب، إذ تجاوز حجم إنفاقها العسكري 100 مليار دولار، وهو ما يبتلع أكثر من نصف ميزانية عام 2025.

وبدأت الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، وتحولت إلى نزيف اقتصادي مستمر لإسرائيل، هدد استقرارها المالي والسياسي.

وأشارت الصحيفة إلى أن تداعيات الحرب ما زالت مستمرة بشكل حاد في مختلف قطاعات الاقتصاد، حيث جرى قطع علاقات تجارية مع شركات إسرائيلية، وتأثّر قطاع التصدير، ولا سيما التكنولوجيا، فيما ارتفع عجز الموازنة إلى 5.2% مع توقعات باقترابه من 6% بحلول نهاية عام 2025.

وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن عدد قتلى الجيش والأمن منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بلغ 1152 عسكريا وشرطيا.

لكن مراقبين قالوا إن الخسائر أكثر من ذلك في ظل الرقابة الصارمة التي تفرضها إسرائيل على نشر مثل هذا المحتوى، لا سيما في قطاع غزة وجنوب لبنان.

وفي بيان لها، أوضحت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن حصيلة القتلى تتضمن "جنودا، وعناصر شرطة، وجهاز الأمن العام (الشاباك)، وقوات العمليات الخاصة، وأعضاء فرق التأهب الذين قاتلوا في قطاع غزة ولبنان والضفة الغربية".

في المقابل، وصل عدد الجرحى إلى نحو 29,935 شخصًا، بينهم 20 ألف جندي مسجلين في وزارة الدفاع.

وتشير إحصاءات أعدها معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي التابع لجامعة تل أبيب، إلى أن 86.6% من الإصابات وقعت جراء هجمات من غزة.

وأن 87.6% من الإصابات في صفوف الجنود وقعت في مواجهات مع غزة.

في حين توزعت النسب الأخرى، بين هجمات من حزب الله (4.8%)، وإيران (3.3%)، والحوثيين (0.1%)، إلى جانب إصابات داخل إسرائيل نفسها.

هجوم 7 أكتوبر.. أوسع عملية ضد إسرائيل

وشكّل هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 نقطة التحول الأكبر في مسار الحرب، إذ شارك فيه نحو 6000 فلسطيني، بينهم 3800 مسلح، تسللوا عبر 110 ثغرات في السياج الأمني إلى عمق 22 كيلومترًا داخل الأراضي الإسرائيلية.

واستخدم المهاجمون 57 طائرة مسيرة و7 زوارق بحرية و6 طائرات شراعية إلى جانب أسلحة ثقيلة.

وتم التسلل إلى 22 تجمعا سكنيا إسرائيليا و12 قاعدة عسكرية إضافة إلى حفلين موسيقيين.

وخلّف الهجوم نحو 1200 قتيلا. كما اختُطف 251 شخصا، فيما تم التعرف على 70 ألف شخص بوصفهم متضررين مباشرين من الهجوم.

كما تضررت آلاف المباني في «غلاف غزة»، من بينها 392 وحدة سكنية و133 مبنى دُمر بالكامل، بينما تحتاج 330 مبنى إلى إعادة إعمار شاملة.

صواريخ من 4 جبهات

ومنذ اندلاع الحرب، تم إطلاق 37,500 صاروخ باتجاه إسرائيل من عدة جبهات، من بينها:

نزوح وهجرة جماعية

اضطر نحو 164,500 إسرائيلي إلى مغادرة منازلهم، عاد منهم 85% حتى الآن.

وشمل الإخلاء 74,600 شخص من محيط غزة، عاد 90% منهم، و68,500 شخص من حدود لبنان، عاد 80% منهم.

كما سجّل العام الماضي هجرة 76 ألف إسرائيلي إلى الخارج.

العنف في الضفة

وفي الضفة الغربية، وثّقت السلطات خلال العامين الماضيين:

وهذا مؤشر على تصاعد التوترات رغم انشغال إسرائيل بجبهاتها الخارجية.