أفادت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم السبت، أن سلاح البحرية الإسرائيلي أعلن قبل قليل سيطرته على السفينة "مارينيت"، وهي آخر سفن "أسطول الصمود" الذي كان متجهًا نحو قطاع غزة محملاً بالمساعدات الإنسانية ومتضامنين دوليين.
وبذلك تكون إسرائيل قد أكملت السيطرة على كافة سفن الأسطول بعد سلسلة عمليات عسكرية وبحرية بدأت فجر الجمعة، وشملت اعتراض السفن الواحدة تلو الأخرى، ونقل مئات النشطاء إلى سجن كتسيعوت في صحراء النقب تمهيدًا لترحيلهم إلى بلدانهم.
ووفق مصادر إسرائيلية، تمت العملية دون تسجيل إصابات خطيرة بين الجنود أو ركاب السفينة، فيما تؤكد منظمات مشاركة أن عملية الاعتراض تمت بالقوة وتخللها استخدام زوارق سريعة ومروحيات عسكرية.
وكان الأسطول قد انطلق من موانئ أوروبية بمشاركة مئات النشطاء من أكثر من 40 دولة، بهدف كسر الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من 17 عامًا، وتسليط الضوء على الأزمة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع.
ويعيد الحدث إلى الأذهان سلسلة من المواجهات المماثلة بين إسرائيل وأساطيل التضامن الدولية، أبرزها حادثة سفينة "مافي مرمرة" التركية عام 2010، والتي أسفرت عن مقتل 10 نشطاء وأدت إلى أزمة دبلوماسية واسعة.
ذكرت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، اليوم الجمعة، أن السلطات الإسرائيلية نقلت 473 ناشطًا دوليًا من المشاركين في "أسطول الصمود" إلى سجن كتسيعوت في صحراء النقب، بعد اعتراض سفنهم في عرض البحر أثناء محاولتهم كسر الحصار المفروض على قطاع غزة.
وبحسب الصحيفة، من المتوقع أن يتم ترحيل النشطاء جوًا من إسرائيل مطلع الأسبوع المقبل إلى بلدانهم، في ظل تنسيق دبلوماسي مع سفارات الدول التي يتبع لها المحتجزون.
وكانت البحرية الإسرائيلية قد اعترضت في ساعات الفجر الأولى الأسطول، الذي انطلق من موانئ أوروبية، محملاً بمساعدات إنسانية ومستلزمات طبية، بهدف الوصول إلى ميناء غزة. وأفادت تقارير أن العملية تمت باستخدام زوارق حربية ومروحيات، وسط إجراءات أمنية مشددة.
ويعد سجن كتسيعوت من أكبر السجون الإسرائيلية وأكثرها تشديدًا، ويُستخدم عادة لاحتجاز الأسرى الفلسطينيين الإداريين والأمنيين، مما أثار انتقادات منظمات حقوقية بسبب ظروف الاحتجاز داخله.
من جانبها، أدانت الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة احتجاز النشطاء، مؤكدة أن مشاركتهم في الأسطول سلمية وتهدف لإيصال المساعدات الإنسانية، معتبرة أن "إسرائيل ترتكب انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وحق الشعوب في التضامن مع غزة".
يُشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تمنع فيها إسرائيل قوافل بحرية من الوصول إلى غزة، إذ سبق أن اعترضت عدة أساطيل مشابهة منذ عام 2010، أبرزها حادثة سفينة "مافي مرمرة" التركية التي أسفرت عن مقتل عشرة نشطاء أتراك، وما تزال تمثل نقطة توتر في العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة وتل أبيب.