وسط تصاعد التوترات العالمية وتهديدات مُتبادلة، خرج الرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين»، ليُطلق تحذيرًا صارخًا قد يُعيد العالم إلى دوامة «سباق نووي جديد». بوتين لا يكتفي بالكلام، بل يعد بردٍ حاسمٍ وصارمٍ على أي خطوة قد تُقدم عليها دول أخرى في هذا المسار الخطير.
وفي هذا الصدد، صرّح فلاديمير بوتين، بأن موسكو على علم باستعداد بعض الدول لإجراء «تجارب نووية»، مُؤكّدًا أنه إذا أجرتها، فإن روسيا ستفعل الشيء نفسه، حسبما أفادت وسائل إعلام روسية، اليوم الجمعة.
وقال «بوتين»، خلال جلسة منتدى «فالداي» الدولي: «هناك من يستعد لإجراء هذه التجارب (النووية)، ونحن نرى ذلك ونعرفه، وإذا حدث ذلك فسنفعل الشيء نفسه»، مُوضحًا أن «مستوى الحداثة في القوات الاستراتيجية الروسية أعلى من أي دولة نووية أخرى في العالم»، ومُشيرًا إلى أن «عدد الرؤوس النووية على الغواصات في روسيا والولايات المتحدة مُتقارب».
وأضاف الرئيس الروسي: أنه «لا يُمكن تجاهل الترسانات النووية لفرنسا وبريطانيا، لا سيما في ظل خطط باريس لتوفير مظلة نووية لأوروبا».
وألقى فلاديمير بوتين، يوم الخميس، كلمة في الجلسة العامة للاجتماع السنوي الثاني والعشرين لمنتدى فالداي الدولي، حيث استمرت كلمته قرابة (أربع ساعات)، تطرق فيها إلى العديد من القضايا من بينها الأزمة الأوكرانية والحرب على غزة.
ويعد منتدى «فالداي» من أبرز المنصات التي يستخدمها «الكرملين» لعرض رؤيته الجيوسياسية، وينظر إلى مشاركة «بوتين» فيه سنويًا فرصة للوقوف على معالم سياسة روسيا الخارجية وأولوياتها على الساحة الدولية.
في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية، أطلق الرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين»، تحذيرًا شديد اللهجة، مُشيرًا إلى أن ظهور صواريخ «توماهوك» الأمريكية في كييف سيُمثّل نقطة تحوّل خطيرة تُدخل العلاقات بين موسكو وواشنطن في «مرحلة جديدة من التصعيد» قد تُهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وفي هذا الصدد، أكد فلاديمير بوتين، أن احتمال ظهور صواريخ «توماهوك» في أوكرانيا سيُمثّل مرحلة جديدة نوعية من التصعيد تُلحق الضرر بالعلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، حسبما أفادت وسائل إعلام روسية، اليوم الجمعة.
وقال «بوتين»، خلال جلسة منتدى «فالداي» الدولي: «هل سيُلحق هذا الضرر بعلاقاتنا، التي رأت بصيص أمل؟ بالطبع، سيُلحق الضرر، كيف لا؟».
وأضاف: «إن استخدام صواريخ توماهوك دون مشاركة مباشرة من العسكريين الأمريكيين أمر مستحيل، وسيُمثّل هذا مرحلة جديدة كلية ونوعية من التصعيد، بما في ذلك في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة».
يُذكر أن المتحدث باسم الكرملين، «دميتري بيسكوف»، قد أكد أن رد روسيا على احتمال تسليم صواريخ «توماهوك» إلى كييف سيكون «مُناسبًا»، مُحذّرًا من أن قرار واشنطن المُحتمل «سيُشكّل جولة جديدة وخطيرة من التوتر».
في الوقت الذي ترسم فيه واشنطن ملامح «اليوم التالي» لغزة، تتقدّم «موسكو» بهدوء إلى المشهد، رافعةً يدها لتسأل: من يملك الحق في رسم مستقبل الفلسطينيين؟ بوتين، بخطابه المحسوب، يدخل على خط «الحل الأمريكي» بخطاب يحمل في طيّاته ما هو أبعد من مُجرد اعتراض سياسي.