بين الحسابات السياسية الدقيقة ومخاوف تأثير الصورة العامة على صناديق الاقتراع، اختار الرئيس الأرجنتيني، «خافيير ميلي»، أن يُغلق أبواب بلاده أمام زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، واضعًا «الانتخابات أولًا» في معادلة تتجاوز الدبلوماسية التقليدية وتغلب منطق البقاء السياسي.
وفي هذا الصدد، رفض الرئيس الأرجنتيني، خافيير ميلي، زيارة، «نتنياهو» إلى البلاد «خوفًا من خسارة الانتخابات».
وكتبت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية: «كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المتواجد حاليًا في الولايات المتحدة، يعتزم زيارة الأرجنتين لاحقًا، لكن الرئيس خافيير ميلي، المؤيد القوي لإسرائيل، طلب تأجيل الزيارة في الوقت الحالي، ويعود سبب التأجيل إلى أسباب سياسية».
وأضافت الصحيفة: «ستُجري الأرجنتين انتخابات برلمانية قريبًا، ويخشى ميلي أن تُلحق زيارة رئيس الوزراء الضرر به، بعد أن ضعفت شعبيته مُؤخرًا».
وذكرت مصادر أرجنتينية، أن التأجيل لا علاقة له بإسرائيل، بل هو قرار عام يتعلق بزيارات أي زعيم عالمي آخر. والأرجنتين من الدول القليلة التي وافقت على استقبال نتنياهو.
وقبل شهر تقريبًا، قدم محامو حقوق الإنسان في الأرجنتين شكوى جنائية أمام المحاكم الفيدرالية في البلاد، مُطالبين بإصدار أمر باعتقال «نتنياهو» في حال زيارته البلاد، وذلك في ضوء حادثة «مقتل المسعفين» في رفح في مارس. هذا بالإضافة إلى تقارير نشرتها وسائل الإعلام المحلية حول زيارة مُحتملة لنتنياهو إلى بوينس آيرس في سبتمبر.
وتزعم الشكوى، التي رفعها المحاميان «رودولفو يانزون وراجي صوراني»، مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أن نتنياهو مسؤول جنائيًا بصفته شريكًا في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وجاء في الوثيقة المُقدّمة إلى المحكمة، والتي نقلتها «رويترز»: «من المفهوم أن نتنياهو مسؤول جنائيًا بصفته شريكًا في ارتكاب جريمة الحرب المتمثلة في التسبب في الموت جوعًا، وفي جرائم ضد الإنسانية كالقتل والاضطهاد وغيرها من الأعمال اللاإنسانية».
وقد صدرت مذكرة توقيف بحق «نتنياهو» في محكمة اتحادية في الأرجنتين في أوائل أغسطس، بمبادرة من نقابة موظفي الخدمة المدنية (ATE) ومنظمة حقوق الإنسان HIJOS.
من ناحية أخرى، حين تصرخ أم مفجوعة في وجه أعلى سُلطة بالبلاد، فاعلم أن الصبر قد نفد، وأن الجرح بات أعمق من أن يُحتمل. بهذه الكلمات الغاضبة، «الجحيم ينتظرك»، فجّرت والدة أحد الأسرى الإسرائيليين موجة انتقادات حادّة ضد رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو»، في مشهد يعكس هشاشة الداخل الإسرائيلي وضغط العائلات على الحكومة.