«الجحيم ينتظرك».. والدة أسير إسرائيلي تُهدد «نتنياهو» علنًا

حين تصرخ أم مفجوعة في وجه أعلى سُلطة بالبلاد، فاعلم أن الصبر قد نفد، وأن الجرح بات أعمق من أن يُحتمل. بهذه الكلمات الغاضبة، «الجحيم ينتظرك»، فجّرت والدة أحد الأسرى الإسرائيليين موجة انتقادات حادّة ضد رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو»، في مشهد يعكس هشاشة الداخل الإسرائيلي وضغط العائلات على الحكومة.
وفي هذا الصدد، أصدرت «عائلات الأسرى الإسرائيليين»، بيانًا جددت فيه مطالبتها للحكومة بإبرام اتفاق لتبادل الأسرى مع حركة «حماس»، مُوجهين انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
نداء عاجل لإعادة الأسرى فورًا
وقالت إيناف تسينغاوكر، والدة الأسير ماتان، في بيان: «هذا هو اليوم الـ722 الذي يقضي فيه ماتان و(47) رهينة آخرون في أسر حماس. على عكس حملة أكاذيب ملاك الخراب نتنياهو، هناك (48) عائلة أحباؤهم في الأسر في غزة، وجميعهم يجب أن يعودوا. خطابه المروع حطّم قلوبنا، لكنه لم يحطم عزيمتنا وأملنا. أعيدوا أبناءنا الآن، ليس غدًا ولا عبر مفاوضات طويلة».
وتابعت: «شعب إسرائيل يعلم - ليس فقط أن هناك اتفاقا على الطاولة، بل حماس وافقت عليه، والعالم كله يضمنه، وهو اتفاق سيعيد الجميع، الأحياء لإعادة التأهيل والأموات للدفن في إسرائيل. لقد انتهى عصر التلاعب والتخريب. ليس من قبيل الصدفة أن يُطلق على نتنياهو لقب ملاك الخراب، ففي العامين الماضيين، قام بتخريب كل فرصة للتوصل إلى صفقة، ونسف الاتصالات، وقصف الوسطاء، وحرض ضد عائلات الرهائن. لقد انتهت اللعبة، بكل بساطة، العالم كله يرى من هو، والعالم كله - بما في ذلك الرئيس الأمريدي دونالد ترامب - مصمم على منعه من التخريب مرة أخرى». وشددت: «لن نقبل المزيد من الوعود الفارغة، نطالب بجدول زمني واضح وموقع».
وعد بملاحقةٍ لا تنتهي
وحذّرت تسينغاوكر: «أنا أنظر في عينيك يا نتنياهو، إذا عدت بدون اتفاق، فجحيم ينتظرك هنا لا يمكنك حتى أن تتخيله. المظاهرات والإضرابات في الأسابيع الأخيرة ستبدو لك كلعبة أطفال مقارنة بما أعدّه لك. إذا قمت بتخريب الاتفاق مرة أخرى، فسوف نلاحقك حتى نهاية الأجيال».
وأخيرًا، خاطبت ابنها: «أريد أن أخاطب ماتان، يا طفلي الجميل، العالم كله يعمل على إعادتك إلى المنزل. الأمر على وشك الانتهاء وفي لحظة ما ستحصل على عناق من أمك. أنا أحبك، سينتهي الأمر قريبًا وستكون في المنزل. أنا في انتظار العناق، وليس في انتظار رحلة من الوعود الإضافية».
ووجه إيتسيك هورن، والد الرهينة إيتان، حديثه إلى رئيس الوزراء وأعضاء مجلس الوزراء: «ماذا فعلتم هذا الأسبوع لإنقاذ حياة ابني إيتان؟ وحياة الرهائن الآخرين؟ ماذا فعلتم لإعادة الرهائن الذين قتلوا لدفنهم؟ ماذا فعلتم للحفاظ على حياة الجنود حتى لا يموتوا هباء؟ ماذا فعلتم للحفاظ على القيم الإسرائيلية وبلدنا؟ الإجابة هي لا شيء!»
درع بشرية أم ذريعة؟
وأكمل: «بينما تنامون على ملاءات من الكتان وتتناولون الطعام كقادة، ينام ابني إيتان مريضا ويموت جوعا على أرضية نفق في غزة، أو ما هو أسوأ، يُستخدم كدرع بشرية. بماذا ستنقذونه؟ بمكبرات الصوت؟»
ووصف هورن الاحتجاج المُستمر: «لمدة أسبوع كامل، جلست عائلات الرهائن ونامت على الطريق في خيمة تحت نافذتكم. لا شيء. لم تخرجوا لتعانقوا، أو حتى لتصافحوا. صفر قدرة. صفر إنسانية. صفر قيادة».
ودعا عمري ليبشيتس، نجل عوديد الذي اختُطف وقُتل في الأسر، الجمهور للانضمام إلى النضال، وفي رد فعل على التحركات العسكرية قال: «أصدر نتنياهو توجيهات لقصف الرهائن الأحياء حتى الموت وإخفاء الجثامين إلى الأبد».
نداء للنزول والمطالبة الفورية
وحذّر من أن «حياة الرهائن والجنود تعتمد على ذلك»، وذكر أن "إسرائيل في حرب منذ 722 يومًا دون حل أو نقطة نهاية"، واختتم بنداء: «يجب ألا نضيع هذه الفرصة، اخرجوا معنا إلى الشوارع للنضال!»
ودعا مقر العائلات بعد الظهر الإسرائيليين للمشاركة في التجمعات والمظاهرات في جميع أنحاء البلاد.
تصريحات والدة الأسير تعكس حجم التوتر داخل «إسرائيل»، وتفتح الباب أمام مزيد من الضغط الشعبي على الحكومة في قادم الأيام.
إسرائيليون ينتقدون نتنياهو: «مجلس وزاري مُختل وشخص مجنون»
تتصاعد الانتقادات داخل المجتمع الإسرائيلي تجاه رئيس وزراء الاحتلال، «بنيامين نتنياهو»، وسط اتهامات له بقيادة حكومة تُعاني من «انعدام التوازن»، حيث وصفه البعض بأنه «شخص مجنون» يُحيط به «مجلس وزاري مختل»، في إشارة إلى الفوضى والتشتت الذي يطبع أداء السُلطة التنفيذية.