في مشهد يُعبّر عن رفض شعب يُعاني من تداعيات الحصار والقهر، خرج عشرات المواطنين في مدينة «مصراتة» الليبية، ليرفعوا صوتهم مُتحدين الهجوم الظالم الذي استهدف «أسطول الصمود العالمي» المتجه نحو غزة، في رسالة إنسانية واضحة تدعو إلى كسر الحصار ورفع المُعاناة عن أهل القطاع.
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية والليبية، مُردّدين هتافات داعمة لمسيرة الأسطول ومُؤكّدين أنّ حمايته تمثل مسؤولية إنسانية وأخلاقية، وأن أي اعتداء عليه يُعد استهدافًا مباشرًا لحق الشعوب في الحرية والدعم الإنساني.
وحملت اللافتات شعارات تُؤكّد وقوف الشعب الليبي إلى جانب غزة، وتُشدد على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية مباشرة إلى سكان القطاع، في رسالة واضحة برفض أي محاولات لإفشال مسيرة الأسطول أو عرقلة مهمته الإنسانية.
في وقت تتفاقم فيه المُعاناة داخل «قطاع غزة»، وتشتد الحاجة إلى الإغاثة الطبية، أبحرت من «السواحل الليبية» بارقة أمل تحمل على متنها رسالة إنسانية سامية، ضمن «أسطول الصمود العالمي» الهادف إلى كسر الحصار وتقديم العون للمنكوبين.
وفي هذا الصدد، انطلقت، يوم الأحد، من العاصمة الليبية «طرابلس» عيادة طبية متكاملة على متن سفينة «عمر المختار» في مُهمة طبية إسعافية لدعم «أسطول الصمود العالمي» لكسر الحصار عن غزة.
وفي تصريحات صحفية، أكد الدكتور «محمد الأدغم» ممثل الجهاز الليبي للإسعاف الطائر، أن العيادة مُجهّزة لتقديم الرعاية الطبية اللازمة وأن الجهاز على أهبة الاستعداد لتقديم الخدمة والمعونة الطبية في أي وقت، سواء لطاقم السفينة أو لبقية السفن المشاركة في القافلة.
من جانبه، أوضح الدكتور «سفيان العاقل» المُكلف بمتابعة العيادة، أن الكشف الميداني على التجهيزات أظهر توافر كافة الأجهزة الحيوية بما في ذلك أجهزة إنعاش القلب وأجهزة التنفس الصناعي.
وأضاف «العاقل»، أن بعض النواقص تم توفيرها بدعم من جهاز إسعاف الطوارئ، من بينها نقالات وأدوية خاصة بالإنعاش القلبي، مُؤكّدًا أن العيادة باتت جاهزة تمامًا لتقديم الخدمة الطبية لطاقم السفينة وباقي السفن المشاركة في الأسطول.
وكان الدكتور «محمد الحداد» المنسق العام لسفينة «عمر المختار»، قد صرّح في وقت سابق، بأن السفينة تم تجهيزها بوحدة عناية فائقة تضم معدات طبية وأطباء متخصصين.
ونوه «الحداد» إلى أن «عمر المختار» تعد الأكبر حجمًا بين نحو (50) سفينة مشاركة في المُهمة، كما يُشارك في الرحلة (16) شخصًا من بينهم سياسيون ليبيون ونشطاء دوليون دعما للجهود الرامية إلى إنهاء الحصار على غزة وإيصال رسالة تضامن عالمية مع الشعب الفلسطيني.
على جانب آخر، في موقف شديد اللهجة يعكس الغيرة على الأرض والعقيدة، خرج مفتي عام ليبيا، «الشيخ الصادق الغرياني»، مُحذرًا من مخطط وصفه بـ«العار»، يقضي بنقل المهجّرين من غزة إلى الأراضي الليبية، مُؤكّدًا أن ذلك يُمثّل اعتداءً على السيادة ومشاركة في تهجير الفلسطينيين من أرضهم المباركة.