من ليبيا إلى غزة.. مُهمة أسطول الصمود الطبية

في وقت تتفاقم فيه المُعاناة داخل «قطاع غزة»، وتشتد الحاجة إلى الإغاثة الطبية، أبحرت من «السواحل الليبية» بارقة أمل تحمل على متنها رسالة إنسانية سامية، ضمن «أسطول الصمود العالمي» الهادف إلى كسر الحصار وتقديم العون للمنكوبين.
وفي هذا الصدد، انطلقت، يوم الأحد، من العاصمة الليبية «طرابلس» عيادة طبية متكاملة على متن سفينة «عمر المختار» في مُهمة طبية إسعافية لدعم «أسطول الصمود العالمي» لكسر الحصار عن غزة.
استعداد طبي كامل من ليبيا
وفي تصريحات صحفية، أكد الدكتور «محمد الأدغم» ممثل الجهاز الليبي للإسعاف الطائر، أن العيادة مُجهّزة لتقديم الرعاية الطبية اللازمة وأن الجهاز على أهبة الاستعداد لتقديم الخدمة والمعونة الطبية في أي وقت، سواء لطاقم السفينة أو لبقية السفن المشاركة في القافلة.
من جانبه، أوضح الدكتور «سفيان العاقل» المُكلف بمتابعة العيادة، أن الكشف الميداني على التجهيزات أظهر توافر كافة الأجهزة الحيوية بما في ذلك أجهزة إنعاش القلب وأجهزة التنفس الصناعي.
وأضاف «العاقل»، أن بعض النواقص تم توفيرها بدعم من جهاز إسعاف الطوارئ، من بينها نقالات وأدوية خاصة بالإنعاش القلبي، مُؤكّدًا أن العيادة باتت جاهزة تمامًا لتقديم الخدمة الطبية لطاقم السفينة وباقي السفن المشاركة في الأسطول.
سفينة عمر المختار مُجهّزة طبيًا
وكان الدكتور «محمد الحداد» المنسق العام لسفينة «عمر المختار»، قد صرّح في وقت سابق، بأن السفينة تم تجهيزها بوحدة عناية فائقة تضم معدات طبية وأطباء متخصصين.
ونوه «الحداد» إلى أن «عمر المختار» تعد الأكبر حجمًا بين نحو (50) سفينة مشاركة في المُهمة، كما يُشارك في الرحلة (16) شخصًا من بينهم سياسيون ليبيون ونشطاء دوليون دعما للجهود الرامية إلى إنهاء الحصار على غزة وإيصال رسالة تضامن عالمية مع الشعب الفلسطيني.
مفتي ليبيا يُحذّر: «نقل مهجري غزة إلى بلادنا مخطط عار يجب التصدي له»
على جانب آخر، في موقف شديد اللهجة يعكس الغيرة على الأرض والعقيدة، خرج مفتي عام ليبيا، «الشيخ الصادق الغرياني»، مُحذرًا من مخطط وصفه بـ«العار»، يقضي بنقل المهجّرين من غزة إلى الأراضي الليبية، مُؤكّدًا أن ذلك يُمثّل اعتداءً على السيادة ومشاركة في تهجير الفلسطينيين من أرضهم المباركة.
لقاء مستشار ترامب يُثير التحذير
وفي هذا الصدد، وجّه الشيخ الصادق الغرياني، تحذيرًا بشأن ما تردد عن اجتماع جمع مستشار الأمن القومي لرئيس حكومة الوحدة «إبراهيم الدبيبة»، و«صدام حفتر»، نجل المشير خليفة حفتر، مع مستشار ترامب.
وقال «الغرياني» في تصريحاته على قناة «التناصح» التابعة لدار الإفتاء الليبية، إن التقارير الصحافية تحدثت عن أن لقاء في روما تمحور علنا حول «استقرار ليبيا»، غير أن ما تم إخفاؤه بحسب ما وصله، هو أن الولايات المتحدة طلبت من المجتمعين استقبال من سيتم تهجيرهم من قطاع غزة إلى ليبيا.
تحذير من قبول أمر مُشين
واعتبر المفتي أنه إن صحت هذه الأنباء فهي «أمر مُشين وعار على أهل ليبيا أن يقبلوا به».
ودعا الشيخ الصادق الغرياني حكومة الوحدة الوطنية إلى التبرؤ بشكل واضح وصريح من هذا التوجه.
وأضاف الغرياني، أن ليبيا التي تُعاني من أزمات داخلية مُعقّدة، لا يُمكن أن تكون ساحة لتصفية حسابات أو إعادة توطين قسري للفلسطينيين، مُشددًا على أن الموقف الوطني والديني يفرض دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه لا تهجيره.
ليبيا.. «الجامعة الأسمرية» تُقدّم دعمًا ماليًا لغزة عبر ضريبة الجهاد
من ناحية أخرى، في موقف إنساني يعكس التضامن الشعبي والمؤسساتي، تبرّعت «الجامعة الأسمرية» في ليبيا، بجزء من إيراداتها، عبر «ضريبة الجهاد»، لصالح دعم أهالي غزة المُحاصرين.