كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي أن قطر علقت جهودها في الوساطة بين إسرائيل وحركة "حماس"، عقب الضربة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت الدوحة وأسفرت عن مقتل خمسة من عناصر الحركة وضابط أمني قطري.
وأوضح الموقع أن استئناف الدور القطري مرهون بتقديم إسرائيل اعتذاراً رسمياً عن الهجوم، وهو ما اعتبر تطوراً بالغ الحساسية على صعيد العلاقات الإقليمية ومسار المفاوضات.
الضربة، التي وصفتها مصادر مطلعة بأنها "غير محسوبة"، تسببت في أزمة دبلوماسية مفاجئة أدت إلى وقف الجهود القطرية الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في غزة وضمان إطلاق سراح الرهائن.
وأثار القرار القطري قلق إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي ترى أن غياب الدوحة عن المشهد يعقّد أي محاولة لإنهاء القتال أو ترتيب صفقة تبادل الأسرى.
ووفق ما نقل "أكسيوس"، طرح أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال لقائه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في الدوحة مطلب الاعتذار بشكل مباشر، مؤكداً أن بلاده لا يمكن أن تواصل دورها كوسيط في ظل "انتهاك صارخ لسيادتها".
وناقش روبيو القضية في اجتماعات لاحقة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، ومسؤولين إسرائيليين آخرين.
المصادر أشارت إلى أن الدوحة قد تقبل بصياغة اعتذار محدودة تركز على مقتل الضابط القطري، مع وعد بتعويض أسرته والتعهد بعدم تكرار انتهاكات مشابهة مستقبلاً.
إلا أن المسألة السياسية المرتبطة بالاعتذار تبقى شديدة التعقيد بالنسبة لنتنياهو وحكومته اليمينية، التي تنظر بحذر إلى أي خطوة قد تُفسَّر داخلياً على أنها "تنازل" أمام قطر أو حماس.
أقر مسؤول إسرائيلي رفيع، وفق الموقع بأن الحكومة الإسرائيلية قللت من حجم الأزمة الدبلوماسية التي قد يثيرها الهجوم، لافتاً إلى أن نتنياهو "أخطأ في التقدير".
وبينما تسعى واشنطن جاهدة لإعادة قطر إلى طاولة الوساطة باعتبارها لاعباً أساسياً في ملف غزة، يظل موقف إسرائيل غير محسوم بين ضغوط خارجية تدفعها للاعتذار، وحسابات سياسية داخلية تجعل أي تراجع خطوة مكلفة لرئيس وزرائها.