الشام الجديد

إسرائيل توقف هجمات الأنفاق في غزة خشية وجود رهائن

السبت 20 سبتمبر 2025 - 10:57 ص
خلود مجدي
الأمصار

أفادت القناة 12 الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي أوقف في الأيام الأخيرة هجماته على الأنفاق في مدينة غزة، بعد تزايد الشكوك حول احتمال وجود رهائن داخلها. 

ويأتي هذا التطور بعد أن تمكنت حركة حماس، وفق التقديرات الإسرائيلية، من إصلاح وتأهيل بعض الأنفاق التي تعرضت للتدمير في غارات سابقة، في الوقت الذي تسارع فيه الحركة إلى تفخيخ المباني السكنية وتحويلها إلى مواقع قتالية.

حصيلة العمليات الأخيرة

وبحسب القناة العبرية، فقد شهدت مدينة غزة خلال الأيام العشرة الماضية حملة عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق، شملت:

تدمير أكثر من ألف هدف في أحياء متفرقة من المدينة.

تنفيذ 150 عملية اغتيال استهدفت قيادات بارزة من لواء مدينة غزة، بينهم قادة سرايا، نواب قادة سرايا، وقادة فرق ميدانية.

تدمير نحو 100 مبنى من أصل 3500 مبنى مكوَّن من خمسة طوابق. 

كما تضم المدينة أكثر من 100 مبنى شاهق يتجاوز ارتفاعه تسعة طوابق، بات بعضها في دائرة الاستهداف.

استراتيجية جديدة لحماس

تشير التقديرات الأمنية الإسرائيلية إلى أن حماس باتت تعتمد أسلوباً متغيراً في مواجهة القصف المكثف، حيث تقوم بإخلاء شقق في طوابق محددة ضمن المباني الاستراتيجية لتتخذها مقرات عملياتية بديلة. 

وتعتبر المؤسسة الأمنية أن هذه الطريقة تمنح الحركة هامشاً للتحرك بعد كل ضربة إسرائيلية، مما يزيد من تعقيد مهمة رصد مواقع القيادة والسيطرة.

إلى جانب ذلك، تؤكد المصادر أن الحركة تُسرع من عملية تفخيخ المباني السكنية، ما يضاعف الأخطار على القوات الإسرائيلية عند أي محاولة للاقتحام أو التمشيط البري.

مخاوف متزايدة بشأن الرهائن

توقف الهجمات على الأنفاق جاء نتيجة مخاوف متزايدة بشأن الرهائن الذين يعتقد أنهم محتجزون في بعض المواقع تحت الأرض. 

هذا العامل دفع الجيش الإسرائيلي إلى إعادة النظر في تكتيكاته، بحيث يوازن بين مواصلة استهداف البنية التحتية لحماس وبين تقليل المخاطر على حياة المحتجزين.

تنسيق وثيق بين الجو والبر

أحد أبرز التطورات في سير العمليات هو تعزيز مستوى التنسيق بين سلاح الجو والقوات البرية، إذ باتت بعض الهجمات تُنفذ على بُعد لا يتجاوز مئة متر من مواقع تمركز الجنود الإسرائيليين. 

وتصف القناة 12 هذا المستوى من التعاون بأنه "الأوثق منذ بداية العمليات"، ما يتيح مرونة أكبر في ضرب أهداف محددة مع تقليل فرص وقوع إصابات بين القوات الصديقة.

معارك ميدانية 

وفي موازاة القصف الجوي والمدفعي، كثفت الفرقة 162 مناوراتها البرية داخل مدينة غزة، حيث تمكنت في إحدى العمليات من القضاء على مجموعة من مسلحي حماس عبر حصار قصير تخللته نيران دبابات، وهجمات بطائرات مسيرة، وغارات جوية مركزة.

هدف الحملة: تفكيك البنية التحتية

تؤكد القيادة العسكرية الإسرائيلية أن الهدف المركزي للحملة الراهنة هو تفكيك البنية التحتية لحماس داخل مدينة غزة، بما في ذلك مواقع القيادة، مخازن الأسلحة، ومراكز الاتصالات. 

وتعتبر هذه البنية التحتية "العمود الفقري" الذي يسمح للحركة بالاستمرار في القتال رغم الضربات المتكررة.

أكثر الملفات حساسية

بينما تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية المكثفة في غزة، يبقى ملف الأنفاق والرهائن واحداً من أكثر الملفات حساسية، إذ يضع المؤسسة الأمنية أمام معادلة صعبة: كيف تضرب بعمق لتفكيك قدرات حماس، دون أن تعرض حياة الرهائن للخطر أو تمنح الحركة أوراق ضغط إضافية. 

وفي الوقت نفسه، تستفيد حماس من معرفتها بتعقيدات الميدان لتطيل أمد المواجهة وتبقي المدينة في قلب دائرة الصراع.