تراجعت أسعار النفط اليوم بعد أن خفض الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة كما كان متوقعا، وتحول تركيز المتعاملين إلى المخاوف بشأن الاقتصاد الأمريكي وفائض الإمدادات.
وبحلول الساعة 09:50 بتوقيت موسكو، انخفضت العقود الآجلة للخام الأمريكي "غرب تكساس الوسيط" لشهر أكتوبر المقبل بنسبة 0.44% إلى 63.77 دولار للبرميل.
في حين تراجعت العقود الآجلة للخام العالمي مزيج "برنت" لشهر نوفمبر المقبل بنسبة 0.37% إلى 67.70 دولار للبرميل.
وخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة بربع نقطة مئوية أمس الأربعاء وأشار إلى أنه سيخفض تكاليف الاقتراض بشكل مطرد خلال الفترة المتبقية من العام، مع استجابة صناع السياسات لمؤشرات الضعف في سوق العمل.
وعادة ما يحفز انخفاض تكاليف الاقتراض زيادة الطلب على النفط، لكن المخاوف بشأن الاقتصاد الأمريكي وفائض المعروض في السوق طغت.
يبدو أن المستثمرين مقبلون على فترة من التقلب وعدم اليقين، بعد أن قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، ليصل النطاق الجديد إلى 4.00 – 4.25%، في أول خفض منذ ديسمبر الماضي، ضمن توجه حذر نحو سياسة نقدية أكثر تيسيراً.
ورغم ما بدا أنه تحول "حمائمي"، إلا أن الرسائل المرافقة للقرار حملت إشارات تحذيرية بشأن استمرار ضغوط التضخم، مما زاد من حالة الغموض بشأن وتيرة التخفيضات المستقبلية.
فقد أشار رئيس الفيدرالي جيروم باول إلى أن صانعي السياسات يواجهون "وضعاً معقداً"، حيث تميل مخاطر التضخم إلى الصعود، بينما تتراجع مخاطر سوق العمل، في وقت أظهرت فيه البيانات الأخيرة ارتفاع معدل البطالة إلى 4.3%، وتباطؤ نمو الوظائف بشكل ملحوظ.
هذا المزيج من التيسير المشروط والتحذيرات أثار قلق المستثمرين، حيث بدأ بعضهم يتراجع عن رهاناته على سلسلة سريعة من التخفيضات، ما انعكس سلباً على الأسواق. فقد تراجعت مؤشرات "ناسداك" و"إس آند بي 500" بعد أن كانت قرب مستويات قياسية، وسط تعاملات اتسمت بالتذبذب، بينما ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية، حيث صعد عائد السنتين إلى 3.55%، وعائد العشر سنوات إلى 4.09%.
وقال لاري هاثواي، كبير استراتيجيي الاستثمار في "فرانكلين تمبلتون"، إن رسالة الفيدرالي "عززت موقفنا الحذر"، مشيراً إلى أن الأسواق كانت تأمل في خارطة طريق أوضح، لا سيما بعد سلسلة بيانات سلبية من سوق العمل، لكن الفيدرالي اختار التريث والاعتماد على البيانات المستجدة في كل اجتماع.
من جانبه، علّق دان سيلوك، مدير في "جانوس هندرسون إنفستورز"، قائلاً: "رغم التوجه نحو التيسير، إلا أن الرسالة لا تزال دقيقة وغير حاسمة، وتبتعد عن التحول الكامل الذي كانت تنتظره الأسواق".