كنت القوات المسلحة السودانية، من فرض سيطرتها الكاملة على منطقة أم دم حاج أحمد الواقعة في ولاية شمال كردفان، والتي تبعد نحو سبعين كيلومتراً عن مدينة الأبيض، وذلك عقب مواجهات عسكرية عنيفة خاضتها ضد قوات الدعم السريع.
هذا التقدم الميداني جاء في إطار عمليات عسكرية موسعة نفذها الجيش السوداني بالتنسيق مع القوات الحليفة، وشملت عدة محاور قتالية داخل الولاية، وأسفرت عن استعادة السيطرة على عدد من المناطق التي كانت تخضع لنفوذ قوات الدعم السريع.
وبحسب مصادر عسكرية مطلعة، فإن السيطرة على منطقة أم دم حاج أحمد جاءت بعد معارك ضارية استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وشهدت مقاومة عنيفة من قبل قوات الدعم السريع، قبل أن تنجح القوات المسلحة في حسم المواجهة وتثبيت وجودها في المنطقة. ويُعد هذا التقدم خطوة استراتيجية ضمن جهود الجيش السوداني لاستعادة السيطرة على المناطق الحيوية في ولاية شمال كردفان، التي شهدت تصعيداً ميدانياً خلال الأسابيع الماضية.
وتجدر الإشارة إلى أن منطقة أم دم حاج أحمد كانت قد تعرضت في شهر تموز/يوليو الماضي لهجوم جوي نفذته طائرة مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع، استهدفت قسم الشرطة المحلي، ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا المدنيين بين قتيل وجريح، إضافة إلى تدمير المبنى بالكامل واحتراق عدد من الشاحنات التي كانت متوقفة بجواره. هذا الهجوم شكل حينها تصعيداً لافتاً في العمليات العسكرية داخل المنطقة، وأسهم في تعميق التوتر الأمني في محيط الأبيض والمناطق المجاورة.
شهدت مدينة أم درمان صباح اليوم الثلاثاء، هجومًا جويًا بطائرات مسيّرة نفذته قوات الدعم السريع، استهدف كلًا من قاعدة وادي سيدنا الجوية ومحطة كهرباء المرخيات شمال المدينة، بحسب ما أكده مصدر عسكري سوداني لقناة الجزيرة.
وأفاد مراسل القناة بوقوع انفجارات عنيفة تزامنت مع انقطاع شامل للتيار الكهربائي في أجزاء واسعة من أم درمان، وسط حالة من الترقب الشعبي وعدم صدور أي بيان رسمي بشأن حجم الأضرار حتى الآن.
يُذكر أن محطة كهرباء المرخيات كانت قد تعرضت لهجوم مماثل في مايو/أيار الماضي، أدى إلى انقطاع الكهرباء لمدة شهر كامل عن المدينة، ما فاقم الأزمة الإنسانية للسكان.
وبحسب تقارير أمنية، فإن الهجمات الأخيرة تأتي في سياق تصعيد ميداني متزامن مع اشتداد المعارك غرب كردفان، حيث يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مواجهات عنيفة في محاور كازقيل والنهود
شهدت منطقة المرخيات شمال مدينة أم درمان هجوماً جوياً بطائرات مسيرة استراتيجية، أسفر عن تدمير عدد من المحولات الكهربائية داخل محطة الطاقة الرئيسية، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء واسعة من أم درمان، إضافة إلى مناطق متفرقة في مدن نهر النيل شمال السودان.
