وسط موجة من الخلافات الاقتصادية، تُواجه «العلاقات الهندية الأمريكية» اختبارًا صعبًا، مع تصاعد التوترات حول «الرسوم والنفط» التي تُهدد بتقويض الثقة بين الطرفين.
وفي هذا الصدد، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية نقلًا عن مصدر، بأن مسؤولين هنود يعتبرون أن الخلافات مع الولايات المتحدة حول الرسوم الجمركية وشراء النفط الروسي «قد تضر بالعلاقات بين نيودلهي وواشنطن».
وأكد مسؤول هندي كبير لم يُكشف عن هويته للصحيفة أنه حتى لو وجد الجانبان مخرجًا من الأزمة الحالية في علاقاتهما الثنائية، فإن خطاب الإدارة الأمريكية وأفعالها في الأشهر الأخيرة ستُذكر السُلطات الهندية بعدم موثوقية الولايات المتحدة لسنوات قادمة.
ووصف المسؤول الوضع بسؤال بلاغي: «إذا ضربتني أربع مرات ثم قدمت لي الآيس كريم، فهل يعني ذلك أن كل شيء على ما يرام الآن؟».
وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أنه لن يكون من السهل على نيودلهي استبدال السوق الأمريكية، إذ تُمثل حوالي (20%) من إجمالي الصادرات الهندية.
في الوقت نفسه، أضافت الصحيفة، أن السوق المحلية الكبيرة، بالإضافة إلى تنوع وتوسع العلاقات التجارية والاقتصادية مع دول جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وأوروبا، تُعزز ثقة رئيس الوزراء الهندي، «ناريندرا مودي» في المواجهة مع الولايات المتحدة.
وفرضت الولايات المتحدة في (6) أغسطس رسومًا جمركية إضافية بنسبة (25%) على الهند بسبب مشترياتها من النفط والمنتجات النفطية الروسية. وبالتالي، رُفعت الرسوم الجمركية على واردات السلع والخدمات الهندية إلى (50%).
وانتقد الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، الهند لأنها «دأبت على شراء معظم معداتها العسكرية من روسيا»، وأنها «إلى جانب الصين أكبر مُشترٍ» لموارد الطاقة الروسية.
من جهة أخرى، أشاد وزير الخارجية الروسي، «سيرغي لافروف»، بموقف الهند المُستقل، مُؤكّدًا أن موسكو تُقدّر دعم نيودلهي المُستمر في شراء «النفط الروسي»، رغم الضغوط الأمريكية المُتزايدة التي تهدف إلى عزل روسيا اقتصاديًا.
وصرّح «لافروف»، بأن موسكو تُثمّن موقف الهند التي لم ترضخ للضغط من قِبل الولايات المتحدة ولم تتخل عن شراء النفط من روسيا.
وقال لافروف في تصريح لصحيفة "كومباس" الإندونيسية، إن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما يعرف الجميع، لم يهدد بفرض رسوم مرتفعة على منتجات عدد من شركاء روسيا التجاريين فحسب".
وأضاف: "مثل هذه الرسوم قد فرضها، على سبيل المثال على الهند التي تعتبر شريكا استراتيجيا مميزا لنا، ومستهلكا كبيرا للسلع الروسية، وخصوصا المواد الهيدروكربونية".
وتابع وزير الخارجية الروسي: "ونحن نثمن عدم رضوخ نيودلهي للضغط ومواصلتها الالتزام بمبادئ التجارة الحرة".
يُذكر أن الولايات المتحدة فرضت في أغسطس الماضي رسوما إضافية على الصادرات الهندية بنسبة 25%، لتصل إلى 50% بسبب شراء الهند النفط والمشتقات النفطية الروسية، وذلك لغرض تقليص العائدات النفطية الروسية من أجل التأثير على موقف موسكو تجاه تسوية النزاع في أوكرانيا.
من ناحية أخرى، أثارت الخطوة الهندية المُستمرة في شراء «النفط الروسي» ردود فعل قوية في أوساط إدارة الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، حيث عبّرت عن «دهشتها واستغرابها» من هذا الإصرار في ظل الضغوط الدولية.