مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

«لافروف» يُثمّن دعم الهند المُستمر في شراء النفط الروسي رغم ضغوط واشنطن

نشر
وزير الخارجية الروسي
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف

أشاد وزير الخارجية الروسي، «سيرغي لافروف»، بموقف الهند المُستقل، مُؤكّدًا أن موسكو تُقدّر دعم نيودلهي المُستمر في شراء «النفط الروسي»، رغم الضغوط الأمريكية المُتزايدة التي تهدف إلى عزل روسيا اقتصاديًا.

وصرّح «لافروف»، بأن موسكو تُثمّن موقف الهند التي لم ترضخ للضغط من قِبل الولايات المتحدة ولم تتخل عن شراء النفط من روسيا.

وقال لافروف في تصريح لصحيفة "كومباس" الإندونيسية، إن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما يعرف الجميع، لم يهدد بفرض رسوم مرتفعة على منتجات عدد من شركاء روسيا التجاريين فحسب".

شراكة روسية هندية متينة

وأضاف: "مثل هذه الرسوم قد فرضها، على سبيل المثال على الهند التي تعتبر شريكا استراتيجيا مميزا لنا، ومستهلكا كبيرا للسلع الروسية، وخصوصا المواد الهيدروكربونية".

وتابع وزير الخارجية الروسي: "ونحن نثمن عدم رضوخ نيودلهي للضغط ومواصلتها الالتزام بمبادئ التجارة الحرة".

يُذكر أن الولايات المتحدة فرضت في أغسطس الماضي رسوما إضافية على الصادرات الهندية بنسبة 25%، لتصل إلى 50% بسبب شراء الهند النفط والمشتقات النفطية الروسية، وذلك لغرض تقليص العائدات النفطية الروسية من أجل التأثير على موقف موسكو تجاه تسوية النزاع في أوكرانيا.

وزير الخارجية الروسي: «مفاوضات موسكو وكييف مُستمرة»

من ناحية أخرى، رغم الصعوبات والتصعيد العسكري، ما زالت المفاوضات بين الجانبين الروسي والأوكراني «قائمة»، مع سعي كل طرف لتحقيق بعض التقدم في الحوار.

اتصال مباشر بين الوفود

وفي هذا الصدد، صرّح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في مقابلة صحفية، بأن روسيا تأمل في استمرار المفاوضات مع أوكرانيا، ورؤساء الوفود على اتصال مباشر.

وردًا على سؤال خلال لقاء مع الصحيفة الإندونيسية "كومباس" حول الخطوات التي اتخذتها موسكو لحل الصراع حول أوكرانيا، ذكر لافروف أنه في الربيع، بمبادرة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، استؤنفت المفاوضات المباشرة بين الجانبين الروسي والأوكراني.

وقال لافروف: "عُقدت ثلاث جولات في إسطنبول، وتم تحقيق تقدم معين في إطارها بشأن القضايا الإنسانية: تبادل الأسرى والمحتجزين، وإعادة جثث القتلى، وما إلى ذلك. بالإضافة إلى ذلك، قدم كل جانب رؤيته لشروط إنهاء الصراع. رؤساء الوفود على اتصال مباشر. نتوقع استمرار المفاوضات".

نظام كييف يختار الحرب

وشدد أيضًا على أن تسوية الأزمة في أوكرانيا بالوسائل السلمية تظل أولوية لروسيا. وأضاف الوزير: "أذكر أنه بعد بدء العملية العسكرية الخاصة لإنقاذ الناس في دونباس، طلبت كييف مفاوضات، ووافقنا على الفور. جرت في فبراير - أبريل 2022 أولا في بيلاروس، ثم في تركيا. حتى تم التوقيع الأولي على اتفاقات لإنهاء النزاع سلميا، لكن نظام كييف، بناء على نصيحة رعاته الغربيين، رفض توقيع معاهدة السلام، مختارا استمرار الحرب".

وسبق أن اتفقت روسيا وأوكرانيا عقب الجولتين الأوليين من المفاوضات، التي عقدت في إسطنبول في 16 مايو و2 يونيو، على تبادل الأسرى وفقا لصيغة "ألف مقابل ألف"، وكذلك إعادة الأسرى المرضى والصغار حتى 25 عاما وفقا لصيغة "الكل مقابل الكل" - من كل جانب لا يقل عن 1000 شخص.

واستمرارًا لاتفاقات إسطنبول، نقلت موسكو أيضا إلى كييف في يونيو أولا 6060 جثة للعسكريين الأوكرانيين القتلى، مع إعادة 78 جثة لمقاتلي القوات المسلحة الروسية القتلى، وفي 17 يوليو - 1000 جثة أخرى لجنود القوات المسلحة الأوكرانية، مع استلام 19 جثة للمقاتلين الروس القتلى.

تسهيلات روسية في المفاوضات

عقب الجولة الثالثة، التي عقدت في 23 يوليو في إسطنبول، اتفق الجانبان على تبادل ليس فقط العسكريين بل أيضا المدنيين. واقترحت روسيا على أوكرانيا إنشاء ثلاث مجموعات عمل عبر الإنترنت لحل القضايا السياسية والعسكرية والإنسانية. بالإضافة إلى ذلك، عرضت موسكو على كييف نقل 3000 جثة أخرى للعسكريين في القوات المسلحة الأوكرانية، وكذلك العودة إلى وقفات إنسانية قصيرة على خط الجبهة لجمع الجرحى وجثث القتلى.

وتمت آخر عملية نقل لـ 1000 جثة للعسكريين في القوات المسلحة الأوكرانية في 19 أغسطس. في المقابل، نقلت أوكرانيا إلى الجانب الروسي 19 جثة.

دهشة واستغراب في إدارة ترامب تجاه إصرار الهند على النفط الروسي

على جانب آخر، أثارت الخطوة الهندية المُستمرة في شراء «النفط الروسي» ردود فعل قوية في أوساط إدارة الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، حيث عبّرت عن «دهشتها واستغرابها» من هذا الإصرار في ظل الضغوط الدولية.