أعلنت وزارة الثقافة العراقية، اليوم الخميس، عن التوجه لرفع مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 10 بالمئة، فيما اشارت الى وضع خطة من 6 محاور.
وقال المتحدث باسم قسم السياحة في الوزارة علي ياسين، إن "الوزارة أعدّت استراتيجية وطنية شاملة لتنمية القطاع السياحي تمتد حتى عام 2035، وتهدف إلى رفع مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي من 3% حالياً إلى 10% خلال السنوات المقبلة"، مبينا ان "ذلك يجعل العراق وجهة سياحية مزدهرة ومنافسة على الصعيدين الإقليمي والدولي".
وأضاف ان "الاستراتيجية الجديدة تنطلق من اعتبار السياحة صناعة اقتصادية واجتماعية وثقافية متكاملة، وبالأخص السياحة الدينية والأثرية والتراثية"، مشيرا الى ان "هذه الاستراتيجية ستُسهم في تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ التماسك الاجتماعي، فضلاً عن كونها أداة حقيقية للتنويع الاقتصادي بعيداً عن الاعتماد على النفط".
وأضاف أن "الخطة ركّزت على عدة محاور أساسية، أبرزها التحول الرقمي في قطاع السياحة بما يضمن الأمن والسلامة ويوفر خدمات إلكترونية متكاملة مع تحسين جودة الخدمات في المرافق والفنادق والمطاعم وتطوير عمل شركات السفر والسياحة وإدخال مبدأ الاستدامة في تأهيل المواقع الأثرية والتراثية مع الحفاظ على أصالتها وبناء القدرات البشرية وإدخال مفهوم إدارة الوجهة السياحية وفق المعايير الدولية والإصلاح المؤسسي والتشريعي وتحديث القوانين بما يواكب التطورات العالمية، فضلا عن إقامة شراكات محلية ودولية مع القطاع الخاص والمؤسسات العالمية المتخصصة".
وتابع ان "العراق يمتلك مقومات استثنائية تؤهله للمنافسة في السوق السياحية، سواء من خلال السياحة الدينية التي تُعد ركيزة أساسية للإيرادات، أو عبر تنشيط السياحة الأثرية والتراثية والبيئية"، لافتاً إلى أن "الهيئة العامة للسياحة مؤسسة رابحة وتموّل نفسها ذاتياً، حيث بلغت موازنتها في عام 2023 نحو 8 مليارات دينار، وخضعت لتدقيق ديوان الرقابة المالية".
وحول تأثير شح المياه وجفاف الأهوار على السياحة، بيّن ياسين أن "التحديات البيئية والمناخية أثرت بالفعل على هذا القطاع، إلا أن الاستراتيجية الجديدة أولت اهتماماً واسعاً بتنمية السياحة البيئية، خصوصاً في الأهوار، مع إشراك المجتمع المحلي وتمكين المرأة والشباب"، مؤكداً أن "السياحة مشروع دولة متكامل وليست مسؤولية هيئة السياحة وحدها".
وذكر ان "الوزارة تعمل على تعزيز الوعي البيئي وتبني مفهوم الاستدامة كخيار وطني لمواجهة آثار التغير المناخي، وجعل العراق وجهة سياحية عالمية تعكس إرثه الحضاري والإنساني الفريد".