في تصريح جديد، كشف الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، أن إيران كانت على وشك تطوير سلاح نووي خلال أسابيع، لكن الضربات الأمريكية التي نفذتها إدارته حالت دون ذلك. تأتي هذه التصريحات في ظل توتر مُتصاعد بين الولايات المتحدة وطهران، وسط محاولات دبلوماسية دولية للحد من التصعيد، مما يعكس تعقيد المشهد الأمني والسياسي في المنطقة.
وزعم دونالد ترامب، أن إيران كانت ستتمكن من تطوير سلاح نووي خلال أربعة أسابيع فقط، لولا الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على منشآتها النووية في يونيو الماضي.
وقال ترامب، في مقابلة مع الصحفي الأمريكي مارك ليفين: "أعتقد أنهم كانوا سيحصلون على السلاح النووي خلال أربعة أسابيع، وكانوا سيستخدمونه"، في إشارة إلى ما اعتبره "تهديدا خطيرا من جانب طهران".
كما وصف ترامب نفسه ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنهما "بطلا حرب"، قائلا: "هو بطل حرب لأننا نعمل معا. أعتقد أنني أيضا كذلك. فأنا من أرسل تلك الطائرات لقصف المنشآت النووية الإيرانية، لكن لا أحد يعترف بذلك".
يُذكر أن ما يعرف بنزاع "الـ 12 يوما" بين إسرائيل وإيران، كان قد اندلع فجر يوم الجمعة 13 يونيو 2025، وتمثّل في أكبر مواجهة عسكرية مباشرة بين الطرفين، حيث بدأت إسرائيل بضربات جوية على مواقع إيرانية واغتيال قياديين عسكرين وعلماء نوويين، فردت طهران بهجمات صاروخية ومسيّرة واسعة النطاق على الأراضي الإسرائيلية.
وفي 22 يونيو 2025، شنت القوات الجوية والبحرية الأمريكية هجمات على ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية هي فوردو، ونطنز، وأصفهان، إذ أكد الرئيس الأمريكي أن هذه الضربات عطلت برنامج إيران النووي وألحقت أضرارا بالغة بالمواقع. في حين ردت إيران بشن هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية أمريكية في قاعدة "العديد" الجوية في قطر، وأفادت التقارير أنه لم تقع إصابات بين القوات الأمريكية في هذا الهجوم.
وانتهى التصعيد بإعلان ترامب عن اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 24 يونيو 2025.
في إشارة تعكس تصلّب الموقف الأمريكي تجاه طهران، اشترط الرئيس «دونالد ترامب»، تغيير إيران لنبرة تصريحاتها قبل الدخول في أي مفاوضات مُحتملة، ما يُعيد التوترات السياسية إلى الواجهة.
وفي هذا الصدد، صرّح «ترامب»، بأنه يتوجب على «طهران» تغيير نبرة تصريحاتها بشأن التفاوض مع الولايات المتحدة حول «البرنامج النووي الإيراني».
وأشار دونالد ترامب، إلى أن السلطات الإيرانية «لا تصرّح بالصواب»، ما يعني أن طهران لم تبد بعد استعدادها للمشاركة في جولة أخرى من المشاورات مع الولايات المتحدة.
من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني، «عباس عراقجي»، في وقت سابق، في مقابلة مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية:إن «على الولايات المتحدة أن تُفسر سبب مهاجمتها إيران في خضم المفاوضات وأن تضمن عدم تكرار ذلك».
كما أكد أن على الولايات المتحدة «تعويض إيران عن الأضرار التي سببتها».
وأشار «عراقجي»، إلى أن إمكانية استمرار التفاوض مع واشنطن لا تزال قائمة، لكن الكثيرين في إيران يبدون الآن تشككًا كبيرًا في جدوى المبادرات الدبلوماسية الأمريكية.
يُذكر أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كان قد لوّح مرارًا باستعداد واشنطن لتوجيه ضربات جديدة ضد المنشآت النووية الإيرانية إذا ما اعتقد أن طهران تسعى لإعادة بناء قدراتها النووية. من جهته، توعّد عراقجي بأن ترد إيران بحزم إذا تكررت أي اعتداءات.
وشهد العام الحالي خمس جولات من المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن «الملف النووي»، لكنها انتهت دون نتائج ملموسة، وذلك على خلفية العملية العسكرية التي شنّتها إسرائيل ضد الجمهورية الإسلامية، والضربات التي وجهتها القوات الأمريكية إلى منشآت نووية إيرانية.
ويأتي هذا الموقف في وقت تستمر فيه الجهود الدبلوماسية لخفض التصعيد بين واشنطن وطهران دون نتائج ملموسة.
في تصعيد جديد يعكس تشدد الموقف الأمريكي تجاه «إيران»، لوّح الرئيس «دونالد ترامب» بإمكانية توجيه ضربات مُتكررة إلى المنشآت النووية الإيرانية «إذا استدعت الحاجة»، مُؤكدًا استعداد بلاده لاتخاذ إجراءات عسكرية مُتكررة للحد من «البرنامج النووي الإيراني». يأتي هذا التصريح في ظل توتر مُتصاعد بين «واشنطن وطهران»، وسط مخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية قد تُؤثر على الاستقرار الإقليمي والدولي.